Monday  04/07/2011/2011 Issue 14158

الأثنين 03 شعبان 1432  العدد  14158

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

المتأمل لرحلتنا مع آلة التصوير «الكاميرا» منذ عقود يدرك أننا لا نزال في تحولات ومنعطفات عجيبة تجاه فكرة رسالتها المتمثلة في التصوير منذ (العكوس) إلى الرقمي والديجتال، إذ يشوب هذا الجدل تجاذبات ثلاث بين الممانعة والإذعان، والبعض الآخر يقبلها على بحياد.

فالكاميرا مرت في حياتنا برحلة عجيبة، قوامها الأول الرفض رغم أنها جاءت للحاجة، فقد توقدت نار الحرب ضدها حتى بدأ تحريمها، ومن ثم تكسيرها على رأس من كان يقتنيها، رغم أنها (شمسية) وبالأبيض والأسود.. أي أن صاحبها يقف أمام (إدارة الجنسية) آنذاك، ليصور الطلبة الذين يستعدون (لتقييدهم) أي لدخولهم المدارس، أو من يريد أن (يقطع تبعية) أي يستخرج بطاقة هوية. من طرائف تلك الكاميرات أيضاً أنها بانعدام ضوء الشمس لاسيما في أيام الشتاء وتلبد السماء بالغيوم تكون المهمة شبه مستحيلة، وقد تعود أدراجك من عند (العكاس) إذ لم يفلح في تصويرك، لأن الشمس ليست بكامل قوتها.وهناك في الطرف الآخر من عقل الاختراع المذهل من تفتقت قدراته لاحقا ليضيف إليها الضوء اللاقط (الفلاش) لينقذها ويتطور الأمر إلى أنواع من الكاميرات للتصوير الفوتوغرافي أو الفيديو كما نراه اليوم.

ورغم التطور والتحول النوعي إلى صور (الملون) والرقمي ظل الرفض سيد الموقف من قبل البعض، إلا أنها شقت طريقها بشكل مضطرد رغم محاولات ثنيها وإقصاؤها ومنعها كما في كاميرات الهاتف الجوال الذي هبت حالة من التراشق والمنع والتعاميم وملاحقة من يضبط بحوزتهم.

مبعث هذا الحديث وتأمله هو مشهد الكاميرا التي دخلت قبل أيام بوصفها وثيقة إثبات حينما كشفت عن مستدرج القاصرات في أحد الأسواق في مدينة جدة، حيث أخذ الموضوع طريقه للحل بعناية الله ولطفه.

فالأمر الجميل أن الكاميرا قد لا تكون حالة شر، إنما جاءت عونا للناس وللجهات المختصة في اقتفاء أثر كل مشبوه على نحو كاميرات الأماكن العامة والفنادق والأسواق التجارية.فهذا الحادث الشنيع الذي تعرضت له بعض القاصرات من قبل تلك الذئاب البشرية المسعورة، وقضايا أخرى كادت أن تتحول مصائب أهلها إلى مجرد تكهن لولا يقظة هذه الكاميرات ودورها المهم في الكشف عن مثل هذه الجرائم.

أما من يضعون العراقيل في وجه تفعيل دور الكاميرات بحجة تجسيد الأرواح، أو إدعاء انتهاك الخصوصيات فإن الأمر يحتاج منا إلى وعي فقط.. فكلما قسنا نسبة الفائدة وضآلة الضرر ندرك أننا في معية كشف علمي يحتاج إلى مزيد من العناية وتفعيل دوره الرقابي بما يحقق المصلحة العامة.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
رحلة الكاميرا
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة