Friday  08/07/2011/2011 Issue 14162

الجمعة 07 شعبان 1432  العدد  14162

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هذه المقالة جواب على نقاش جرى مع مجموعة من الزملاء متعددي المشارب والتوجهات، وكالعادة دار الحوار حول الكثير من الشؤون والقضايا المحلية والدولية، تحدث الجميع عن العصيان المدني وعن الخروج على ولي الأمر، وعن المظاهرات، وعن أشياء أخرى باعثها الوضع العربي المتأزم في أكثر من مكان. قال قائل منهم: كيف لنا أن نؤيد هؤلاء الخارجين على ولي أمرهم، ونحن نقول لا يجوز الخروج؟

سؤال مشروع، ويجب الإجابة عليه لينتفي اللبس الحاصل لدى الكثير من الناس.

من جانبي كنت أقول لهم منذ بداية الحوار: إن طاعة ولي الأمر نوع من أنواع العبادة نتقرب إلى الله بها، ونسأله عليها المزيد من الرفعة والتوفيق، وهذا الكلام هو كلام علماء الأمة المعتبرين، ولكن يبقى السؤال: لماذا نحن هنا نقول بهذا القول ونؤيد في مجالسنا هذه الثورات العربية؟!

الإجابة: أعتقد أنها معلومة لدى من يمتلك ولو جزءاً من حقيقة هذه الأنظمة العربية المتهالكة المغضوب عليها من شعوبها، فهذه الأنظمة لم تكن يوماً مع الشعب ضد الفقر والخوف والفاقة، بل كانت معه تجفف منابع الخير القادم للمواطن، وتساعد طابور الإيذاء والظلم والمقت وبخس الحقوق.

هذه الأنظمة فاقدة للشرعية من أساسها، ولهذا فما حصل ما هو إلا ثورة متأخرة جداً تعيد كرامة الإنسان التي أهدرت لعقود من الزمن المضني الذي سحق كثيراً من الكرامة وجعل البعض يترحم على الكرامة العربية لوجود حالة من اليأس بأن الكرامة والنخوة العربية باتت شيئاً من الماضي، ولكن الله يمهل ولا يهمل وإذا أخذ الظالم لم يفلته.

أعود لأقول: إن طاعة ولي الأمر الشرعي، كما هي حالنا مع ولاة أمرنا طاعة لله سبحانه وتعالى وبها نتعبد الله، لكوننا استجبنا لقول الحق تبارك وتعالى في هذا الشأن ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً? (59) سورة النساء.

فولي أمرنا قائم على شرع الله، وتأسس على هدي من الله، لم يأت على صهوة جواد الانقلابات ولا على مجنزرة الانتخابات الوهمية، وإنما جاء على شرع من الله، جاء ليقول إن الحكم لله، جاء منادياً بإقامة الصلاة، جاء آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر. كل هذه الأمور تجعل من طاعته عبادة، بل من أجل العبادات، كيف لا وهو خادم للبيت وحجاجه وعماره وشعاره (خادم الحرمين الشريفين).

طاعة ولي الأمر عبادة من استشعرها صح فكره وعلت همته، وسعى في أرضه زارعاً ومنتجاً ومحتسباً أجر ذلك، فذلك مما يجعل من المجتمع يداً قوية تشد على كل يد تريد الخير، وتضرب على كل يد تريد الإفساد والفساد.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
 

حديث المحبة
طاعة ولي الأمر نوع من أنواع العبادة
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة