Saturday  16/07/2011/2011 Issue 14170

السبت 15 شعبان 1432  العدد  14170

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

قد يظن الإنسان أنه يعرف نفسه حق المعرفة وأنه ليس بحاجة لأن يتعرف عليها أكثر فأكثر بسبب هذه المعرفة النسبية، وهذا الظن ليس صحيحاً على إطلاقه فهو قد يجهل كثيراً من قدراته ومهاراته الكامنة لديه والتي تحتاج إلى إيقاظ حيث إن بعضها يغط في نوم عميق يتجاوز البيات الشتوي لبعض الكائنات الحية بمراحل عدة إلى درجة أنه يمكن أن يكتشفها متأخراً فيندم على ما فات من عمره، أو أن يموت دون أن تظهر تلك المخزونات، فالإنسان يجب أن يبادر بنفسه ولا ينتظر أحداً حتى يأتي إليه ويكتشف ما عنده من قدرات أو مهارات.

ولا شك أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، وصوّره فأحسن صورته. كما جعله أرقى مخلوقاته. فلو نظرنا إلى الإنسان من الناحية الجسمية لوجدنا أن هذا الجسم قادر على أن يقوم بأدوار لا تستطيع أن تقوم بها الأسود الكواسر. ولو نظرنا إلى القدرات العقلية لوجدنا أنه يمتلك القدرات العالية التي جعلته يُسخّر خزائن الأرض من أجل راحته ورفاهيته. ولو نظرنا إلى عمره لوجدنا أنه يتفوق على كثير من أعمار الكائنات الحية في هذه الحياة مما يجعل أمله في تحقيق المنجزات الكبيرة هدفاً سامياً له.

إن القدرات والمهارات الكامنة لدى الإنسان تحتاج إلى تنشيط أو تفعيل كي تظهر جلية واضحة للعيان كأن يمر بظروف معينة تحتم عليه البحث والتفكير أو أن يوضع في مواقف صعبة تضطره إلى أن يتصرف ويواجه مصيره أو أن تكون لدى الإنسان الرغبة في حب الاستطلاع والخروج عن المألوف. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد تلعب الصدفة أو الحظ دوراً مهماً وفاعلاً في ظهور ما لدى الإنسان من قدرات ومهارات دون عناء يُذكر منه، ولكن تبقى عملية التبني لهذه القدرات والمهارات معلقة على هذا الشخص.

وتجدر الإشارة إلى أن قدرات ومهارات الناس مختلفة في المجال الواحد، كما أنها مختلفة أيضاً في مجالات الحياة الأخرى، وبالتالي فإن هذا الاختلاف ينبغي ألا يقف حائلاً دون إظهار القدرات والمهارات لدى الفرد، بل إن المجال يتسع للجميع في إظهار قدراته ومهاراته والعمل على صقلها وتطويرها كي يصبح منافساً قوياً للآخرين في الكفاءة والبراعة والفعالية. وهناك نماذج واختبارات ومقاييس كثيرة تساعد الإنسان على أن يتعرف على ذاته ومكنوناته، وقد يكون الكسل والنظرة الدونية إلى الذات وقلة الطموح واللا مبالاة وتجاهل الغير من مثبطات اكتشاف النفس.

وقد أشار الله جل في علاه إلى أن الإنسان يعرف ما كُلف به عن طريق ما جاءه من التبليغ من الرسل حيث قال: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} سورة القيامة الآيتان «15،14»، وهذه المسئولية تكمن في الأمور الشرعية المكلف بها من قبل المولى عز وجل حيث ألهمها فجورها وتقواها. وقد أمرنا سبحانه وتعالى إلى النظر إلى النفس والتفكر بها حيث قال:{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} سورة الذاريات الآية «21»، وهذا بالتالي سوف يقودنا إلى معرفة النفس معرفة حقيقية، وإلى الإيمان المطلق بهذا الخالق، وإلى الانبهار ببديع صنعه وعظيم سلطانه. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

(*) عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة

Yousefms@ipa.edu.sa
 

اكتشف نفسك!
منصور بن صالح اليوسف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة