Sunday  17/07/2011/2011 Issue 14171

الأحد 16 شعبان 1432  العدد  14171

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

نحن نسميه الديك الرومي، ربما لأننا نعتقد أنه أتى أصلاً من بلاد الروم (أوروبا). الأوروبيون والأمريكان يسمونه «تركي»؛ لأن أوائل الأوروبيين الذين قطنوا أمريكا قرنوه مع تركيا، وكان طيراً جديداً بالنسبة لهم لم يروه في بلادهم، وهذا هو الاسم الذي ما زال يُستخدم حتى اليوم. الأتراك يسمونه «هندي»؛ لأنهم ظنوا أنه أتى من الهند. السويديون الأمر نفسه، لكنهم أكثر تحديداً، فيسمونه «كلكون» في إشارة إلى أنه أتى من مدينة كالكوتا في الهند. الهنود بعضهم يسميه «بيرو»؛ لأنهم يظنون أني أتى من دولة بيرو في أمريكا اللاتينية. وفي النهاية لا أعلم القول الفصل في هذا الطائر؛ فكل شعب يعتقد أنه أتى من دولة أخرى!

هل سمعتَ بمغالطة المراهن؟ قبل أن أذكرها دعني أشرحها بمثال: نفترض أن هناك لعبة طريقتها أن تقع كرة صغيرة عشوائياً على لوحة فيها مربعات، والمربعات تحوي واحداً من لونين، إما أزرق أو أخضر، أي أن احتمال الربح هو 50 %.

يختار اللاعب اللون الأزرق، فإذا وقعت الكرة على مربع أزرق فاز اللاعب بالجائزة، وإذا وقَعَت على الأخضر لا يربح شيئاً. تبدأ اللعبة وتتحرك الكرة الصغيرة عشوائياً في الجهاز ثم يُسقطها الجهاز على اللوحة وإذا بها تقع على مربع أخضر ولا يربح اللاعب شيئاً.

يفكر اللاعب فيظن أنه بما أنه خسر المرة الأولى فإن فرصه الآن زادت، فبينما كانت 50 % أول مرة فلعلها الآن صارت 75 %؛ فيجرّب حظه مرة أخرى، وأيضاً تقع الكرة على مربع أخضر. يتسخط اللاعب، ويجزم بأن المرة الثالثة ستكون هي الرابحة، ويتيقن أن احتمال الفوز قفز إلى أكثر من 90 %؛ فيختار اللون الأزرق للمرة الثالثة، وتبدأ اللعبة وللمرة الثالثة تسقط الكرة على مربع أخضر! هذه هي مغالطة المراهن، وهي من الأخطاء التي يقع فيها المراهنون دائماً، وهي من أسباب خسائرهم وأرباح نوادي القمار، وهي مغالطة قائمة على الجهل بحقيقة الاحتمالات. الحقيقة هي أن الاحتمالات لم تتغير؛ فهي 50 % كما كانت، لم تزِد ولم تنقص. لنفترض أنك أخذت عملة معدنية (قرش) وأردت أن ترى ما إذا كنتَ ستحصل على الوجه الأول أو الوجه الثاني. نسمي الوجه الأول «أ» و الثاني «ب».

تأخذ القرش بين أصابعك وتقذفه للأعلى ويتقلب في الهواء قليلاً ثم يسقط على يدك، وتنظر لأي جانب ظهر لك فإذا به الوجه «أ». تقذف القرش مرة أخرى ويظهر لك «أ». تكرر العملية 10 مرات وكلها يظهر لك فيها الوجه نفسه. الآن أنت على وشك رمي القرش للمرة الحادية عشرة، ما هي احتمالات ظهور الوجه «ب»؟ ما زالت 50 %! هذا هو الغريب في المسألة، فالاحتمالات لا تتغير مهما رميت (القرش).

«بيرفلوروهيكسين» هي مادة كيميائية سائلة، تُستخدم مذيباً أو سائلاً يبرّد الإلكترونيات. ما رأيك لو عبأنا لك حوضاً ضخماً من هذا السائل وألقيناك فيه؟ فكرة مخيفة أليس كذلك؟ ليس بالضرورة؛ لأن هذا هو السائل الوحيد الذي يمكنك أن تتنفس وأنت مغمور به! من خصائص هذا السائل أنه يذيب الغازات إلى درجة تركيز أعلى بكثير من السوائل الأخرى، ومن ذلك غاز الأكسجين؛ فيمكن للإنسان أن يغوص في حوضٍ من هذا السائل ويتنفس السائل بشكل طبيعي، كأنه يتنفس الهواء، وقد وُضِعت بعض الفئران في حوض مليء بهذا السائل في أحد الأفلام الأمريكية، وهو ما ظنه الناس من المؤثرات الخاصة، ولكنها كانت فعلاً تتنفس هذا السائل. لكنك لن تستطيع تنفسه لفترات طويلة، ذلك أن الحجاب الحاجز (وهي عضلة أسفل القفص الصدري) يكون تحت ضغطٍ شديد، ومن يجرب تنفس هذا السائل فسيشعر أن فيلاً جلس على صدره.

 

الحديقة
تعلمتُ اليوم
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة