Monday  18/07/2011/2011 Issue 14172

الأثنين 17 شعبان 1432  العدد  14172

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

عملاء التوغُّل الجدد في السوق
بقلم: بقلم ندوبويسي إكيكويا*

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

منذ فترة ليست ببعيدة، سافرت إلى كينيا في إطار برنامج بحوث مموَّل من «الاتحاد الأفريقي». وأردت معرفة سبب إطلاق بعض أفضل تطبيقات الهواتف المحمولة في القارة الأفريقية من هذا البلد بالذات.

بعد مضي أسبوع في كينيا، أدركت سبب نجاح البلد إلى هذا الحد. لقد تمكَّنت كينيا من الارتقاء إلى مكانة جعلتها الوجهة الأفريقية الأولى للطلاب الأوروبيين والأميركيين، وكان هؤلاء الشبان يتعاونون مع السكان المحليين حول أفكار التكنولوجيا والأعمال الجديدة، ليوفروا منتجات ذات مردود جيد وتكاليف متدنية للسوق المحلي بأكمله. ونجحت كينيا في ذلك من خلال تسهيل السفر إلى البلاد إلى أقصى الحدود، من جملة أمور أخرى. ينال الطلاب المشاركون في البرامج أو الدورات التدريبية الدولية المختلفة تأشيرات السفر عند دخولهم كينيا، مذلِّلين بذلك كل التعقيدات التي عادةً ما ترافق نيل التأشيرات من السفارات.

وقد التقيت في الفندق حيث مكثت بعض الطلاب الأميركيين الذين شرحوا مجموعة من المشاريع التي كانوا يطوِّرونها مع نظرائهم الكينيين. كما كانوا يتعلمون من الطلاب المحليين، وقد استمتعوا باعتماد تكنولوجيات من أجل إيجاد الحلول للمشاكل المحلية، إلا أن إدراك ضرورة عدم طلاء منتج باللون الذهبي أو ألوان مشابهة بسبب إمكان جذبه اللصوص كان درساً قيِّماً جداً. وتبرهن وجهات النظر السائدة في منطقة محددة عن أنها تستحق العناء الذي يبذله الطلاب الزائرون، وأصحاب المشاريع المستقبليون، في عصر العولمة.

وفي ظل سفر أعداد متزايدة من الطلاب وتجوُّلهم حول الكرة الأرضية، وصل التعاون بين كليات الجامعات إلى مستويات متقدمة جديدة. وفي هذا الإطار، تمنح «كلية كاري للأعمال» التابعة لجامعة «جونز هوبكينز» ما يُسمى بماجستير إدارة أعمال عالمي. ويقدِّم تجوال الطلاب المماثل حول العالم فرص تسريع انتشار التكنولوجيا في العالم النامي فضلاً عن طريقة ذات مردود جيد بكلفة متدنية للشركات من أجل التوغُّل في أسواق جديدة.

لا تُعدّ الاستعانة بالطلاب لإنشاء أسواق جديدة ابتكاراً حديثاً، فإن معظم شركات التكنولوجيا الأميركية تجهِّز مختبرات الجامعات أملاً بأن تعريض طلابها لأدواتها سيسهِّل اعتمادها حين يتخرَّجون في مجال أعمالها. إلا أن خططها للعالم النامي لا تزال محدودة نظراً إلى أن أعداد المدرِّبين نادرة في هذه المناطق، علماً أنها الجهة التي يأتي منها الجيل الجديد لمستخدمي الهواتف المحمولة.

ولكن الشركات لن تكون وحدها المستفيدة من تخصيب الأفكار المتبادل والمتقاطع بين القارات، وعلى الحكومة ومؤسسات التطوير العالمية ألاّ تصرف النظر عن الطلاب بحد ذاتهم. وقد يساهم برنامج جيد التخطيط يُطلق لصالحهم في التوصل إلى نموذج تكاليف أفضل من النموذج الحالي يسمح بتطويع الناس وإرسالهم في مهمات دائمة إلى الخارج. وفي ظل تعلُّم الطلاب المزيد من الجامعات الأميركية والأوروبية، بإمكانهم مشاطرة هذه الأفكار حيثما حطّت رحالهم.

* مؤسس «مؤسسة التكنولوجيا الأفريقية» غير الربحية. وقد حرَّر مؤخراً كتاباً بعنوان «التكنولوجيا النانوية والإلكترونات الدقيقة: انتشارها العالمي وأوجهها الاقتصادية وسياساتها).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة