Friday  22/07/2011/2011 Issue 14176

الجمعة 21 شعبان 1432  العدد  14176

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

نشرت جريدة الجزيرة -قبل أيام - خبرا مؤداه أن الوحداوي المخضرم الأستاذ (محمد غزال يماني) قدم كتابا جديدا عن الرياضة السعودية للجهات المسئولة للموافقة على طباعته، وبحسب الخبر المنقول.. إن أبرز مافي الكتاب.. احتواؤه على وثائق رسمية تؤكد أن الوحدة أول ناد تأسس في المملكة العربية السعودية وهي المعلومة التي اختلف عليها كثيرون وبالذات بين الاتحاديين الذين أطلقوا على ناديهم لقب العميد تأكيدا على أقدميته، بينما الكتاب الجديد لليماني يؤكد أن الوحدة هو العميد. انتهى الخبر..! وتعليقا على هذه القضية التاريخية وهذه الإشكالية المتجددة التي ظلت تنتقل رياحها الجدلية في كل موسم, وتظهر إرهاصاتها في كل حقبة, وتزداد إثارتها مابين الحين والأخر، ومع اتساع دائرة الجدل التاريخي.. جعل الاتحاديين يتمسكون بحقهم المشروع على أن ناديهم هو الأقدم والأحق بلقب العمادة وهو أول ناد تأسس عام 1347، بينما يصر الوحداويون الذين طرزوا شعارهم الحالي بالرقم (1) في إشارة إلى أقدمية ناديهم.. على أحقيته بالريادة التأسيسية على صعيد الأندية المحلية.. فقد سبق وأن تحدث عميد مؤرخي الحـركة الرياضية الدكتور (أمين ساعاتي) صاحب أكبر موسوعة وثائقية معلوماتية عن تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة وعبر (الجزيرة .. في حلقات تاريخية نشرتها الجريدة تباعا عن تاريخ الناديين (الاتحاد والوحدة) مدعّمة بالصور النادرة التي نشرت لأول مرة وبالوثائق المثبتة والحقائق الدامغة المنقولة من مصادرها الأولية ,ولعلي هنا أنقل بعض ما قاله -المؤرخ الكبير- من معلومات تاريخية وحقائق تثبت صحة صاحب لقب الأقدمية وتدحض الحجج الضعيفة ,خاصة عندما تنقل المعلومة من مصادر غير موثوق بها، أو ربما تعبث أيادي العاطفة والميول المزاجية والأهواء المتقلبة في خارطة الأوراق التاريخية.. غير مدركين أن التاريخ أمانة والعبث في وثائقه خيانة..!! يقول قاضي التاريخ الرياضي.. (بدأت فرق كرة القدم في مكة المكرمة ولأول مرة عن طريق الجالية الأندونيسية ولكن التمثيل الرياضي قام لأول مرة في جدة حيث تأسس أول فريق سعودي عام 1346 باسم (الحجاز الرياضي) وكان رئيسة آنذاك معالي الأستاذ محمد رضا وهو أول رئيس نادي سعودي في تاريخ الأندية السعودية وأول وزير لوزارة التجارة.. ومن أبرز لاعبي الحجاز الرياضي يونس سلامة ومحمد درويش ومحمود عارف علي بترجي، حمزة شحاته، محمد حسن عواد، عبد الرزاق عجلان، عبدلعزيز جميل، مصطفى درويش، عبد الله بن زفر, عبد اللطيف اللنجاوي، أحمد قنديل، حمزة فتيحي, صالح سلامة, عمر نصيف، عيسى جمجوم...إلخ، ويشير المؤرخ الكبير إلى أن فريق الحجاز الرياضي لم يلبث أن دب الخلاف بين أفراد الفريق من الذوات واشتد الخلاف حتى أدى إلى الانقسام التاريخي بين أفراد الفريق فخرجت فئة من الحجاز الرياضي وأسست فريقا جديدا عام 1347تحت اسم نادي الاتحاد العربي السعودي (الاتحاد حاليا). أما فريق الوحدة فقد تأسس على يد مؤسسة (أحمد قاروت) عام 1366 بالوثائق والمقابلات و الحقائق المنقولة من الرموز والمصادر الأولية التي أسست النادي المكي وعايشت أحداث تلك الحقبة، ويضيف - الساعاتي -: إن بعض محبي الوحدة مع الأسف حاولوا بعواطفهم الشخصية وميولهم الواضحة أن يعطوا ناديهم تاريخا للتأسيس قبل تأسيس نادي الاتحاد والأهلي.. هكذا حكم (قاضي التاريخ الرياضي) في النزاع التاريخي بين الناديين العريقيين. وربما يتفق معي الكثير على احترافية وثقافة ومهنية ولياقة وكفاءة وتخصص الدكتور أمين ساعاتي الذي دعّم موسوعته الرياضية العملاقة التي ضمت في أوعيتها تواريخ كل أندية المملكة وحركة قيامها، ودونها من مصادرموثوقة و اتجاهات دقيقه ومنابع صافية.. ولعل ما يعزز قيمة العمل المهني- للمؤرخ الكبير- في مسيرته التدوينية أنه ارتهن إلى المنهج التاريخي العلمي, ومعروف أن المنهج التاريخي يرتكز إلى خمس اتجاهات علمية أولها: الاعتماد على المصادر الأولية والثانوية الموثوق بها ومن أهمها الاتصال بالمؤسسين وإجراء اللقاءات التاريخية المباشرة معهم, ثانيا: الوثائق الحكومية والوثائق المكتوبة من قبل المؤسسين: ثالثا الصحف والكتب التي تعتبر المرآة التي يرى فيها الباحث كل أنشطة المجتمع في كل حقب التاريخ، رابعا التنظيم الإدراي والرياضي الذي يوضح أسماء بارزة قامت بالتأسيس والإدارة و أيضا لاعبين معاصرين, خامسا: الأماكن سواء كانت المقرات أو الملاعب، فالأماكن كالكائن الحي تحكي عن كل ما دار ويدور فيها من نشاط إنساني متنوع.. وإذا قرانا منهج عميد مؤرخي الحركة الرياضية في موسوعته العملاقة نجد أن الخبير الساعاتي.. اهتم جدا بتطبيق الأركان الخمسة للمنهج التاريخي الرصين مما يعطي وزنا علميا وثقلا مهنيا وعمقا توثيقيا فيما ذهب إليه في ساحة الصراع التاريخي بين الناديين, وتحديدا حول جدلية العمادة.. وبلياقة مهنية وثابة خرج (الأمين) الساعاتي منتصراقوة حجته, المدعومة بالمنهج التاريخي الرصين وقواعده العلمية الثابتة التي تأخذ بيد المعلومة التصحيحية ونقلها كما يجب في قالبها التوثيقي، أما من يحاول القول غير الحقيقة الدامغة والخوض في معركة مليئة بالأخطاء التاريخية والتجاوزات العاطفية ربما تطيح بسجل صاحبها.. وهذا مالا نتمناه مع ولادة كتاب الوحداوي المعروف (محمد يماني) متحدثا عن أحقية نادية الملكي بلقب العمادة طبقا لما أشارت إليه الجزيرة في خبرها المنشور.. إذا ما صاحب هذا الدفاع التاريخي وثائق مثبته وحجج دامغة وأقوال موثوقة ومعلومات صحيحة.

المحرر

K-aldous@hotmail.com

 

الوثائق التاريخية وجدلية العمادة !
خالد الدوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة