** من المؤكد أن مصانع الأعلاف ستعمل على التهام كعكة دعم مدخلات صناعة الأعلاف، وسيظهر علينا من يقول إن الدعم لا يكفي، لنعود إلى كل أوامر الدعم التي سبقت لعدد كبير من الأصناف، سنجد أن آثار انعكاس الدعم على الأسعار ضعيف، بسبب ضعف الرقابة على قياس الأثر بالنسبة للمستهلك...

** الأسئلة كثيرة حول مدى التجاوب الحقيقي والمنطقي من قبل الجهات المستفيدة من دعم السلع، وهل توظفها في إطار الصالح العام وتحقيق الهدف الأساسي من الدعم؟ أم سيكون الدعم إضافة ربحية لمصانع الأعلاف بينما لا يلمس المواطن انعكاساً حقيقياً للدعم؟ لنرصد رحلة الدعم والتي تقدر بنسبة 50%، ونتعرف في النهاية على تأثيرها على أسعار الأعلاف المصنعة، بكم يباع اليوم، وبعد عدة الأشهر بكم سيباع؟

** هناك قصور واضح من جهات الرقابة، وهناك قوة خفية في بعض القطاعات التجارية المستفيدة من الدعم والتي ربما يعمل بعضها وفق سياسة الاحتكار وعقد الاتفاقيات فيما بينهم لاستغلال أي دعم.

** للأسف هناك أزمات مفتعلة وهناك من يستغل تلك الأزمات، أقرب دليل أزمة الشعير، مدعوم من الدولة ومحدد شركة لاستيراده ومع ذلك تختفي الكميات المستوردة منذ دخولها!! وهناك من مربي الماشية من فقد حياته في طوابير الانتظار للحصول على كيس الشعير، ووزارة التجارة ووزارة المالية يؤكدون توفره، ولكنه مثل بيضة الصعو (يسمع بها ولا تشاف)، وتزامناً مع أزمة الشعير ارتفعت أسعار الأعلاف المصنعة.. بمعنى استغلال حاجة مربي الماشية لبدائل الشعير.. حتى المواشي لم تسلم من استغلالهم!!

** لا نزال نخشى الحديث عن مفردة الفساد، وسنبقى ندور في حلقة مفرغة من الأزمات المفتعلة ما لم نبحث بكل شفافية وشجاعة عن خيوط الفساد وتجار الجشع ومستغلي الأزمات..

** نحن في بلد -ولله الحمد- مستقر وننعم بكل بواعث الاطمئنان والعيش الكريم، إذاً كيف يجرؤ من يفتعل مثل هذه الأزمات؟ أملنا في تشديد وزارة الداخلية بردع المستغلين، أما الوزارة المختصة بالتجارة والصناعة فلا حياة لمن تنادي.