الوطنية وخدمة المواطنين ليس قولاً مرسلاً يلقى في مناسبة ويذهب قائله إلى حال سبيله.

إن خدمة الوطن وإعطاء الأرض والأهل الذين تعيش بينهم ما يستحقونه من وفاء ورد جميل ليس قولاً، بل فعل، والذين يمتلكون الشركات أو الذين يديرون الشركات المساهمة التي هي ملك للمواطنين المساهمين عليهم أن يؤكدوا وطنيتهم وإحساسهم بهموم المواطنين ويشاركوهم في هذه الهموم.

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتابع ويراقب كل صغيرة وكبيرة من خلال جهاز أنشئ لمتابعة أوضاع البلاد والعباد وتلمس حاجة المواطنين، فجاء التدخل إيجابياً وفي توقيت سليم قبل بدء شهر رمضان المبارك لقطع الطريق على أي استغلال من قبل أصحاب النفوس المريضة، ولهدف تخفيض أسعار اللحوم والدواجن والألبان التي شهدت ارتفاعاً في الأيام الماضية، أصدر الملك -حفظه الله- أمراً ملكياً بدعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50% عمَّا هو معمول به حالياً، وذلك بهدف رفع الكاهل عن تكاليف الإنتاج على شركات الألبان والدواجن، وهنا والذي يفترض أن يحصل هو أن تبادر الشركات المنتجة للمواد الغذائية التي رفعت أسعارها بحجة ارتفاع تكاليف الأعلاف أن تعود إلى أسعارها السابقة إن لم تنقصها، وجميعنا نعلم أن إحدى شركات إنتاج الدواجن والتي لها خط إنتاج للأبان كانت قد رفعت أسعار منتجاتها من الدواجن قبل شهر تقريباً بحجة ارتفاع أسعار الأعلاف، والآن جاء الدور لخفض تلك الزيادة، وإن كان المأمول أكثر من ذلك كالذي قامت به شركة دواجن الوطنية التي تجاوب مجلس إدارتها مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين وقرر توظيف إجمالي الدعم بما يخدم المواطن، وذلك عبر تخفيض سعر منتجات دواجن الوطنية. هذا الفعل من قبل دواجن الوطنية يؤكد وطنية أصحاب الشركة وتفاعلهم مع سعي قائد الأمة بتوفير سبل الحياة الكريمة لأبناء الوطن وتوفير احتياجاتهم. وهذا الفعل الإيجابي يؤكد أن شركات الإنتاج عندما تدار من قبل أبناء الوطن وليس الوافدين، فإن المواطن هو من يستشعر واجباته تجاه وطنه ومواطنيه وينحاز دائماً مع قضايا الوطن، وليس الذين يسعون لكنز الأموال من خلال انتهاز الفرص التي لا يهمهم أن تتم على حساب المواطنين لأنهم ليسوا منهم.