Tuesday  26/07/2011/2011 Issue 14180

الثلاثاء 25 شعبان 1432  العدد  14180

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

السياحة السعودية .. الانطلاقة الحقيقية بين التطوير والتوثيق!

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابعت ما نشر في صفحة عزيزتي الجزيرة عن (السياحة)، وأقول إنه في محرم من عام 1415هـ بدأت تتشكل ملامح السياحة السعودية من خلال إقامة معرض السياحة الوطني الأول في مدينة الرياض، والذي افتتحه ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز حين كان سموه أميراً لمنطقة عسير، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، وأقيم بتأييد من مجلس الغرف السعودية في موقع المعارض على طريق الملك فهد شمال العاصمة، وكنت من أول من كتب عن هذا المعرض صحفياً، كما تشرفت بالمشاركة فيه ممثلاً لمنطقة القصيم مع زميلي من مدينة بريدة الأخ حمد القصاب بتوجه ودعم كبير من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الذي وجه ودعم وقاد مشاركة منطقة القصيم بجناح متكامل في المعرض، كان له إسهامه المشهود ببلوغ النجاح، مع بقية الأجنحة التي شاركت بها جميع مناطق المملكة في تلك التظاهرة الضخمة.

ولا أنسى جهود الغرفة التجارية في القصيم، وكذلك جهود الجمعية الخيرية الصالحية في عنيزة ممثلة بمركز ابن صالح الاجتماعي، وكانت انطلاقة حالمة حفلت بالكثير من المعطيات التي كتبت تاريخ السياحة، وإن كانت السياحة بمفهومها العام قد عرفت ولاشك قبل ذلك الزمن، لكن هذا المعرض كان كما ذكرت يمثل بداية العمل المنظم وانطلاقة التأسيس الجميل لما نراه حالياً من نتاج سياحي كبير يعم أرجاء الوطن، وتنافس المؤسسات الحكومية والاجتماعية والتجارية على تقديم السياحة بمفهوم آخر، ربما وصل بشيء من العزم والاستيعاب في مستقبل منظور إلى مرحلة الاحترافية في هذا المجال الحيوي.

ومن ذلك ما يمكن أن يتحقق من مشاركة فاعلة من قبل كافة فئات المجتمع والجهات الحكومية والخاصة، وهو ما لفت إليه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم حين قال بأن هذا الجانب مهم في توزيع الأدوار ومنح الفرص، بحيث لا تستحوذ القطاعات الحكومية على هذا المجال وتمنح الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة والاستفادة وفق أولويات تضع المواطن في المقدمة، والدليل أن آلاف فرص العمل يمكن أن تتحقق من مجال السياحة، إذا ما فكرت كل المناطق بالسياحة المستدامة، وتطبيقها وتفعيلها بالشكل المناسب.

إن استيعاب ما يمكن أن تحققه السياحة في المجال الاقتصادي هو أمر ذو أهمية كبرى جعلت من البعض يتنافسون على الحصول على حقوق التنفيذ الكامل للبرامج والفعاليات السياحية، خاصة في مجالات الترفيه، وفي أوقات محددة كالصيف والعطلات الرسمية، واقترح على الغرف التجارية الصناعية أن يكون لها مساهماتها في مجال السياحة، بأن تتبنى تنظيم ندوات عامة للتعريف بدور القطاع الخاص في خوض غمار التجربة السياحية بالرعاية الكاملة للمهرجانات والفعاليات السياحية المختلفة، وما يمكن أن يتحقق من وراء ذلك، وتبني تعزيز مقومات السياحة وخاصة فيما له علاقة بالسكن كالفنادق والشقق المفروشة، ووسائل المواصلات كالنقل العام وتأجير السيارات، والتي تفتقر إليها بعض المناطق ولا ترتقي للمستوى المطلوب في مناطق أخرى، وبلا ريب فهناك الكثير من الأمثلة، والتي تدعم انضمام مؤسسات أخرى لهذا المجال، الذي هو قبل كل شيء فعل وطني يجب تعزيز كافة الجوانب التي تقوده للرقي وبلوغ المستويات التي يتمناها كل مواطن ومقيم في هذه البلاد الغالية.

أعود للحديث عن المعرض السياحي الأول وهو حديث للتاريخ، كان من ثماره تفعيل مفهوم السياحة، والتعريف بكيفية صياغتها، وتحقيق انطلاقتها، وأعود أيضاً لأقترح على الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي قاد الهيئة لتجعل للسياحة السعودية طعماً آخر ومذاقاً مختلفاً، بأن يتم توثيق هذه المعطيات الحضارية بدءا من المعرض الأول، وأن يكون التوثيق من الأمور التي توضع كأولويات لدى الهيئة، وخاصة في معرفة المشاركين في ذلك المعرض، وربما كان من المناسب أيضاً معرفة آرائهم ورؤاهم حول تلك المرحلة وما تلاها إن كانوا قد استمروا في ذات العلاقة بهذا الجانب.

كما يمكن الرجوع إلى أرشيف الصحف والتلفزيون والإذاعة وقناة (art) التي كانت الراعي الفضائي لتلك الفعاليات، ولا شك بأن التاريخ لا يكتب نفسه ولا يعيد نفسه، إنما الإنسان هو من يفعل، وكثيرون هم الجديرون بهذا الفعل في هذا الوطن الحبيب، والله الموفق.

فهد الصالح الفاضل

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة