Thursday  28/07/2011/2011 Issue 14182

الخميس 27 شعبان 1432  العدد  14182

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

دور اللغة العربية في عملية البناء الحضاري هو عنوان المؤتمر العالمي الذي عقد في جامعة غاجا مادا والجامعة الإسلامية الحكومية بمدينة يوغياكرتا من 14حتى 17 من يوليه سنة 2011م بإدارة من رابطة معلمي اللغة العربية. هذا هو المؤتمر السابع الذي تعقده هذه الدولة العظيمة بشعبها الكريم العاشق لثقافة الإسلام والعربية، وصدرت أعمال المؤتمر في أربعة مجلدات ضمت 129 عملا في اللغة العربية وتعليمها وآدابها، وجاء المنتدون من 24 دولة من دول العالم، لم تمنع الإمكانات المتواضعة المنظمين للمؤتمر أن يجتهدوا في إنجاحه، وكان للمنتدين فرصة عظيمة للقاء وتبادل وجهات النظر في قضايا اللغة وتعليمها وآدابها، تبارى المسؤولون في حفل الافتتاح في الترحيب بالوفود المشاركة والإشارة إلى أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات، على أن ما لفت الانتباه وأثر في المستمعين ما ورد في كلمة محافظ المدينة التي أشار فيها إلى أثر اللغة العربية في اللغة الإندونيسية وهو أثر قديم دخل مع المسلمين الأوائل الوافدين إليها، ومثّل بأبرز مثال وهو أسماء أيام الأسبوع، وأسماء كثير من الإندونيسيين أنفسهم، قال المحافظ إنا كنا في ساقة العربية يوم كانت لغة عالمية مؤثرة، ولكن الزمن جار عليها، فكان أن انصرفنا إلى غيرها، لا لعلة فيها هي نفسها بل لعلة في أهلها الذين أهملوها وأهملوا دورها الحضاري، فغلبت عليها لغات أخرى لا لفضل تزيد به على العربية بل لريادة أهلها، وقال إن مثل هذا المؤتمر يعبر عن رغبة قوية لهذه البلاد وأهلها في أن تستعيد العربية بما هي لغة القرآن مجدها وريادتها وتأثيرها الحضاري.

لست أملك سوى الشكر والعرفان الذي لهجت به أمامهم ورددته أمام كل مسؤول لقيته، إن هذه العناية بالعربية لافتة للانتباه منذ كنا في السفارة الإندونيسية في الرياض حين زرناها للحصول على سمة دخول للبلاد، هناك خاطبنا الموظف بالعربية، ودفع إلينا باستمارة عربية لنملأ بيانات جوازاتنا، وهو أمر لم أجده في سفارة أخرى، وفي مطارات إندونيسيا شدّ انتباهي أن لوحات الإرشادات كتبت بالعربية إلى جانب الإندونيسية، وكذلك ارتفعت الأسماء فوق أبواب مباني الكليات والمعاهد، أمام كلية الآداب كدت أطير فرحًا وأنا أرى اسم الكلية كتب بخط عربي تحت الاسم الإندونيسي الذي مزج بين لفظين عربي ولاتيني وتحت الخط العربي يأتي اسم الكلية بالإنجليزية.

كل هذا الاحتفاء بالعربية والاحتفال بأهلها شهدناه من أهل البلاد في هذه المدينة التي اشتهرت بأنها مدينة الطلاب فهي تضم 130 جامعة، كل ذلك في غياب غير مفهوم تواطأت عليه السفارات العربية كلها وملحقيها الثقافيين، وفي غياب الإعلام العربي أيضًا فلا صحافة ولا تلفزة. الصحف الاندونيسية أوردت الخبر ونشرت صورة لثلاثة من المنتدين السعوديين أستاذين من جامعة الملك سعود هما ابني الدكتور علي المعيوف وزميلي الدكتور محمد منور، وأما ثالثهم فهو الزميل الدكتور أحمد البهكلي من جامعة جازان.

في إندونيسيا كان البحث عن دور حضاري للعربية، وفي بلاد العرب تسابق محموم نحو وأد العربية بإقصائها عن العلم والعمل توهمًا أن الحضارة قرينة لغة الغرب.

أرى لرِجالِ الغَربِ عِزًّا ومَنعَةً

وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ

 

مداخلات لغوية
إندونيسيا تبحث عن دور العربية الحضاري
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة