Thursday  28/07/2011/2011 Issue 14182

الخميس 27 شعبان 1432  العدد  14182

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

من الأعماق.. يا رمضان
بندر بن محمد مقرن المقرن

رجوع

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه مسلم.

سيهل علينا قريباً أحبتي ويملأ أيامنا بهجة وسعادة كعادته ضيفنا السنوي العزيز في عشرته والثقيل في قدره ومكانته بقلوب الملايين من المسلمين في كل أنحاء العالم.. هذا الضيف الذي كان سلفنا الصالح يسألون الله سبحانه وتعالى قبل حلوله بستة أشهر أن يبلغهم إياه وان يدركونه ويصوموه ويتنعموا بأيامه الطاهرة المباركة وينالون فيه الأجر والثواب العالي، ويسألونه جلّ شأنه في الستة الأشهر الأخرى بعد فراقه أن يتقبل منهم صيامه وقيامه علواً لمكانته وتعظيماً لما يحمله من الأجر والثواب والأعمال الصالحة..

في حياتنا أحبتي عاصرنا الكثير من أشهر (رمضان) فاستقبلنا العديد من شهوره وودعنا مثلها كثيراً.. لكن السؤال المهم الذي يجب أن نتوقف عنده ونسأل أنفسنا ماذا قدمنا لرمضان في سنوات عمرنا التي مضت بعد أن قدم لنا هو نفسه وأدركناه بفضل من الله سبحانه؟ هل قدمنا الأعمال الصالحة التي يجب أن نتزوّد بها في حياتنا الفانية أم قدمنا لهذا الشهر مجرد الفرض الواجب علينا تجاهه وهو (الصوم) من الأكل والشرب فقط..!! وفرطنا في بقية (الذهب الخالص) من الأعمال الصالحة التي تملأ جوف هذا الشهر الفضيل وضيعنا أفضل وأغلى فرصة عمر استثمارية في حياتنا تنفعنا في الدنيا والآخرة؟

الدنيا فانية إخوتي ولا يخلد فيها إلى العمل الصالح الذي سيكون زادنا يوم القيامة لأنه الظل الذي نستظل به عندما تدنو منا الشمس وتلهبنا حرارتها يوم لا ينفع مال ولا بنون, هذه الأعمال يجب أن نسعى نحن لها فهي لن تأتي من دون جهدنا لذلك يجب أن نستغل كل دقيقة في هذا الشهر الفضيل في صيامه ومضاعفة الصدقات وصلة الرحم وقيام الليل والقيام بعمرة في رحاب بيت الله الطاهر الذي هي بمثابة حجة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما اخبرنا المصطفي عنها في حديثه الشريف.. طبعاً كل هذه الأشياء يجب أن تكون في شهر رمضان وغيره من الشهور لأنه من الواجب علينا أن نجعل كل شهور السنة هي رمضان لكن في شهر رمضان يجب أن نكثف أعمالنا الصالحة ونتقرب إلى ربنا - عز وجل - أكثر.

لنكون إخواني وأخواتي ممن أدركوا ليلة القدر وغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، ونكون كذلك من الذين يأخذون صحفهم من الملائكة بيمينهم عند خروجنا من صلاة العيد فرحين مسرورين بما نلناه من الأجر العظيم، كل هذه الفرص العظيمة موجودة في رمضان ولها طعم وأجر وثواب عال، لأنه رمضان فقط فهو شهر ليلة القدر هو شهر الصيام والقيام هو الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات.

شكراً من الأعماق.. لك يا رمضان قبل أن تأتي.. شكراً رمضان إذا حللت علينا ضيفاً كريماً.. شكراً رمضان إذا غادرتنا وسرقت قلوبنا اليتيمة معك كعادتك في كل عام.. شكراً لك شهر الفضيلة والمحبة والرحمة.

عن حذيفة ابن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي) متفق عليه.. اللهم اجعلنا ممن يدركون شهر رمضان ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، اللهم اجعلنا ممن يدركون ليلة القدر وتستجاب لهم دعواتهم يا سميع يا مجيب الدعاء.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة