Friday  29/07/2011/2011 Issue 14183

الجمعة 28 شعبان 1432  العدد  14183

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

في الستينات من القرن الماضي عرفت مدينة مانشستر البريطانية أحد أبشع جرائم اغتصاب وقتل أطفال كان أبطالها الثنائي بريدي ومايرا هيندلي (Bradyand Myra Hindley) التي لم يتم الكشف عنها سوى في الثمانينات، لن أدخل في تفاصيل القضية التي يمكنكم معرفة المزيد عنها بالبحث في قوقل أو ويكي، ولكن من المهم أن أذكر أن الشرطة أطلقت على «مايرا» لقب «أكثر النساء شرا في بريطانيا»!.

وفي التسعينات كان ساتشي يعمل على مشروعه (YBAs) «مجموعة فناني بريطانيا الشباب» وهي مجموعة فنية كان لها دور كبير في تحريك اتجاه الفن البريطاني المعاصر على يد المجددين من الشباب أمثال دايمن هيرست (Damien Hirst) الذي تقدر قيمة ثروته لقاء بيع أعماله الفنية بـ100 مليون جنيه إسترليني. وكان من المقرر أن يقام معرض (إحساس) (Sensation) في الأكاديمية البريطانية عام 1997م، كأحد أهم المعارض في تلك الفترة، لدوره في نشر هذه المجموعة التي شكلت صورة الفن البريطاني المعاصر، وأيضا للقضايا الجدلية التي تناولتها بعض من أعماله، وأهمها العمل المسمى (Myra Hindley) (1995) للفنان (Marcus Harvey) وهو عبارة عن صورة شخصية لمايرا مغتصبة وقاتلة الأطفال، مقاس العمل (2.7×3.4م) تم عمله من خلال طبعات متكررة منسوخة من أيدي أطفال دون السنتين. آثار العمل غضب البعض، بل هوجم قبل موعد العرض في محاولة للتخريب، كردة فعل احتجاجية على الموضوع الذي يمثله، لكن الفنان استطاع إعادة العمل بعد معالجته ليكون ضمن العرض، الذي نجح ثم انتقل بعد ذلك إلى مدن عدة منها نيويورك وبرلين ولاقى نجاحاً آخر.

ما يهمنا هنا أمرين؛ الأول هو أن هذا النموذج تعريف مختصر وحاضر لما يمثله الفن المعاصر الذي خرج عن جمال الشكل إلى جمال الفكرة في إضافتها إلى عالم اليوم. أما الأمر الآخر الذي يثيرنا هنا فهو السؤال الذي طالما راودني؛ لماذا يصعب على بعض الفنانين التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بذات القوة والأسلوب؟ فلو استثنينا بعضاً منهم الذي يعبر عن قضايا عامة دون تحديد، إلا أن الغالبية لا ترى جمال هذه الصورة المختزل، بل تعتقد أن جمال العمل الظاهر هو الأهم، ولكن ألم يعي هؤلاء بعد أن العمل المعاصر عمل ثقافي ويعتمد على العمق المعرفي والقيمة الفكرية للعمل (ونستثني العمل الإبداعي في الفكرة والتقنية)؟

هل من الممكن أن تنعكس القضايا الاجتماعية المشخصنة كموضوع مغتصب القاصرات أو قاتلة الطفل أحمد كعمل فني في أحد معارضنا يوما ما؟ وكيف ستكون ردة الفعل تجاه مثل هذا العمل؟ هل ستكون جدلية مثل ردة الفعل على عمل عبدالناصر غارم ( رسالة/ رسول) (مع أنها قضية غير مشخصنة) أم لن يكون للعمل قيمة إلا إذا بيع بمبلغ يقارب مبلغ بيع عمل غارم وفي مزاد علني؟

أسئلة تدور في ذهني وكعادتي..أحببت مشاركتكم فيها..

msenan@yahoo.com
 

إيقاع
مغتصبو الأطفال وقتلتهم في معرض فني؟
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة