Friday  29/07/2011/2011 Issue 14183

الجمعة 28 شعبان 1432  العدد  14183

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

القلوب النقية.. كلها وفاء وصفاء
سليمان بن عبدالرحمن الخضر

رجوع

 

القلوب الوفية.. القلوب النقية.. القلوب الصافية، مزايا يهبها المولى سبحانه لعدد كبير من خلقه، فتجد الذين يتمتعون بهذه الخصال يدخلون قلوب الناس دون استئذان، في تعامل راق، واحترام ثابت لا يتزعزع، فيكون رضا الله أولاً، ثم رضا خلقه من بعده. وأن القلوب الطيبة تظل كذلك، فهي عنوان وسمة لحامل هذا القلب، لدرجة أن صاحبه يرى كل من حوله طيباً فيشعر بالأمان من الجميع فيتفانى في مساعدتهم، ويعطي، ويتدفق بلا حدود، ولا ينتظر منهم رداً لذلك، وما يعلم بأن القلوب «بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء».

ولكن هذه القلوب قد تُصدم مع مرور الزمن بقلوب قاسية، مستغلة، ترتدي أقنعة مزيفة، أصحابها في قائمة الذئاب البشرية، لذلك تجد أصحاب هذه القلوب بوجه عند فئة من الناس، وسرعان ما تظهر لهم الوجه الآخر عند البعض، فهم بذلك يتقنعون بثياب الطيبة في أوقات عندما يرون أن لهم حاجة عند شخص ما، وما أن يحصلوا على ما يريدون تجدهم يرتدون على الفور الوجه الآخر!!

وهؤلاء قد اكتسوا بخصال عدة كالغطرسة والكبر، والغرور، مهتم بحق أصحاب نفوس ضعيفة تحاول أن تقنع الآخرين بأية وسيلة، لأنهم يشعرون بالنقص، ويحاولون تعويضه بشتى الطرق، ولكن على حساب من؟ بالطبع على حساب الآخرين من أصحاب القلوب الطيبة الحانية!!

لذا من الواجب على أصحاب القلوب الطيبة أن تتنبه من أمثال هؤلاء، ولا تجعل الطيبة باباً يلج منه أهل الخبث والغدر، وأصحاب الوجوه المتعددة، ولعل ما حصل لأصحاب هذه القلوب من مشكلات، وأذى، كانت بأسباب طيبتهم وسذاجتهم، وافتراضهم حسن النوايا في جميع الأحوال!!

وأختم مقالي هذا بسؤال ألا وهو: ما هو الحل مع هذه الفئة الشريرة الذين نتعايش معهم في حياتنا؟

وليعذرني القارئ الكريم؛ فقد لا أستطيع الجواب بكل التفاصيل، ولكن سأطرح بعض الحلول من خلال الوقائع التي شاهدتها من هؤلاء، فإن طيب القلب أحياناً يحتاج إلى وضع سيناريو يبين من خلاله ما طبيعة هذا الشخص الذي أمامه، فنعمل اختبارا له سواء اختبارا يختص بالمال - والمال هو أعز شيء في نفس هذه الفئة، أو اختبارا في التضحية- وبذل النفس عند هؤلاء ممنوع لأنه لا يستحقه الأصدقاء والمحبون إنما يستحقه هم وأبناؤهم فقط - واختبارا في السفر، لأن السفر يظهر معادن الرجال.

لذلك يجب علينا أن لا نظهر طيبتنا وأخلاقنا التي تربينا عليها إلا لمن نعرف يقيناً أنه يستحق منا كل خير وطيبة قلب، فالحذر الحذر.

يقول جمال الدين الأفغاني: «حذار أن تركن إلى صديق خذلك ساعة الضيق»، .. ولكن تظل القلوب الوفية المتوشحة بالنقاء والصفاء هي المنتصرة في النهاية بإذن الله.

أرجو أن لا يواجهك أخي القارئ أمثال هؤلاء... وشكرا لمن كان طيب القلب.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة