Monday  08/08/2011/2011 Issue 14193

الأثنين 08 رمضان 1432  العدد  14193

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنا نعتقد منذ أمد أن الإبل لا يمكن لها إلا أن تكون برية، هائمة في الفلاة، مدللة عند أهلها، على نحو ما عرف أنها الصديق المقرب للإنسان العربي في صحاري الجزيرة وشمال إفريقيا ووسطها وأقاليم الشام إضافة إلى تركيا وإيران والهند، إلا أننا بتنا في حيرة حينما وجدناها مهددة بالإبادة على أيدي مجتمع قد لا يعرف قيمتها.

* فالمفاجأة المدهشة والغريبة هو ما تم بثه من خلال وكالة أنباء أسترالية لخبر يبدو حصريا لها حول مشكلة تكاثر الجمال البرية في أستراليا، إذ زعمت هذه الوكالة بأن هذه الجمال البرية باتت خطراً على حياة أهل المدن والمناطق الزراعية وأماكن الرعي؟! لتتسع دهشتنا.. فماذا ستكون إن لم تكن برية؟!

* وإجابة عن هذا الشق الاستفهامي فإن الخبراء في لحوم الحاشي يؤكدون على أن الإبل تتمثل في نوعين هما: بري وبحري، أي أنك تستطيع أن تميز بين ما يعيش على سواحل بحار الصومال واليمن والهند، فتصفها بأنها بحرية، أما ما هو في الفلاة فإنها ابل برية بامتياز، والعلامة الفارقة كما يقول خبراء اللحوم الجمالية هي في لون اللحم والشحم، حيث تميل شحوم الإبل التي ترعى قرب البحار إلى اللون الأصفر، فيما البياض للشحوم الإبل البرية.

* أما خبر الوكالة الأسترالية وغرابته ما دمنا في الحديث عن الإبل في شقها البري فإن أهل البيئة في استراليا فقدوا صبرهم وقرروا وضع حد لتكاثر الجمال البرية على الطرق وقرب المنازل والمزارع حيث استصدروا قراراً وافق عليه البرلمان الأسترالي يقضي بأن تتم إبادة الجمال والحواشي والوضح والشعل وكل مرادفات معاني الجَمَال في الجِمَال وذلك مقابل خمسة وسبعين دولارا لمن يبيد رأسا واحدة منها!!

* فالمفارقة الطريفة لدينا أن كيلولحم الحاشي يناهز الأربعين ريالا، فكيف يتم إبادتها في جهة بوصفها حيوانات غير مرغوب فيها، فيما نتلقفها نحن ونجعل لحمها جزءا من المائدة المحلية التي نشيد بها ونتفاعل معها، بل عملنا منها هذه الأيام الشاورما والبرجر وشوربة كوارع الحاشي وما إلى تلك الأصناف التي تجد إقبالا لا بأس فيه.

* ولماذا لا يكون هناك نوع من الاستثمار الحقيقي لهذه الثروة من لحوم الجمال من خلال جلبها وتربيتها، أو استيراد لحومها، فطالما أن هناك من يدفع مكافأة (75 دولارا) لمن يصطاد جملا فمن باب أولى أن نساعد في التخفيف عنهم، وندعم سوقنا المحلي من اللحوم الحلال للإبل التي عرفت بأنها هي الأقرب للإنسان العربي الذي لا يزال يتعلق فيها منذ زمن الآباء والأجداد.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
الحاشي الأسترالي!!
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة