Monday  08/08/2011/2011 Issue 14193

الأثنين 08 رمضان 1432  العدد  14193

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

حديقة الحجاز
يعن الله سعد الغامدي

رجوع

 

ترتاح للباحة، ترتاح لبساطها الأخضر ولقد زادها الله جمالاً إلى جمالها وحباه إلى بهائها بعد أن مرت عليها في أعوام ماضية كما مرت على غيرها من مناطق مملكتنا الحبيبة موجة الجفاف القاسية عندما كان الغبار هو العلامة الفارقة الذي لم تشهده قرانا ومدننا من قبل.

وفي صيفنا الماضي كان الضباب هو السمة الغالبة على سماء تلك المنطقة العذراء فتحولت أجواؤها الصيفية إلى طقس ربيعي أخاذ ولم تعد تصدق نفسك بأنك في فصل الصيف وتحولت الأرض إلى بساط أخضر من الأعشاب والورود والنباتات الفصلية بعدما أنعم الله عليها بالأمطار الصيفية المتواصلة التي صاحبتها أحيانا زخات من البرد فارتوت القلوب والعيون منها قبل الأرض وغدت المنازل ناطحات سحاب برغم أنها من دور واحد.

صحيح أنها من أصغر الإمارات ولا يعرفها أغلب أبنائها إلا في الصيف لكنها من إحدى المناطق الثلاثة عشر التي تتكون منها المملكة العربية السعودية وقد تأسست إدارياً عام 1383هـ وتقع كواسطة العقد بين إمارتي مكة المكرمة من شمالها وإمارة عسير جنوبها سماها أحد الأشراف (حديقة الحجاز) ويتوزع سكانها على ألف ومائتي قرية ومن أكبر مدنها (الباحة) والمنطقة تمتاز بطبيعتها البكر وتضاريسها المختلفة ومنتزهاتها المتباينة وفيها العديد من الإطلالات الشامخة والمنحدرات البعيدة على سهول تهامة وسواحل البحر الأحمر المنخفضة ويقارب سكانها المليون وربما يقارب هذا العدد خارج المنطقة كما يظهر في بعض الإحصائيات.

شهدت المنطقة قفزة حضارية بعد توحيد المملكة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن وستشهد بإذن الله حالياً بوادر بناء وملامح نمو من أميرها الجديد (مشاري بن سعود) الذي أصبح حديث المجالس هناك لما يتمتع به من تواضع في الخلق وحرص على البناء ليسجل له التاريخ بصمات بارزة وتشهد له المنطقة آثاراً حميدة لهذا الجزء الغالي من بلادنا الحبيبة.

من المعالم الساحرة في تلك المنطقة (غابة رغدان) التي تختلف عما كانت عليه قبل أعوام حيث تحولت إلى لوحة فنية رائعة جمعت بين المهارة الهندسية والروعة الحسية بأشكالها المتباينة ومدرجاتها البديعة وبساطها الأخضر وألعابها المميزة ممزوجة بمرافقها الخدمية الكبيرة في تنظيم رائع ومجهود واضح لا ينكره إلا جاحد.

ولقد حبا الله تلك المنطقة مع طبيعتها الساحرة مناخاً ملائماً ومختلفاً بين السهول والجبال يساعدها في تعدد محاصيلها وتنوع منتجاتها وخاصة ما اشتهرت به من رمان بيده وعنب العسلة ولوز بني عدوان وتمور العقيق وإذا عرَّجت على الإصرار فاستمر بالكادي ورائحته والبن وثمرته والموز ونبتته.

ومن المعالم التي يستحسن زيارتها بالمنطقة قرية ذي عين الأثرية في تهامة والتي تقع فوق جبل أبيض من المرو وهي من أجمل القرى التي لا بد أن يزورها المصطافون لها شكل هندسي جميل وفيها عين تجري طول العام تدل على آثار أقوم سادت ثم بادت، والقرية تجمع بين طبيعة متنوعة وخضرة ساحرة وعيون منتشرة قل من يعرف بسبب الغموض الإعلامي ويكفيها الحصول على المركز الأول من قبل الهيئة العليا للسياحة وهي بطاقة دعوة لي ولك أيها المواطن الكريم والقارئ العزيز للتمتع بمصايفنا الجميلة داخل وطننا الغالي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة