Friday  12/08/2011/2011 Issue 14197

الجمعة 12 رمضان 1432  العدد  14197

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بعد نحو»40 عاماً « قضاها «عادل درويش» كمعلق محافظ في المجتمع البريطاني، لخص أسباب «شغب « شبان بريطانيا بأنه نتيجة غياب الرجل القدوة في حياة هؤلاء «الشبان الثائرون» ونسيان القيم البريطانية والانجليزية العريقة، فمن يقوم على شؤونهم في المنزل امرأة، ومن يعلمهم في المدرسة امرأة، وبالتالي لا يوجد رجل رشيد يستطيع كبح جماحهم وتربيتهم على الانضباط..إلخ.

طبعاً هذا الرأي أثار غضب الكثير من الكتاب والمعلقين البريطانيين وأنصار المرأة من «اللبراليين « كونه لخص واختزل ما يحدث في الشارع البريطاني الملتهب على أنه نتيجة عدم وجود رجل قدوة في حياة هؤلاء الشبان، معتبرين درويش وأفكاره المحافظة الشرقية غير دقيقة كونه يدعو لزيادة الروابط الاجتماعية في المجتمع البريطاني وشغل أوقات المراهقين وصنع «قدوات» لهم بدلاً من نجوم السينما ولاعبي كرة القدم والعمل على عدم تفكك الأسرة.

الشبان اليوم يخرجون في بريطانيا للشوارع دون رفع لافتة واحدة، أو تقديم مطلب واضح للحكومة، بل يقومون بإضرام النيران في المتاجر وإشغال رجال الشرطة بحراسة رجال الإطفاء لينقضوا على متاجر في مناطق أخرى ويكسروها ويسرقوها وينهبوها، الشرطة قبضت على أطفال من بين هؤلاء المحتجين أعمارهم 9 و10 سنوات مما يرجح مقولة المحافظين أن السبب «للثورة» هو غياب القيم العريقة وشقاوة هؤلاء الشبان والتي ستزيد بعد مقتل شاب أسمر.

ما يهمنا هنا هو كيفية تأثير غياب القدوة أو الرجل الرشيد في تربية الطفل؟! طبعا هذا ليس تقليلاً من دور المرأة الأم؛ فهناك نماذج رائعة وناجحة تم تربيتها في مجتمعنا على يد الأم بعد وفاة الأب، لكن الرجل الأب جزء رئيس من العملية التربوية فهو النموذج الأعلى الذي يُحتذى به فمن خلال تصرفاته يتعلم الأبناء الأدوار الذكورية المطلوبة منهم نحو أسرهم ومجتمعهم.

نموذج الأب ونموذج الأم يشكلان جناح العملية التربوية النفسية لدى الطفل؛ فهما كالجناحين للطائر يستطيع من خلالهما الطفل التحليق عالياً، وعند فقدان أحدهما حتما سيقع ولن يستطيع أكمال سيره كما يجب.

هذا يدعونا في المجتمعات الشرقية والمسلمة تحديداً إلى الاهتمام أكبر بصنع القدوة للجيل الحالي، فالقدوة تكون بمثابة الميزان والبوصلة التي يستطيع من خلالها تحديد مساره واتجاهه، بل قد يذهب إلى أبعد من ذلك متى ما صنعت القدوة للشاب مساراً للحفاظ على وطنه ومكتسباته العامة والتعامل معها على أنها من الحقوق الخاصة التي يجب المحافظ عليها وصيانتها من العبث، وهو ما قد افتقده اليوم الشبان الذين خرجوا في شوارع «ولفرهامبتون» و»ويست برومويتش» و»برمنغهام» و»بريكستون» دون هدف محدد غير العبث والقيام بمغامرات «كر وفر» مع» 16 ألف « رجل أمن لم يكن بينهم قدوة لهؤلاء.

وعلى دروب الخير نلتقي

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
شبان بريطانيا.. ثورة القدوة!!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة