Wednesday  17/08/2011/2011 Issue 14202

الاربعاء 17 رمضان 1432  العدد  14202

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

استمـعت قبل رمضان لحوار إذاعي على أثير إذاعة الرياض مع الدكتور سليمان العلي خبير التنمية البشرية، جاء في ثناياه حديثاً عن التغيير الإيجابي في حياة الإنسان مدعوماً بالأمثلة الواقعية التي عاشها، حيث ربط التغيير المطلوب في طاقات كامنة موجودة في نفس الإنسان، منها الطاقة الإيمانية والأخلاقية والعقلية والعاطفية، ثم شرع في شرح كل طاقة وكيفية استثمارها بما يحقق للإنسان التغيير الإيجابي نحو حياة أفضل بمشيئة الله، فبدأ بالطاقة الإيمانية المرتبطة بالتقوى وعمل الخير وحب البر وصلة الأرحام وغير ذلك.

وكي يقرب فكرة هذه الطاقة للمستمع ضرب مثالاً بشهر رمضان المبارك (الركن الرابع)، فذكر أن الإنسان المسلم تتغير عاداته اليومية وسلوكياته السلبية في هذا الشهر كي لا يفسد صومه أو يعصي الله في ممارسة خاطئة، فتراه لا يسب ولا يشتم، ويتواصل مع قرابته، ويتعامل مع الآخرين بكل رقي وإيجابية، ويغض الطرف عن إساءاتهم، ويجتهد في الأعمال الخيرية والإسهامات الإنسانية، كل ذلك بدافع الطاقة الإيمانية العالية التي تحركت في نفسه بسبب شعوره بروحانية هذا الشهر.

ثم يشير الدكتور العلي إلى أن الإنسان الذي استطاع أن يُقوّم سلوكه ويُحسّن تعامله خلال شهر كامل قادر بعون الله على ذلك طيلة السنة، لأن لديه طاقة إيمانية كبيرة.

عقب ذلك جعلت أفكر في مسألة تلك الطاقات التي تحدث عنها الدكتور، وكيف أن الواحد منا يتغير بشكل واضح في المناسبات والمواسم الدينية، كذلك الحال بالنسبة للطاقة العقلية التي تدفع بالإنسان إلى تنشيط ذهنه والخروج بأفكار خلاقة وإبداعية عندما يكون في وضع حرج أو مأزق أو محتاجاً لذلك، ما يعني أن فينا طاقات كامنة تحتاج إلى الاستثمار الأمثل بما يحقق التغيير الإيجابي في كل أنشطة حياتنا، وهذا ما تؤكده الآية القرآنية الكريمة بشكل جلي قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

فالله سبحانه وتعالى وضع في نفوسنا مفاتيح التغيير من خلال تلك الطاقات المتنوعة التي تغطي كل أعمالنا في شتى مناحي الحياة، فلا مجال للتقاعس أو التحجج بعدم القدرة أو قلة الحيلة، كما أن الآية لا تحصر هذا التغيير في المسلمين، فلفظ (قوم) قد تعني أي شعب أو أمة، وهذا يفسر حالة التغيير التي أصابت العالم الغربي في الجانب المادي أو الواقع الحضاري، فقد استثمروا طاقاتهم العقلية في تجربتهم التاريخية فكانت النتيجة حضارة تسود عالم اليوم، فما بالك عندما يستثمر المسلمون طاقاتهم العقلية والأخلاقية والإيمانية، فلا شك أنهم سيصنعون حضارة إنسانية أرقى من الحضارة الغربية ذات النزعة المادية خالصة بإذن الله.

kanaan999@hotmail.com
 

دلالة الطاقة الإيمانية في الركن الرابع!
محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة