Wednesday  17/08/2011/2011 Issue 14202

الاربعاء 17 رمضان 1432  العدد  14202

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في كل مرة أعود فيها إلى الرياض، أحرص على أن يكون مقعدي في الطائرة بجانب النافذة، في كل مرة أشاهد الرياض وكأنها المرة الأولى التي أعانقها بنظري، وكل مشاعري. أحرص على أن أحمل جوالي في وضع «غير متصل» لأصورها بليلها ونهارها، بإشراقها في وجداني، أطيل التحديق فيها من الأعلى، فجمالها لا يتغير بل يزيد وينضج، أزيد في تركيزي صوب الرياض وكأني زائرة أراها لأول مرة مع أنها مدينتي التي فيها ولدت وتربيت وكبرت ونضجت وصرت أماً وصرت كاتبة صحافية، وصرت كياناً اسمه الرياض. في كل مرة أتمنى أن يطيل كابتن الطائرة في التجول فوقها، أبحث عن منزلنا وعن الشوارع التي أعرفها، عن بيتنا القديم والأحياء التي أعرف، أجول بخاطري وأنا أطيل النظر، وأتأكد أن الرياض لم تعد هي السابقة، أشياء كثيرة تغيرت ولكن ما يشدني -وأهل الرياض- ويصل ماضي مدينتنا بحاضرها، هو من ترعرعت على حكايا أسمعها وأنا صغيرة وأناقشها في ذلك السن وحتى بعد أن كبرت، مع والدي، وإخواني، عن الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- عن «عين الرياض» هذا الرجل الذي حكم الرياض فعدل وصدق، الذي أؤتمن عليها فصان أمانته ورعاها كالابنة المدللة وعطرها وما حولها بالخير والحب.

أسمع دوما منذ أن كنت طفلة عن صلابة هذا الرجل وقوة شخصيته وقدرته على حلّ أصعب القضايا، وهيبة مجلسه التي كثيرا ما سمعنا عنها، إلا أنها في ذات الوقت كانت طريقا لحل «الصعيبات» التي يواجهها الناس وكان سلمان كعهده منذ خمسين عاما ونيّف يتولى رعاية أهالي الرياض، ويعرف أغلب أهلها ويحرص على مواساتهم في أحزانهم والسؤال عمن يعرف منهم. سمعت ذات مرة قصة معبرة لا تخلو من الطرافة عن امرأة كانت لها حاجة وما استطاعت لها سبيلا فأرشدها الهادي ومشورة أهل الخير أن تتصل بقصر سموه، وتحقق لها مرادها وفي زمن قياسي وشرحت لسموه مطلبها ومن ثم أبلغها بما تفعل ولكن من دهشتها من سرعة التجاوب لم تركز في ما قاله لها الأمير لتقفل الخط بحزن على عدم حفظها لتوجيهاته لتعاود الاتصال به مرة أخرى وهي تقول له لقد نسيت. وكثير من الحكايا التي سمعناها عن رعاية الأمير سلمان وحرصه على إنهاء قضايا الناس والتعجيل في أمرها.

من خلال عملي الصحفي سمعت أيضا كثيرا من الحكايا ورأيت كثيرا من التعقيبات التي كتبها سموه تصحيحا أو تعقيباً على كتاب الصحف، ولم يكن يتحدث في خطابه بصفة المسئول، بقدر ما كان يخاطب زميلا له مع استخدام ألطف العبارات وأكثرها تقديرا وبتصحيح لم يحمل صفة رسمية وإنما كقارئ يعرف ويلمّ بكثير من الأمور وواكب الصحافة السعودية اليومية منذ بداياتها الأولى ودعمها ورعى مسيرتها حتى اليوم.

لا أكتب تزلفا لهذا الرجل، لا والله بل حبا في أب كريم رأيت دمعته تسقط على خديه وهو يُقبل الأيتام، ووجدت قلمي يتحرك كتعبير صادق بعد أن قرأت خبر تأسيس جمعية الأمير سلمان الخيرية، عسى الله أن ينفع بها وأن يجزي أهالي الرياض التي أحبوها وأحبتهم خير الجزاء، وأن يحفظ لنا وللرياض سلمان.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
عين الرياض
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة