Wednesday  17/08/2011/2011 Issue 14202

الاربعاء 17 رمضان 1432  العدد  14202

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

في منتصف رمضان، شهر الرحمة والبركة، في منتصف هذا الشهر الذي تحتفل به بعض المجتمعات العربية على طريقتها الخاصة لإضافة نكهة وسمة إنسانية تشيع وتشجع التراحم والتقارب، فيقوم الأطفال بالتوجه جماعات جماعات إلى المنازل يطرقونها وهم يرددون أهازيج تدعو بالرحمة والغفران وطول عمر ساكني البيت الذي يطرقونه، فيردون عليهم أصحاب البيت بإعطائهم الحلوى، هذا ما يتم في العراق «سابقاً»، وكذلك في الكويت وبعض دول الخليج وهو ما يسمونه بـ «الكركيعان».

هذا العام كان «الكركيعان» في العراق من نوع آخر، نوع دام، دموي إرهابي، فقد دقت الاغتيالات والقتل أبواب العراقيين وفقدوا في منتصف رمضان 300 قتيل وجريح في يوم كان من المفروض أن تتجسد فيه الرحمة والمحبة والتسامح، وأن يتبادل الأطفال الهدايا من الجيران.

عكس ذلك تماماً بدلاً من الحلوى، قدمت الأحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة والسيارات المفخخة، وكأن الإرهابيين والمجرمين الذين يستهدفون العراقيين في هذا الشهر الفضيل قد تجردوا من الإنسانية، وهم فعلاً كذلك، فما ذنب الذين أزهقت أرواحهم، وما الذي ارتكبه الجرحى والمصابون الذين وصل عددهم إلى المئات؟

إن ما يحصل من أعمال إرهابية وقتل لم يتوقف حتى في شهر رمضان المبارك في العراق يؤكد أن الذين يقومون بهذه الأعمال قوم بلا قلب ولا عقل ولا دين، وإلا كيف يرتكبون مثل هذه الأعمال التي لا يجرؤ أي إنسان شريف على ارتكابها في الأيام العادية، فكيف يقدم عليها في أيام شهر رمضان، الشهر الذي ينشّط الأعمال الإنسانية ويحث على التسامح والامتثال إلى شريعة الله، فيتجه هؤلاء القتلة إلى الشيطان لينفذوا مخططاتهم لتدمير المجتمعات الإسلامية.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
كركيعان العراق
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة