Wednesday  17/08/2011/2011 Issue 14202

الاربعاء 17 رمضان 1432  العدد  14202

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

حين نستعرض تاريخ الرياضة السعودية فلا بد أن يكون اسم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد من ضمن الرواد الأوائل الذين ساهموا في النشأة الأولى للأندية تأسيساً ورئاسة. وحين يكون الحديث عن الرياضة في المنطقة الوسطى فلا بد أن يتصدر اسم فقيد الوطن في المقدمة؛ فقد تحمل عبء البدايات وواجه المجتمع الرافض لممارسة الرياضة الذي كان يعتبر هذه الممارسة خروجاً عن العادات والتقاليد، وكان يمكن لهذا الاعتراض أن ينجح لو لم يواجه رجلاً سياسياً حكيماً ومعتدلاً في سلوكياته وناجحاً في عمله.. وابن سعيد الذي توفاه الله لم يكن فقيد أسرته فقط؛ فهو فقيد الوطن لم لا ، وقد أسس الهلال والشباب وترأس الأهلي بجدة: لم لا ومنزله كان ملتقى للرياضيين على اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم ومستوياتهم.. ابن سعيد كان رجلاً مختلفاً فهو متصالح مع نفسه ومع من يختلف معهم قبل من يتفق معهم.. وهو يؤمن بأن الرياضة تنافس شريف ينتصر فيها من يعمل ويخطط لا من يتحدث، وكان يؤمن -رحمه الله- أن ناديه تزعم الأندية السعودية والآسيوية بالعمل والإخلاص والتآخي الذي كان يقوده بدبلوماسية اشتهر بها..

ابن سعيد الشخصية الوطنية الهامة لم يكن يبحث عن تكريم أو تواجد بقدر اهتمامه وحرصه أن يكون «هلاله» في القمة التي وضعه فيها في بداية التأسيس، وتعززت هذه الزعامة مع تعاقب الأجيال التي كان أبو مساعد يرعاها ويوجهها ويقود دفتها.

رحل ابن سعيد تاركاً أعماله وإنجازاته واسمه الكبير لتشهد أن الرجل سيظل ملء السمع والبصر حتى وإن غاب جسده فذكراه العطرة وتاريخه المشرف سيحفظ له ولأبنائه الكرام ولعائلته العزيزة تاريخاً تاريخياً سيحفظه الزمن والأجيال والوطن.

سيحفظ التاريخ للشيخ القدير أنه لم يسئ لأحد، ولم يضر أحداً حتى أولئك الذين أساءوا له فقد كان متسامحاً متجاوزاً عن كل الأخطاء التي يرميها خلف ظهره؛ لأنه ينظر للأمام دائماً، هذه السياسة كانت الاستراتيجية التي سار عليها ناديه الذي أسعده في حياته، ولن ينساه محبوه الكثر في مماته.. وابن سعيد الرجل التاريخي الذي حظي بتكريم الاتحاد الآسيوي قبل أشهر من وفاته -يرحمه الله- يستحق تكريما من الوطن، ولا أقل من تسمية الشارع المواجه للنادي الذي أسسه حتى توج بلقب نادي القرن أن يسمى باسمه، فهو يستحق أكثر من ذلك، ولا إخال مسؤولي الرياضة سينسون الرجل التاريخي الذي ساهم في بناء الرياضة منذ التأسيس إلى آخر أيامه غفر الله له.

بقي القول إن ابن سعيد لم يمت؛ فأعماله -كما قلت- وتاريخه ستبقى شاهداً مدى الدهر على مكانته وقيمته؛ فالتاريخ سيحفظ اسم عبدالرحمن بن سعد بن سعيد مؤسس وباني الرياضة في المنطقة الوسطى وأحد أهم رجالات الرياضة في الوطن.

رحم الله الرجل الذي أحبه كل من عرفه عن قرب.. والعزاء للجميع.

 

ابن سعيد لم يمت
محمد العبدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة