Sunday  21/08/2011/2011 Issue 14206

الأحد 21 رمضان 1432  العدد  14206

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كلكم يعرف القلب، ويعلــم مــدى أهميته وقيمته، يعرف مقدار حجمه، وكيفية تركيبته، ويدرك أن فيه سر الحياة ونبضها، فيه استقامة الإنسان وصلاحه، فيه سعادة الإنسان وفيه شقاوته.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، إلا وإن حمى الله محارمه، ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري ومسلم.

صلاح القلب يتجلى في معرفة الله وخشيته وحبه، في الاشتياق إلى لقائه والإنابة إليه، واتباع الحق الذي بين سبله ومناهجه، وفساد القلب يتمثل في أن يتعذر على المرء التحلي بالمفاهيم المعرفية، والسمات الوجدانية، التي تجعل المرء مرتبطا بالله، مراقب له في كل شأن من شؤون حياته ظاهرا وباطنا.

ولصلاح القلب علامات ودلائل، تبدو في أفعال وسمات تطبع القلب وتسمه بعناوين بيضاء مشرقة مستبشرة، نقية صافية، تتجلى في الأنواع التالية:

) القلب المطمئن: الآمن بذكر الله، المؤمن بقضائه وقدره، الواثق بعدل الله وبرحمته، الراكن إلى جنب الله، الساكن الهانئ عند ذكره، المتطلع إلى رضاه ورضوانه، انظر الآية 28 سورة الرعد.

- القلب السليم: العالم أن الله حق، الموقن أن الساعة آتية، المخلص لله وحده عبادة وطاعة، المستقيم على شرع الله، المؤتمر بأوامره، المنتهي عند نواهيه، السالك منهجه، انظر الآية 84 سورة الصافات.

- القلب المنيب: المقبل على الطاعات، المدبر عن المنكرات، التائب من الذنوب، الراجع الخاضع لله، المجتنب حرمات الله، التارك هوى نفسه، المتواضع لجلال الله وعظمته، الموالي له، المعادي لأعدائه، انظر الآية 75 سورة هود.

- القلب الوجل: الخائف من تضييع الأعمال الصالحات التي تقربه إلى الله، الحذر من الوقوع في حمى محارم الله وما يغضبه، انظر الآية 35 الحج، الآية 2 الأنفال، الآية 60 المؤمنون.

- القلب اللين: الرقيق السهل الذي ينقاد مختارا طائعا إلى اتباع الحق الذي ارتضاه الله لعباده، ويعمل بما في كتاب الله ويصدق به، غير مكابر ولا معاند، انظر الآية 23 سورة الزمر.

- القلب التقي: المعظم شعائر الله، الرافع منزلتها ومقامها قولا وعملا، انظر الآية 32 سورة الحج.

- القلب المربوط: الشديد العزم، الملهم الصابر، القوي بنور الإيمان، المقاوم لكل سبل الإغواء والإغراء، المحصن المحروس من نوازع الشهوات والشبهات، انظر الآية 14 سورة الكهف.

- القلب المخبت: المذعن للحق، المقر بوحدانية الله، الخاشع بين يدي الله، المخلص له في الطاعة، المتذلل الخاضع، انظر الآية 54 سورة الحج.

- القلب المؤلف: الجامع لكل فضل وخير، المحب لإخوانه، المقبل عليهم، الساعي في قضاء حوائجهم، النابذ سبل الفرقة والتفرق والتحزب، انظر الآية 63 سورة الأنفال.

هنيئا لذوي القلوب البيضاء، الهانئة المطمئنة، النقية التقية، الخالية من كدر الحقد والحسد، ومن فتن الشبهات ونوازع الشهوات، زاد الله أصحابها ثباتا وتقوى، واستقرارا واستمرارا على درب الفلاح والصلاح، جميلة هي القلوب البيضاء، أليس كذلك؟.

ab.moa@hotmail.com
 

أما بعد
القلوب البيضاء
د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة