Sunday  21/08/2011/2011 Issue 14206

الأحد 21 رمضان 1432  العدد  14206

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يعمل بعض طاقم الضيافة على متن طائراتنا بـ «مزاجية» وليس بـ «مهنية»، إذ قد تكون من ركاب الدرجة الأولى ولا ترى تلكم المهنية العالية في التعامل مع ركاب هذه الدرجة، وقد تكون في السياحية وتعامل معاملة حسنة، لماذا؟ لانعدام مبدأ ومفهوم المهنية وإتقان العمل لدى بعض العاملين،

أعرف صديقا يسافر على الدرجة السياحية على خطوط أجنبية وهو مرتاح، السبب نوعية التعامل والمهنية العالية، ويركب الدرجة الأولى ويقول إنها لا تعادل مثيلاتها في الخطوط الجوية الأخرى. والشيء بالشيء يذكر، الفنادق ترتب درجاتها بعدد النجوم فهناك فنادق الثلاث والأربع والخمس نجوم، ولكن المشكلة تكمن في أن فندق الخمسة نجوم لدينا قد لا يعادل خمسة نجوم لديهم، هذا مرتبط كذلك بمستوى المهنية والرقابة، مثل ذلك مفهوم «الشقة المفروشة» في كثير من البلدان تعني فرشا كاملا، ولدينا تعني أدنى حد من الفرش.

وبعد انتهاء الرحلة تبدأ التعاملات في محطة الوصول مع المسافرين القادمين، من جوزات واستلام عفش وجمارك وانتقال إلى المكان الذي سيأوي إليه المسافر. وانطباعات المسافر عن البلد تبدأ من الطريقة التي يتم بها استقباله وتكملة إجراءات دخوله الرسمي لذلك البلد، ويشمل ذلك تنظيم طوابير المسافرين لتقديم جوازاتهم ومن ثم ختمها، فمن أنواع المعاناة في السفر أن يقف المسافر في خطوط انتظار طويلة ومملة، سيما إذا كان مع عائلته وأطفاله، وطول هذه الخطوط لا يرتبط بعدد المسافرين بل بالمكان الذي تجري فيه إجراءات استقبالهم والتنظيم المتبع في إكمال إجراءات فحص مستنداتهم. أذكر أنني في إحدى السفرات لدولة غربية لم يستغرق الانتظار أكثر من ربع ساعة لإنهاء فحص الجواز وختمه، على الرغم من العدد الكبير من المسافرين. ويلي ذلك استلام حقائب السفر، وذلك مرتبط كذلك بالإمكانات المادية وأنواع الإجراءات التنظيمية، هنالك مطارات تستغرق منك عملية استلام العفش فيها دقائق معدودات، وفي أخرى قد تستغرق منك مدة طويلة. ثم بعدما تنتهي من هذه المرحلة تمر بمرحلة «التفتيش الجمركي» لمعرفة ماذا تحتويه أمتعة المسافر، وهنا تتفاوت البلدان وتفترق إلى مجموعتين: هنالك من يتعامل مع المسافر على أساس أنه «متهم إلى أن يثبت براءته» وأخرى تتعامل مع المسافر على أساس أنه «بريء حتى تثبت إدانته.» نلاحظ في بعض مطارات الغرب لوحات حمراء لمن لديه ما يود التصريح عنه بالنسبة لمحتويات أمتعته ولوحات خضراء لمن ليس لديه ما يرغب في التصريح عنه، فالمسألة في هذه الحالة معتمدة على مبدأ الثقة والرقابة الذاتية، وشتان بين الحالتين. وبعد أن ينتهي المسافر من مثل هذه الإجراءات، بحلوها ومرها، يبدأ البحث عن وسيلة نقل تقله وعفشه ومن معه إلى المكان الذي سوف يحط الرحال فيه، لفترة تطول أو تقصر. وهنا يبرز التنظيم والتطور في البلد الذي تزوره، وبشكل عام نقول كلما تعددت وسائط النقل وتنوعت كلما دل على تطور، فيمكن أن تنتقل من المطار إلى مكان الإقامة بسيارة تستأجرها أو بسيارة أجرة أو بحافلة أو بقطار، باستثناء إذا ما كان شخص أو جهة ما رتبت استقبالك ومن ثم نقلك إلى مقر إقامتك. وما يخص متعة السفر ومعاناته، قد تكون الرحلة من المطار إلى مقر الإقامة في البلد الذي تزوره، قد تكون ممتعة وتعطي انطباعا إيجابيا عن البلد المزار، أو قد يعاني منها المسافر ويتكون لديه انطباع سلبي عنه.

alshaikhaziz@gmail.com
 

السفر بين المتعة والمعاناة 3/ 5
د.عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة