Thursday  25/08/2011/2011 Issue 14210

الخميس 25 رمضان 1432  العدد  14210

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الحوار مع الذات
أحمد بخيت القثامي

رجوع

 

لعل الحوار مع الذات يستوجب كتأسيس وقاعدة صلبة متسمة بالمنطقية والجدية الوقوف بثبات إزاء تساؤلات جوهرية عمّا يحمله الواقع من تراكمات سلبية أفضت لتشكيل بناء مجتمعي يعاني من تشوّه يعيق أي تقدم مفترض ترنو إليه الذات الإنسانية كجزء من جبلتها وممارستها للوجود الإيجابي الفاعل في هذا العالم. وأبرز ذلك السلبي الشائك الذي يتعنون معناه الواحد عبر عدة مسميات ابتداءً بالفئوية والمناطقية والعشائرية وصولاً للطائفية والتي يفضي مؤداها للانغلاق والانعزالية وتضخم الأنا، بل اجترار حكايات من أزمنة الجهل والتردي فنت عظام من عاشوها فصاروا جزءاً من أديم الأرض لا يتميّز بعضه عن بعض، ذلك الإرث المتعفن بالتنازع والتقاتل والعدائية ولدته ظروفه الموضوعية الخالقة لبيئة حاضنة لوجوده من فقر وتخلف وضعف ديني وتشرذم عبر تضاريس الجزيرة الوعرة والقاسية. فالتناقض يتمظهر جلياً في مجتمع يعيش بعض أبنائه بعقلية زمن ماض تقوم على الفرز بين أبنائه في عصر الدولة الوطنية وبين مظهر خارجي يوحي بالتناغم مع المتغيّر الحضاري الذي تفرضه المرحلة الزمنية الحالية من عمر البشرية.

إن التمترس وراء تلك الأسوار الواهنة بدعوى الاعتزاز والفخر بالذات وبمنجز حمله تاريخ الأسلاف وشرعية ذلك لكل البشر عبر قرون وجودهم الحضاري ،ما هو إلا حق أريد به باطل وضعف وعجز عن التمازج مع الآخرين تحت هوية واحدة منبنية على الدين والعرق والأرض ووحدة التاريخ والجغرافيا، حيث كان التوافق على الإطار السياسي والإيمان به كأفضل شكل قادر على تحقيق المصلحة المشتركة ضمن إطار الدولة الواحدة.

فإذا ما أراد الإنسان في زمننا الحاضر السعي للتقدم والرقي بذاته فيتوجب أن يكون أول منطلقاته الثقة بنفسه من خلال الإيمان بالكيان الواحد والانتماء الوطني والوعي بوحدة المصير وشراكة الحاضر وتمازج الذاكرة والارتواء من ذات النبع والمعين القيمي الثقافي والحضاري.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة