Thursday  25/08/2011/2011 Issue 14210

الخميس 25 رمضان 1432  العدد  14210

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

تعد المملكة العربية السعودية من الدول المتقدمة علمياً وحضارياً، وهي تحظى بمركز مرموق في العالم الإسلامي، وحق لها ذلك فهي بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، وكل مواطن يهمه أن تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات، وولاة الأمر - حفظهم الله - لم يدخروا وسعاً في البذل والعطاء والإنفاق اللا محدود من أجل دفع عجلة التنمية في البلاد والوصول بها إلى أعلى المستويات، ويتضح هذا جلياً في من خلال بنود الميزانية المباركة في كل عام والقرارات الملكية الموفقة التي شملت كافة قطاعات الدولة، فالمملكة اليوم غير المملكة بالأمس بفضل الله ثم بفضل قادتها المخلصين، الذين كرسوا جهدهم ووقتهم في سبيل رفع المستوى العلمي والاقتصادي والحضاري بصفة عامة.

ولا شك أن دول العالم تتفاوت من حيث نموها الاقتصادي وبناء حضارتها تبعاً لحجم ذلك الاقتصاد وطرق استغلاله، ومن ينظر إلى الدول الأخرى المتقدمة في مجال التقنية - خاصة- وما وصلت إليه من تقدم منقطع النظير كما في اليابان -مثلا- يدرك أهمية الاستفادة من تجاربهم، فنحن لدينا من الإمكانات المادية والعلمية مثل ما لديهم أو أكثر، ولكن قد ينقصنا كيفية الاستغلال وبعض الخبرات، فلِمَ لا نوظف تلك الإمكانات المادية والعلمية في ثقافة العصر الجديدة ونضاعف الجهود أكثر من الموجود، وذلك عن طريق الجامعات العلمية المتخصصة، التي لديها مراكز بحث لم تستغل الاستغلال المطلوب، ولم تطور خدماتها وتتابع كل جديد، فلدينا في جامعاتنا أقسام علمية متخصصة ومراكز بحثية متطورة، فأين الخلل إذاً في القصور الحاصل في مخرجات تلك المراكز البحثية؟ كثير من الباحثين يرجع السبب في ذلك إلى ضعف الميزانية المخصصة للبحث العلمي مقارنة على ما هي عليه في تلك الدول، ولكني أعتقد أن هذا ليس هو السبب الحقيقي، ففي السنوات الأخيرة حظيت الجامعات في المملكة بحظ وافر للبحث العلمي من ميزانية الخير في البلاد، فلعل السبب الأهم هو العزوف من كثير من الباحثين عن خوض تلك التجارب، والانشغال بأشياء أخرى أقل أهمية، ومن يسافر إلى تلك الدول ويرى ما وصلت إليه من تقدم تقني في أكثر من مجال وقد انعكس ذلك على وضعها الاقتصادي المتميز يسأل نفسه هذا السؤال (لماذا لا نستفيد من تجاربهم؟) وما عذرنا في ذلك؟ وقد أنعم الله على بلادنا بنعمة المال والولاة المخلصين، فلا بد من إعادة النظر في المراكز البحثية في الجامعات العلمية ومعرفة ما وصلت إليه، وأوجه النقص لديها، ودعمها بكوادر علمية متخصصة، مع المتابعة المستمرة وإصدار التقارير الدورية التي تبرز إنتاجها العلمي على أرض الواقع، ولا مانع أن تقوم تلك المراكز بإيفاد بعض الباحثين لخارج المملكة للاطلاع على تجارب الآخرين، وتطوير الخبرة، وهذا ممكن جدًا، كيف لا والمملكة لها قصب السبق في الإنفاق على التعليم والبحث العلمي، فلسنا بأقل من غيرنا، ولكنا بحاجة إلى إعطاء هذا الموضوع اهتماماً أكثر، وإلى أن تفعل مراكز البحث العلمي في الجامعات بطريقة أفضل مما هي عليه الآن، لاسيما الجامعات المتخصصة في العلوم والتقنية والتعليم الإلكتروني، وهذا هو المناسب لحاجة سوق العمل في الوقت الحاضر، فإلى مستقبل مشرق لبلاد الحرمين الشريفين بإذن اللهفي ظل حكومتنا الرشيدة وفقها الله وسدد على درب الخير خطاها، وما التوفيق إلا بالله.

- المعهد العالي للقضاء

dr-alhomoud@hotmail.com
 

لماذا لا نستفيد من ثقافة غيرنا
د.إبراهيم بن ناصر الحمود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة