Friday  26/08/2011/2011 Issue 14211

الجمعة 26 رمضان 1432  العدد  14211

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يلجـأ بـعــض المتسولين في شهر رمضان الكريم إلى نصب الخيام في بعض الطرق الرئيسية بمنطقة الرياض في ظل غياب الرقابة من بلديات الأحياء، وذلك بهدف التسول بطريقة تستحدث عطف المارة من أمامهم، وهذا مالفت نظري في أول أسبوع من الشهر الكريم بوجود عائلة قادمة من منطقة بعيدة وتحتل بخيمتها موقعا حساسا في طريق الملك عبدالله، وذلك بهدف جمع الصدقات وكأن بحالهم يقول « هذا هو الحل الوحيد لإشباعنا « هذا المنظر المؤسف دفعني للكتابة عنه في صفحتي بالتويتر استنكارا لهذه الأساليب المبتكرة للتسول في بلد لم يقف عاجزا أمام محتاجيه بمختلف ظروفهم، خاصة أنه يتمتع بوجود جمعيات خيرية وتخصصية لاتقل عن 500 جمعية تسعى جاهدة لتقديم كل ماتحتاجه تلك الأسر،- ولله الحمد- كان التفاعل رائعا لمعرفة حقيقة تلك العائلة من بعض الإعلاميين وذلك بهدف دراسة حالتهم وتوجيههم للجهات المعنية بوضعهم بدلا من الموقف المؤسف الذي اختاروه لأنفسهم. لكن الذي آلمني ماتم تناوله في الفيس بوك من ردود فعل غير منصفة وذلك بسبب توجيهها أصابع الاتهام لوجود مثل هذه الحالات في شوارعنا الرئيسية في شهر الصدقات إلى تقاعس وزارة الشؤون الاجتماعية وخاصة من خلال مكاتب الضمان الاجتماعي المنتشرة في مختلف مناطق المملكة عن أداء دورها تجاه هذه الحالات في جميع الأوقات وليس في شهر رمضان فقط ! ودوري هنا ليس للدفاع عن الوزارة لكن لابد أن تقال كلمة الحق تجاه الجهود التي تبذلها باستمرار في جميع وكالاتها سواء إن كانت وكالة الرعاية لمساعدة الحالات ذات الظروف الصعبة اجتماعيا من حيث إيوائها ومتابعتها لسنوات طويلة حتى تشق طريقها، أو من حيث وكالة التنمية التي تركز على مراكز الأحياء لنشر ثقافة الوعي والاستشارة والتدريب والتأهيل للأسر المحتاجة وغيرها، أو وكالة الضمان الاجتماعي التي تتجه لها الأنظار في أوقات المواسم الدينية مثل الأعياد، وتلاحقها الاتهامات بالقصور باستمرار تجاه وضع المطلقات والأرامل والأسر ذات الدخل الضعيف، بالرغم من برامجها المتنوعة وإسهامها في تلبية احتياجات الفئات التي تدخل ضمن نطاقها وخدماتها، لكن للأسف الشديد الكثير من الساخطين على هذه الوكالة والذين يكيلون لها أنواعا مختلفة من الاتهامات بدءا بالفساد الاداري وانتهاء بعدم الإحساس بوجود المحتاجين وتفقد أحوالهم ! لايعلمون ماذا يدور في الميدان الفعلي لمكاتب الضمان ومايواجهونه من حالات تدعي الفقر والاجة، ومن حالات ترفض الاعتماد على نفسها بعدما يتم مساعدتها بمبلغ مقطوع تستطيع من خلاله تجاوز المحنة التي تعيشها، بل تظل مستمرة في مطالبها واتكاليتها لسنوات طويلة ! وهؤلاء الساخطون لايعلمون أن الوزارة تسعى جاهدة لتأهيل تلك الأسر المحتاجة لكي تكون أسرا منتجة ومعطاءة وترتقي بمستواها عن السؤال والحاجة من خلال التعاون مع البنوك والقطاعات الصغيرة، لكن للأسف الشديد مازالت المقاومة موجودة لدى الكثير منهم لرغبتهم في إيصال اللقمة لأفواههم وهم نيام في منازلهم ويستمتعون بانتظار موعد الإعانة الشهرية ليتسابقوا على أجهزة الصراف لسحبها في وقتها بدون تخطيط للضروريات التي لاقيمة لها في حياتهم !

وبالرغم من المخصصات المالية التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره سنويا للفئات التي ترعاها الوزارة، فإن الوزارة لن تنجح في رسالتها الانسانية إذا وجدت نفسها وحيدة على خريطة الهم الاجتماعي لمحاربة الفقر والتسول بدون وعي المواطنين الفقراء بضرورة انتشال حب التسول من داخلهم والاعتماد على قدراتهم بمساندة الجهات المعنية بتأهيلهم في العيش بكرامة، وأهمية تحرك المواطنين الأغنياء أيضا في مساندة الوزارة والقطاع الخاص في دعم أصحاب المشاريع الصغيرة ونشر ثقافة الاعتماد على الذات وتحديد الطموحات مهما بلغوا من العمر، وبذلك من منطلق الشراكة الوطنية والاجتماعية نقلل من هذه النماذج السلبية التي تثقل كاهل الوطن باعتماديتها الأبدية على غيرها.

moudy_z@hotmail.com
 

روح الكلمة
خيام للتسول ؟!
موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة