Friday  26/08/2011/2011 Issue 14211

الجمعة 26 رمضان 1432  العدد  14211

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

دون حيـــاء وفي حركة نذالة ونسيان للعشرة والأيام الحلـوة يشكو السـائق أوالخادمة كفيلهما لمقــام سفـارة بلادهمـا لمجرد حـدوث خـلاف عارض. أمر تافه ينسي العامل وقفات كفيله الذي استقدمه بحرّ ماله ودفع من أجل استقدامه الآلاف وأمن له الحياة الكريمة كي يعمل مقابل المرتب الذي يستلمه نهاية الشهر.

العمالة المنزلية تحظى لدى بعض الأسر السعودية بمعاملة خاصة، حيث تمنحهم في المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد بعض الأموال والملابس والأغذية شفقة ورحمة بهم غير حالات التدليع والدلال التي يعيشها الصفوة منهم والقدامى ومن تخاف الأسرة من هروبهم أو سفرهم لحاجتها الماسة لخدماتهم.

عندما يتأخر الكفيل في تسليم مكفوله مرتبه أو يقصر في بعض حقوقه أو يحدث خلاف حول العمل يتوجه العامل مباشرة لسفارة بلاده ويقدم شكواه وفوراً تسارع السفارة للاتصال بالأجهزة المعنية في المملكة لتمكين العامل من حقوقه ومتابعة الأمر وإحضار الكفيل عن طريق الشرطة وإرغامه على الرضوخ والاستجابة لطلبات المكفول وتدليله وتدليعه مع تعهد شديد اللهجة بعدم تكرار ما حدث.

تقدمت خادمة إندونيسية بشكوى لسفارة بلادها ضد كفيلها وفق الخبر المنشور بجريدة الرياض يوم الأحد 14 رمضان وقالت الصحيفة في محتوى الخبر إن شرطة الرياض قد أعادت البسمة لشفاه الخادمة الإندونيسية بعد أن تحصلت على جميع حقوقها البالغة أربعين ألف ريال من كفيلها الذي عملت في منزله سبع سنوات وتم الإجراء بالتنسيق بين الشرطة والسفارة بسرعة اعتبرتها الشرطة إنجازاً يستحق الثناء.

جميل أن تعمل أجهزتنا الأمنية بجدية لانتزاع حقوق المكفولين من المتلاعبين ورسم صورة حسنة لبلادنا تزيد صورتها الناصعة بريقاً وتعبر عن حرص المملكة الدائم على أن يحصل المقيمون على أراضيها على حقوقهم كاملة غير منقوصة، ومن جهة أخرى من حق المكفول المطالبة بحقوقه وتقديم شكواه لسفارته والإصرار على الاحتفاظ بحقه في المطالبة وبرد حقوقه دون تأخير خصوصاً إذا ما تعرض لغمط حقوقه من فئات من الكفلاء لا ننكر وجودهم لأننا نرفض التعميم فلا نقول إن كل السعوديين يعطون مكفوليهم حقوقهم والعكس صحيح فكثيرون يعاملون السائقين والشغالات بالتي هي أحسن، نؤكد على وجود مخالفات وتصرفات غير لائقة لكن المؤكد أن للعمالة أفعالاً غير مقبولة وأخطاء أضرت بالأسر السعودية. هل نتحدث عن إضرابهم عن العمل عند تأخير رواتبهم؟ أم نتكلم عن سلوكياتهم مع الأطفال وضربهم وركلهم بالأرجل ووضع السم في حليب الرضع؟ أو عن قصص السحر والصرف؟ أم نسهب في سرد قصصهم التي لا تنتهي بسفرهم بتأشيرات خروج وعودة وتذاكر ذهاب وإياب ثم ينكثون بوعودهم ولا يعودون وربما يعودون لكفلاء آخرين؟ أم نفتح ملف هروب الخادمات وتشغيلهن ببيوت آخرين عن طريق عصابات منظمة؟

زبدة الكلام من يعيد للكفيل حقوقه المسلوبة في مثل القضايا التي ذكرنا؟ إذا كان العمال قد ضمنوا حقوقهم بضمان وقوف السفارة إلى جانبهم ودفاعها المستميت عنهم فمن يضمن للمواطنين حقوقهم في ظل تراخي الجهات ذات الاختصاص؟

أمامي رسائل من مواطنين لا تكفي المساحة لنثر مضامينها عبر هذه المقالة خلاصتها تأكيداتهم على أنهم راجعوا الجهات المسؤولة بخصوص قضاياهم مع العمالة وملوا ويئسوا من كثرة التردد دون جدوى ويطالبون بأنظمة قوية تكفل للمواطن حقه مثلما تضمن للعامل حقه دون إضرار بأي طرف.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
عاملة تشكي كفيلها للسفارة!
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة