Friday  26/08/2011/2011 Issue 14211

الجمعة 26 رمضان 1432  العدد  14211

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

في نسخته التاسعة عشرة من رمضان الجاري
«لقاء تركي بن طلال الثقافي» ينقب في أحداث المنطقة ويستشرف أفق المستقبل

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - محمد الحميضي

أكد « لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز الثقافي « مواكبته للحراك الفكري والثقافي والسياسي في المنطقة، حيث ناقش اللقاء في نسخته التاسعة عشرة في شهر رمضان هذا العام عدداً من قضايا الساعة المتعمقة في اهتمامات الرأي العام، واستضاف مجموعة من العلماء، و أعلام الفكر والثقافة من داخل المملكة وخارجها.

هذا اللقاء الذي بات أحد رموز العاصمة السعودية الرياض في أمسيات رمضان والتي تتميز باستضافة لعلماء الأمة ومفكريها، شارك فيه هذا العام ستة من علماء الفقه الإسلامي والمفكرين، وهم معالي الشيخ عبد الله بن منيع، الذي قدم ندوة بعنوان «دروس للأمة من الصيام»، والشيخ سليمان الماجد، الذي قدم رؤية في السياسة الشرعية وضرب لها مثالا مسائل في «قضايا المرأة «، والدكتور محمد صالح المسفر، الذي قدم «قراءة في السياسة الخارجية السعودية»، وفي الندوة الرابعة والخامسة تناول الدكتور أحمد الريسوني «منهج الفكر المقاصدي»، كما تحدث عن «التشريع الإسلامي بين الثبات والتطور». وأما ندوة الدكتور كمال أبو المجد، والتي نقلت عبر التقنية من القاهرة، فكانت بعنوان «أمتنا إلى أين».

وفي اللقاء الأول استهل الشيخ المنيع كلمته ببيان فضائل الصيام وأهميته في تقوية الإرادة والإيمان. ولفت المنيع الأنظار إلى ما يدور في معظم البلدان العربية من فتن وانعدام للأمن «مما يجعلنا نتمسك بما نحن فيه ونحافظ على أمننا»، وقال: إن ولي أمرنا يبادرنا كل شهر بمبادرات خير ونحمد الله أن جنبنا الاضطرابات والمظاهرات.

وفي تعليق على ما يجري في العالم العربي من أحداث، قال: إن من يفرط بالأمن يلعب بالنار، ندرك الآن أهمية الأمن أكثر من أي وقت مضى، مبينا أن الاضطراب والاختلال ناتج عن عدم رعاية للحقوق والحريات، وقال إن أحد العراقيين روى له في الحرم أنه لا يخرج من بيته إلا وقد كتب وصية الموت لأنه لا يعلم أيعود أم لا.

وشدد المنيع في ندوته على طاعة ولاة الأمر وتقديم النصيحة لهم، وبيّن أن واجب علماء الأمة التذكير بأهمية الأمن والدعوة، وأكد ضرورة التقيد بأصول المناصحة الشرعية، وقال: إنها ليست بالكتابة في وسائل الإعلام والإنترنت بل لها قواعدها الشرعية التي بها نحفظ الأمن.

في الندوة الثانية أبرز الشيخ سليمان الماجد أثر السياسة الشرعية في تحقيق الأمن العام الشامل، بما يحقق مصالح الناس، و طوف على عدد من مسائل قضايا المرأة المثارة في الإعلام، حيث استعرضها كأمثلة تصرف فيها ولي الأمر بما يحقق الأمن الفكري والأخلاقي لعامة الناس من منطلق شرعي وتأصيل دقيق.

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، الدكتور محمد المسفر فتناول جوانب من السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترتكز على الحوار وحل النزاعات بالحل السلمي وحفظ الحقوق والتعاون والمصالحة. ومتحدثاً عن الاحتقانات السياسية في المنطقة أكد أن السعودية هي الأقدر على حل الموقف بالبحرين وهي لديها أيضاً حلول سياسية لا تستطيع الدول الأخرى أن تقوم بها، وإنها تملك وسائل القوة، واصفاً المملكة باللاعب الكبير في محور المنطقة وفلك الكرة الأرضية وهذا ما يظهر من دور مؤثر في لبنان واليمن.

واستشهد المسفر بعدد من المواقف التي تعكس مكانة المملكة العالمية، وثقلها السياسي، مشيراً إلى العلاقات السعودية ـ الأمريكية، كاشفاً عن أن الولايات المتحدة تمد يدها إلى السعودية في أزمتها المالية الأخيرة.

ونوه المسفر بالدبلوماسية السعودية لدعمها القوي للقضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس وحتى عصر الملك عبدالله بن عبد العزيز.

وعرج المسفر على العلاقات المحتقنة بين إيران ودول الخليج، وقال إن طهران تريد فرض هيمنة كبرى على الشرق الأوسط حيث أحكمت سيطرتها على العراق وأصبحت تعبث فيه كيف تشاء سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأصبحت الحدود بينهما مفتوحة، فيما قدم إلى العراق مليونا إيراني يتكلمون اللغة العربية تحت مظلة العراقيين العائدين إلى أرضهم، وذلك كله بهدف إحكام السيطرة على جنوب العراق.كما كشف المسفر بأن إيران حجبت روافد الماء عن العراق بقصد ابتزازها، ولديها أيضاً خلايا نائمة ومتحركة، مشيراً إلى أن سياسة إيران ليست سرية الآن، محذراً من تصاعد نفوذها لفرض سيطرتها وهيمنتها على الخليج العربي.

عضو هيئة علماء المسلمين المغربي الدكتور أحمد الريسوني أسهب شارحاً عنوان ندوته: الفكر المقاصدي» قال إنه الفكر الذي يعتني بمقاصد الشريعة، وأنه اتضح وتجلى عند عدد من العلماء وت بلور على أيديهم ومنهم الغزالي وابن تيمية وابن القيم، مؤكداً إسهامه في بلورة منهج التفكير العلمي في الإسلام.

وبين الريسوني أن التعليل هو الكشف عن العلل وبيان علل الأحكام والأشياء، بينما الاتجاه المقاصدي هو تعليل الأحكام ويؤكد أن أحكام الله معللة جملة وتفصيلاً مستشهدا بالشاطبي الذي يعلل بأن الشرائع وضعت لمصالح العباد، وقال إن العلم الحقيقي هو الذي يضيف معرفة الحكم، وقال إن منهج التعليل هو الدواء الشافي من مرض خطير يتهدد الدين. وتناول الريسوني في الندوة العنصر الثاني من الفكر المقاصدي، داعياً الذين يتصدون للفتيا إلى مراعاة الضرورات الخمس.

وكان مسك ختام « لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز الرمضانية « ندوة قدمها الدكتور أحمد كمال أبو المجد، عضو لجنة حكماء ثورة 25 يناير المصري، المرشح لرئاسة الجمهورية في مصر، والمعنونة «أمتنا إلى أين؟»، والذي منعته ظروفه الصحية من الحضور إلى مجلس لقاء تركي بن طلال الثقافي، إلا أن الأمير تركي أصر على أن يستفيد اللقاء من أطروحاته الفكرية الثرية عن طريق نقل الضيف صوتا وصورة عبر التقنية الحديثة من القاهرة أكد فيه أبو المجد أن ثورة يناير لن تكون على حساب العلاقات التاريخية السعودية ـ المصرية،وقال: «لسنا سذجاً حتى نسمع لمن يريد توتير العلاقات السعودية المصرية»،

ومتناولا أحوال مصر بعد الثورة قال أبو المجد إنها تعيش ارتباكاً، وأصبحت ساحة مفتوحة، للذين لهم أهداف وأجندة خارجية، معرباً عن اعتقاده أن مصر ستعود إلى الواجهة خلال 6 أشهر، وستكون دولة مدنية تنهض السلطة فيها على الكفاءة والإسلام دينها.

ووصف أبو المجد العمل العربي المشترك، بأنه « الأمن الحقيقي» وقال «علاقاتنا مع الدول الكبرى لا تمنع أن نقول لهم قفوا، نحن لسنا أقل من إسرائيل، ولسنا صفراً على الشمال، وأشار إلى أن النظام السوري تجاوز التصرفات واللامعقول، واصفاً حزب البعث بـ»الحالة الخاصة».

وأكد أبوالمجد أن الأمة العربية تمر بأزمة، وفتنة حقيقية، قائلا «أمتنا انعزلت عن الواقع، لأنها مشغولة بتمجيد ماضيها، ونسينا المستقبل من خلال مفكريها وخطباء مساجدها، وخطباء الجمعة يتكلمون عن نفس القصص.

وكشف أبوالمجد عن أنهم يعلمون عن التشييع في مصر منذ ست سنوات، ولا خوف على مصر، وأن لديه تحفظات على الصوفية، وقال «لدينا تحد كبير لكي نحافظ على الثوب الأبيض للثورة، والفترة الانتقالية لن تطول»، مبيناً أن ثوابت الإسلام لن تمس، كما طالب البعض بأن تكون هناك لجنة تنسيقية عليا تتواصل بين المجلس العسكري والشباب.

وأشار أبو المجد إلى أن الحضارة أفعال ومواقف وهمة عالية، ليست كلاماً، وأن من شروط النهضة إطلاق النفوس من إسارها، وتحرير الملكات من قيودها، وتوفير الحرية للإنسان المسلم في كل حياته، وتحرُّك الهمة، وأكد أن الذي أعطى النقل، أعطى العقل، وأن الفتوى تتجدد بتجدد الزمان والمكان، والأمة مصابة بغفلة، وقال «إذا كان النقل رحمة الله الكبرى للإنسان، فإن العقل أيضاً نعمة الله الكبرى للإنسان».

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة