Saturday  27/08/2011/2011 Issue 14212

السبت 27 رمضان 1432  العدد  14212

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

شتان بين تمويل مشروعات الخير الذي تقدمه الدول المحبة للسلام، وتمويل الشر الذي تتكفل به الدول المارقة وعصابات الدمار؛ من مول الحرب في الصومال؟؛ ومن أوصل شعبها الفقير إلى دائرة الهلاك؟؛ إنها اليد القذرة التي أسهمت في قتل وتدمير شعب الصومال بتمويلاتها المالية، وبصفقات السلاح، وبزرع بذور الفتنة بين الجماعات والأفراد؛ ما يحدث في الصومال هو التضاد بكل ما تعنيه الكلمة، الفقر والجوع وشح الموارد، ونقص المياه والغذاء؛ في مقابل انتشار السلاح المُكلف بين أعضاء ميليشيا الحرب الأهلية.

لم يتبق من الصومال إلا رائحة الموت، والدمار، والفقر والعوز، ورغم ذلك يُصر زعماء الحرب على المضي في غيهم، للسيطرة على أطلال الدولة، وبقايا الشعب المُنهك.

ظلم عصابات القتل في الصومال بلغ منتهاه بمنعهم المساعدات الإنسانية عن بعض المناطق الخاضعة لنفوذهم، أو قطعهم طريق المساعدات المتوجهة للمناطق الأخرى، والاستيلاء عليها، ما دفع بالمتضررين إلى النزوح بغية الوصول إلى مناطق الإغاثة؛ نزوح المتضررين عن قراهم وأماكن تجمعهم تسبب في حصد مزيدٍ من أرواح الأطفال والنساء والضعفاء من الرجال.

دُمرت الصومال من الداخل بأيدي أبنائها، ومن الخارج بتدخلات الدول المارقة، وتمويلاتها القذرة، وسلبية المواقف الدولية التي لا تهتم كثيراً بحقوق الإنسان، وكرامته، عندما يتعلق الأمر بتنفيذ خططها الإستراتيجية. يتنافس زعماء الحرب وأعضاء الميليشيا من أجل السيطرة على أراض جرداء، مُقفرة، يُحيط بها الفقر والدمار من كل جانب؛ في الوقت الذي يصارع فيه الأطفال والنساء والشيوخ من أجل البقاء على قيد الحياة.

المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكدت على أن العنف المستمر إضافة إلى موجة الجفاف تسببا في كارثة إنسانية في الصومال؛ المتحدثة بلسان المفوضية «ميليسا فليمينغ» قدرت «أن ربع تعداد سكان الصومال وعددهم 7.5 ملايين نسمة باتوا الآن إما مشردين داخلياً أو يعيشون خارج البلاد كلاجئين».

منظمة التعاون الإسلامي أطلقت تحذيراً عاجلاً «من قرب نفاد المخزون الغذائي في جمهورية الصومال، التي تتعرض لكارثة إنسانية بسبب المجاعة وموجة جفاف وصفت بأنها الأسوأ خلال الستين عاما الأخيرة»؛ جامعة الدول العربية دعت الدول الأعضاء إلى ضرورة تكثيف دورها في إغاثة المتضررين في الصومال التي تعاني «كارثة إنسانية» بسبب المجاعة التي انتشرت جراء موجة الجفاف. السعودية، وكعادتها في تمويل مشروعات الخير؛ سارعت لتقديم 50 مليون دولار لإغاثة الصومال؛ السيدة «جوزيت شيران» المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى، علقت على تبرع المملكة بقولها: «استجابة المملكة العربية السعودية السريعة لنداء برنامج الأغذية العالمي ستساعدنا في إنقاذ أرواح آلاف الأطفال، قبل أن يدخلوا في مراحل متقدمة من سوء التغذية الشديد، التي سيكون من المستحيل إبقائهم بعدها على قيد الحياة». السعودية عززت مساهمتها الرسمية بحملة خادم الحرمين الشرفيين التي خصصت لإغاثة الشعب الصومالي؛ أكثر من 200 مليون ريال هي حصيلة الحملة الشعبية المباركة، إضافة إلى أكثر من 2000 طن من التبرعات العينية والتي اشتملت على التمور والمواد الغذائية والإيوائية والطبية المتنوعة. فتح باب التبرعات سمح للشعب السعودي؛ بفئاته المختلفة؛ المساهمة في إغاثة إخوانهم المتضررين في الصومال، وتحمل مسؤولياتهم الإنسانية تجاه الشعوب المحتاجة. اللافت في الحملة الإنسانية لأغاثة الصومال تسابق الأندية الرياضية، واللاعبين، وأعضاء بعثة المنتخب السعودي على التبرع لإخوانهم المحتاجين. تبرعات بعض اللاعبين، والأندية نافست في حجمها تبرعات بنوك، وشركات، ورجال أعمال وهذا أمر لافت ومفرح، ومحفز على البذل والعطاء. شركات الاتصالات ساهمت في تخصيص الرقم 5565 للتبرع من خلال الرسائل القصيرة، وهي وسيلة إلكترونية أثبتت نجاحها وفاعليتها؛ وزادت أن قدمت تبرعات سخية لدعم الحملة. تفاعل كبير من شرائح المجتمع، وقطاعات المال والأعمال مع حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة شعب الصومال، وهو تفاعل عكس حجم اهتمام الشعب السعودي بالجوانب الإنسانية، وتحمله المسؤولية تجاه إخوانه المسلمين.

كل ما نتمناه أن تنجح المنظمات الدولية، والهيئات الإنسانية في إيصال هذه المساعدات لمستحقيها على وجه السرعة، فشبح الموت ما زال يُهدد بحصد مزيد من الأطفال والنساء والشيوخ الذين يُعانون الجوع والعطش، وبطش الميليشيات المتناحرة.

f.albuainain@hotmail.com
 

مجداف
تمويل أعمال الخير
فضل بن سعد البوعينين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة