Saturday  27/08/2011/2011 Issue 14212

السبت 27 رمضان 1432  العدد  14212

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

الكتابة عن شخصية بقامة الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل تضعك أمام محطات تاريخية هامة تعتقد أن كل منها أهم من الأخرى.. لما لا.. وهو الشخصية التي سارت مع النجاح في كل مجال سلكته رياضة كانت.. أم ثقافة.. أم أدب.. أم تجارة.. فهو شخص جمع هذه المجالات المتناقضة نوعا في تخصصاتها.. لكن موهبته وحكمته وعقليته قادته لاعتلاء القمة في كل شيء.

تعود بي الذاكرة إلى الوراء وتحديدا في العام 1393 هجري.. حيث كان اللقاء الأول لي مع الأمير الراحل.. لقاء بعيد عن المناسبات الرياضية والثقافية والأدبية.. لقاء كنت أنتظر فيه مع مجموعة من الطلبة في المرحلة النهائية للمتوسطة نتائج التصحيح ورصد الدرجات في أحدى مدارس الملز بالرياض.. وكان الراحل الكبير آنذاك وكيلا لوزارة المعارف وبرفقته سمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وكيل وزارة المعارف آنذاك.. وهالهما تجمع الطلبة عند سيارته وقام بكشف الدرجات والنتائج لنا من خلال الملف الذي يحمله في سيارته بعد خروجهما منتصف الليل من المدرسة بعد المصادقة على النتائج، حيث قام بزف البشرى للطلبة الناجحين وأنا واحد منهم.

ولحسن الحظ.. كان قصر سموه في الرياض بجوار منزلنا في حي البديعة آنذاك مقراً لإقامة فريق كرة القدم بالنادي الأهلي عندما يزور الرياض للعب مع أنديتها دائماً، وكنا مجموعة أصدقاء نصطف أمام القصر لرؤية نجوم الأهلي وتحيتهم، وكان الراحل الكبير يسعد بهذا التواجد.

وعندما التحقت بالعمل الحكومي وتحديداً في الرئاسة العامة لرعاية الشباب كلفت بالإشراف على الإذاعة الداخلية باستاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض، حيث كنت أشاهد حرص سموه على حضور جميع المباريات دون تحديد الأندية ضمن مجموعة من أصدقائه الرياضيين للاستمتاع بتلك المباريات.. إضافة إلى تشرفي بتكليف الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز لي وبناءً على ترشيح الأمير الراحل محمد العبدالله بالعمل ضمن اللجنة المنظمة لدورة الصداقة الدولية لكرة القدم على كأس الأمير عبد الله الفيصل وعلى مدار ثمان سنوات في منطقة عسير.. عشنا مع الراحل الكبير محمد العبدالله في أجواء دورة الصداقة.. وكان همه الوحيد هو تطوير الرياضة السعودية وبدعم واهتمام من سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وسمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره - من خلال هذه الدورة.. لذلك أدخل في الدورة فعاليات أخرى مثل دورة التحكيم والمحاضرات لكبار الحكام المعالجة ظاهرة التحكيم آنذاك وللإعلاميين.. ونجح سموه رحمه الله في ترجمة كلمة الصداقة لفعل، حيث استطاعت هذه الدورة أن تحمل صفة العالمية من خلال مشاركات منتخبات وأندية عريقة.

والحق يقال إن سموه (رحمه الله) كان محبا بشغف للأمير الراحل فيصل بن فهد (رحمه الله).. وقريباً من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب السابق وصاحب السمو الملكي الأمير الشاب نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب.. واعتزازه رحمه الله بسياستهم في إدارة العمل الرياضي وما تحقق له من إنجازات على الأصعدة المحلية والقارية والدولية.

نعم فكر الأمير محمد العبد الله الفيصل سبق عصره.. فهو أول شخصية نادت بالاحتراف داخل الأندية السعودية.. وكان هناك تنسيق وتفاهم وتواصل دائم مع الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) في تفعيل ملف الاحتراف.

وشهد للكبير الفقيد محمد العبد الله الجميع من نقاد ومسؤولين ورؤساء أندية وإداريين وإعلاميين.. بأن أول ناد يطبق الاحتراف بما تحمله الكلمة من معنى هو النادي الأهلي إبان إشراف الراحل على فريقه الكروي، حيث كانت الأنظمة واللوائح التي طبقت مواكبة لأنظمة ولوائح لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم.. لا سيما في التدريبات الصباحية والمسائية واتباع اللاعبين نظام غذائي محدد.

وعرف عن سموه (رحمه الله) اهتمامه الخاص بالحالات الإنسانية.. والكثير من المساكين والأيتام والأسر المحتاجة.. أبكته بحرقه في هذا الشهر الفضيل، حيث كان قصر والده عبدالله الفيصل (رحمه الله) ومكتبه في جدة شاهدين على عطايا الفقيد الأمير محمد العبد الله لكل المحتاجين.

كما أن وقفة سموه (رحمه الله) مع نجوم الكرة الذين ضاقت بهم سبل الحياة.. ليست مقتصرة على لاعبي الأهلي فقط.. بل كانت يده ممدودة مع كل لاعب من أي ناد يطرق باب مكتبه.. ويشهد للفقيد عطاياه السخية لنجوم في كل الألعاب من معظم أندية المملكة وليس فقط نجوم كرة القدم.. ونقصد هنا بالنجوم المعتزلين وغير المعتزلين الذين دارت الدنيا ظهرها عليهم.

ويعتبر الأمير محمد العبد الله واحد من العمالقة في المجتمع السعودي والعربي.. فهو الرياضي الناجح والتاجر الناجح والشاعر والأديب الناجح.. والإنسان المشارك في أكثر من لجنة خيرية وثقافية.. وهو اسم متداول بين فئات المجتمع.. ومقبول لحد الإعجاب.. ومبهر في عمله ونجاحاته.

رحل الأمير الذي لا يصرح ولا يدلي بحديث إلا إذا كان هناك في جعبته الجديد.. فقد كان نموذجا للمسؤول الذي يضع الرقابة الذاتية على أحاديثه وتصاريحه.. بل ويعطي المعلومة المفيدة دائماً في كل أحاديثه.. وكم نحن بحاجة ماسة في زمننا لنموذج محمد العبد الله..!!

- رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان..!!

مدير إدارة الإعلام والنشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب

 

الفقيد الراحل قامة وعاشق لجميع الألوان
خالد فهد الحسين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة