Friday  02/09/2011/2011 Issue 14218

الجمعة 04 شوال 1432  العدد  14218

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

آداب حملة القرآن الكريم
أ.د. عماد بن زهير حافظ *

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنَّ حامل القرآن الكريم قدوة لغيره، إذ إنه يحمل بين جنبيه كلام رب العزة والجلال، فإن تمثّله في حياته عقيدة وخلقاً وسلوكاً كان حجة له، وإلا فإنه يكون حجة عليه {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}.. إنَ حامل القرآن إنسان مؤمن اصطفاه الله تعالى لحفظ كلامه وحتى يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المنزلة العالية لا بد وأن يكونوا عاملين بهذا القرآن ومتخلقين بخلقه كما وصفت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قالت: «كان خلقه القرآن»، فحريٌ بحملة كتاب الله تعالى أن يكونوا مصاحف تمشي على الأرض إخلاصاً وعقيدة وخلقاً وسلوكاً يعرفهم الناس بحفظهم للقرآن كما يعرفونهم بالسير على هديه ومنهجه وخُلُقه واتباعهم للسنة النبوية التي هي بيان له ومفصلة لما أجمل فيه.. إننا اليوم بحاجة ماسة إلى حملة كتاب الله تعالى الذين حفظوه وتلوه حق تلاوته وتدبروا معانيه وعملوا به ومن ثمّ قاموا بالدعوة إلى التمسك بشرعه وأحكامه، وذلك بسلوك طريق الحكمة والموعظة الحسنة وعلى منهج السلف الصالح القائم على الوسطية والاعتدال بعيداً عن الغلو والتطرف واتباع الهوى والانزلاق نحو الأفكار المنحرفة.. وبذلك يجمعون بين هداية أنفسهم بهذا القرآن العظيم وبين هداية مجتمعهم وأفراده في عصر كثرت فيه الشبهات والشهوات.. فالمسؤولية عظيمة على من وفقهم الله تعالى لحمل كتابه فهم أشراف الأمة وصفوتها وسادتها، وكلما عظُم الشرف عظُمت معه المسؤولية والوجبات.. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

* إمام مسجد قباء وعميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة