لابد أنّ أغلب اللبنانيين قد أثارهم موقف الحكومة اللبنانية التي تتخذ مواقف داعمة للنظام السوري، على حساب الشعب السوري الذي يسقط العشرات منهم قتلى برصاص الجيش والأمن والشبيحة، وبعضهم مرسلون من لبنان.

اللبنانيون استغربوا هذا الموقف المنحاز ضدّ شعب جار لا يمكن أن يتغيّر، وبما أنّ الجغرافية ثابتة، فإنّ السوريين سيظلّون جيراناً للبنان، فالشعوب هي الباقية والدائمة، أما الأنظمة فمآلها التغيّر، ولهذا فإنّ موقف حكومة لبنان، المتهمة بأنها تُدار من حزب واحد، لا بد أن يُغضب كثيراً من السوريين الذين يخوضون معركة حرّية وكرامة، وتدخُّل حكومة لبنان، وبشكل سافر، سيظلُّ في ذاكرة السوريين، خاصة أنه تكرّر مرتين، كانت الأولى عند تصويت مجلس الأمن الذي وجَّه بياناً للنظام السوري، طالباً وقف الانتهاكات المرتكبة ضد الشعب، فخرج ممثِّل لبنان في مجلس الأمن، مدلياً بتصريح اُعتبر في وقته فضيحة دبلوماسية، حينما قال «إنّ لبنان ينأى بنفسه عن بيان مجلس الأمن حول سورية»...!!

أما الموقف الثاني فهو ما يجاهر به وزير الخارجية بخروج لبنان عن الإجماع العربي، ويعلن أنّ لبنان يقف إلى جانب النظام السوري، ويعلن رفضه لبيان جامعة الدول العربية الذي اتخذه وزراء الخارجية، خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته الجامعة العربية مطلع الأسبوع الجاري، واللذين دعوا فيه سورية إلى وقف إراقة الدماء، واستغلال عامل الوقت قبل فوات الأوان.

وزير خارجية لبنان يعارض البيان ولا ندري هل يريد مواصلة سفك الدماء في سورية، وبالتالي يرى أنّ الوقت ما زال متاحاً لقتل مزيد من السوريين؟، وهل هذه المواقف مِنْ قِبَل الحكومة اللبنانية تعبِّر عن كلِّ اللبنانيين؟ أم أنها تنفيذ لتوجيهات وإملاءات الدولة التي يتبعها الحزب الذي شكَّل الحكومة الأخيرة للبنان، وهل هذه بداية تغريد لبنان خارج السرب العربي؟.