Saturday  03/09/2011/2011 Issue 14219

السبت 05 شوال 1432  العدد  14219

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تحقيقات

 

أكد أن الرقابة الأمنية وأعمال الخير تمنع انفجارها... مدير الصحة الوقائية بوزارة الصحة لـ(الجزيرة):
منظمة الصحة العالمية منحت المملكة شهادات لجودة الخدمات الصحية المقدمة لسكان العشوائيات

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرياض - سلطان المواش:

الأحياء العشوائية أو كما تسمى في بعض البلدان المدن الخفية تعد بؤراً استيطانية لفئات غير نظامية هربت من ظروف معيشية وبيئات سيئة لتبحث عن مستويات أفضل، فهي ترى أن هذه العشوائيات أفضل بكثير مماكانت تواجهه في بلادها من سوء الأحوال المعيشية في كل جوانبها، هنا يتحدث مدير عام الإدارة العامة للصحة الوقائية بوزارة الصحة الأستاذ فلاح المزروع عن جهود الوزارة تجاه هذه العشوائيات ببعض مدن المملكة كجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة بشكل خاص نتيجة لتخلف أعداد من الحجاج والمعتمرين على مدى عقود وتشكيلهم هذه المدن الخفية وما يدور بداخلها من أمور وسلوكيات تحتاج لعلاج شامل، فإلى حديث المزروع..

* ما هي المدن الخفية أو العشوائية ومن سكانها؟

- قال مدير عام الإدارة العامة للصحة الوقائية أ. فلاح المزروع هي المدن التي تنشأ قرب المدن المتحضرة العصرية ويكون سكانها غير نظاميين، وغالباً ما يكونون غير منتمين للبلد أو يكونون أناسا من البلد نفسه، وربما كان لهم مرجعية كأن يكون واحد منهم من البلد نفسه وباقي أقاربه غير منتمين للبلد، مثل أن يكون أحد الأشخاص يحمل الجنسية السعودية ويجلب أصدقاءه أو أقاربه من دول إفريقيا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبعد ذلك يستوطنون في هذا المكان.. وهم يعتبرون بالنسبة للتعريف هم في أحياء غير نظامية لأسباب منها الفقر والهروب من تطبيق الأنظمة والضغوط في دولهم خارج المملكة، هذه تؤدي إلى استماتتهم للبقاء في المملكة لأن هناك فرصا أكثر للحصول على المال بطريقة أسرع وبحكم وجود بعض النشاطات مثل وقت الحج أغلب المقاولين أو الأشخاص الآخرين يستعينون بهؤلاء الأشخاص غير النظاميين في وقت الذروة ووقت الحاجة وفيه فرص للاستفادة منهم، وهذا دليل على أنه يمكن الاستفادة منهم. ويستثمر فيهم عمل معين، ولكن الاستفادة يجب أن تكون تحت مظلة شاملة بكل المعايير أمنية وصحية واجتماعية وغيرها.

وعندما تتعامل معهم بطريقة شاملة سيكون هناك عمل متبادل أو مصلحة مشتركة أنت تزودهم بالمال في مقابل خدمة يقدمونها لك، وإذا ضمنوا المردود المادي سيصبح هناك استقرار وإمكانية للاتجاه الجيد، وليس الاتجاه غير الجيد مثل السرقة أو غيرها من التجاوزات لأنه غالباً ليس عندهم شيء كثير يخسرونه في وجود ضغوط عليهم، فذلك عندهم الاقتناص السريع في الحصول على المال بطريقة غير نظامية، وبالنسبة لهم هذا يفي أو يبرر لهم بعض الأحيان من ناحيتهم هم أنهم يمكن أن يحصلوا على المال بهذه الطريقة لأن ليس لديهم حلا آخر. وبحكم أن لدينا مكة والمدينة والحج والعمرة فالسيطرة على الأحياء هذه وتكاثرها وتوسعها فيه صعوبة على الجهات المسؤولة للسيطرة عليهم، سيكون هناك أحياء تتكاثر من الداخل ولا تتوسع، ويصبح فيه ضغط سكاني داخلي، وسيصبح غالباً انفجار داخلي، وهذه المرحلة هي مرحلة لم نصل لها في المملكة لأن لدينا خيرا وأهل الخير والدولة تراقب هذه المدن وخصوصاً المراقبة الأمنية عندنا مراقبة قوية وهذه جعلت الأمور تسير بطريقة جيدة لكن داخل هذه المدن الخفية هي عبارة عن دولة كاملة فيها رئيس وفيها مسؤولون ونظام يتبعونه، فيها بروتكول لا يتماشى مع الأنظمة الموجودة في الدولة حتى في زواجاتهم ولهجتهم ومتابعة وضعهم الاجتماعي وعاداتهم وتقاليدهم طبخهم أكلهم كل هذا له مراسم معينة... والأحياء الخفية نوع من جنسية واحدة أو فئة واحدة مثل فئة الأفارقة وآخرين، وهناك متخلفون من الحجاج عن الرجوع لبلدهم، وكذلك يوجد أشخاص أو أفراد لهم أقرباء يحملون الجنسية السعودية يسهلون لهم الإقامة في المملكة في هذه الأحياء حيث إنهم يعطونهم فرصة للهروب من بلادهم، وكذلك يستفيد منهم حتى في أمور غير نظامية من ممارسات سلوكية بعضها سيئ.

سلوكيات وممارسات خاطئة

* هل تعد ممارساتهم وسلوكياتهم الخاطئة ظاهرة تزعج غيرهم من النظاميين؟

- ليس لديهم خسارة كبيرة وليس لديهم شيء يخسرونه، وأي ممارسة يكون فيها إمكانية الحصول على المال السريع هذه تعتبر بالنسبة لهم مبررة لأنهم... ونحن نتكلم عن أمور شاملة.. والممارسات في هذه المدن الخفية المغلقة أو مدنية فيها فئة فقيرة أو تعاني من مشاكل اجتماعية أو اقتصادية، لذلك غالباً يكون عندهم الممارسات السيئة أكثر من الممارسات غير السيئة، ومن ناحية المخدرات أو الممارسات الخاطئة هذه أكيد موجودة في المدن الخفية لأنها مغلقة، سيكون الأشخاص الذين يعيشون خارجها يعتبرون المدن الخفية هذه مستودعا أو عمالة تعمل لهم بأرخص الأثمان لترويج بضاعتهم، وقد تنتشر بضاعتهم داخل المدن الخفية، وهذا أحد المؤشرات لوجود المشكلة بطريقة مباشرة.. وإذا اكتشفت أن هناك ممارسات مثل بيع المخدرات في المدن أو مدمنين داخل المدن الفقيرة أو الخفية سيكون هناك لها مؤشرات أو تفسيرات أو هبوط في الإمكانيات الانتاجية في مثل هذا الحي، لذلك فأي انتشار لممارسة خاطئة سيقابله انخفاض في إمكانية الإنتاجية لهذا المجتمع بل إن هناك أمور الدولة تواجه فيها صعوبة كموضوع الأمراض التي تنتشر في هذه المدن أو الأحياء الخفية مثل أمراض الضنك لأنهم يستعملون أساليب في حياتهم اليومية لا تتماشى مع الاشتراطات الصحية أو الاشتراطات النظامية وهي بدائية مثل تخزين مياه خاطئ وتخزين الغذاء والنظافة العامة وغيرها من الممارسات الخاطئة، وذلك يكون هناك مشكلة تتزايد بينهم حالات مرضية مثل الضنك وغيرها من الأمراض ووزارة الصحة ووزارة البلدية والقروية وغيرها من القطاعات تعمل على أنهم لا يهيئون للأمراض ويهيئون البيئة المناسبة لتكاثر البعوض الناقل لمرض الضنك في حالة ضمان ذلك ربما نسيطر على المرض ولكن في المدن المغلقة أي مشروع توعوي سيكون فيه صعوبة. فعندما احتويهم اقتصادياً أقدر إيجاد عمل لهم والاستفادة من طاقاتهم في المصانع أو النظافة في أسواق أو أي قطاعات.

استثمار طاقاتهم وإفادتهم

* لماذا نبحث لهم عن عمل وهم بهذه الصفات الفوضوية والعدوانية؟

- لو أهملوا ولا يستفاد منهم ومن طاقاتهم بالأسلوب المفتوح والمكشوف سوف يتجهون إلى الأسلوب الآخر هو الأسلوب العكسي غير المفيد والسرقة والقتل والترويج وغيرها من الممارسات الخاطئة، وليس لزاماً علينا إعطاؤهم مبررا للحصول على العمل السلبي.. نعطيهم إمكانات.. يمكن تصرف لهم رواتب ويصير لهم مردود مادي من الدولة حيث إننا أعرف مرجعياتهم بالبصمات.. ففي هذه الحالات يمكن حل شامل وليس حلا جزئيا.. وبعض الدول التي لديها مشاكل عشوائيات أو مدن خفية مثل مدن جنوب إفريقيا وغيرها هذه وضعت لهم أحياء ونظمت تخطيطها، ورخصت لهم دورات مياه عامة ووضعت لهم شركات أمنية تراقبهم، وهذه الشركات لها من الصلاحيات تختلف عن صلاحيات الدولة .. فالدولة تخرج من الإحراج لأن الشركات لها أسلوب في التعاون مع الأشخاص المخالفين، وقد يكون هذا أحد الحلول التي تخرج الدولة من الحرج... وأتمنى من بعض الأحياء الخفية إن وجدت يجب أن يستفاد من الدول الأخرى في التعامل مع هذه الأحياء الخفية أو العشوائية حيث لا يكون التعامل معهم فقط أمنيا واعتبار أن هؤلاء يعتبرون مخالفين لذلك أنهم مستهدفون أمنياً ومطاردون... فالأخير سيكون هناك تجاوزات ومخالفات وهروب من تطبيق الأنظمة، وهذه أحد الأسباب لوجود حالات جرائم ومشاكل في هذا الموضوع.

عناصر الجذب للعشوائيات

* ما هي عناصر الجذب لهذه التجمعات الخفية العشوائية؟

- التدني الاقتصادي يؤدي للهروب إلى مواقع لا يوجد فيها التزامات كثيرة في تطبيق الأنظمة مثل الأحياء العشوائية فغالباً لا تكون فيها إيجارات مرتفعة ولا مصروفات كثيرة، ولا يوجد فيها خدمات يمكن أن تكون أعباء اقتصادية في هذه الأحياء العشوائية... وأصلاً هم جاءوا من أوساط أو بيئة من خارج المملكة، وكانوا يعيشون في وضع أدنى وأقل خدمات من أحيائهم لدينا بالمملكة.. ولأنهم وأغلبهم من خارج المملكة الذي جاء من دولة إفريقية مثل السنغال أو نيجيريا فقد كانوا يعيشون في دولهم في وضع اقتصادي مترد، ووضع اجتماعي بيئي سيئ، ويأتي للمملكة يعيش في البيئة يعتبر هي أفضل من بيئته الأولى، وهو راض، وأغلب الذين يعيشون في العشوائية هم راضون، ولكن الرضا هذا عندما ينتقل من هذا الحي ويخرج خارج الحي بـ 2 كيلو متر يبدأ الخلل في الإحساس بالرضا، ويبدأ يفكر أن يكون وطنيا ولازم يكون لديه فلوس، ويرسل لأهله شيئا، وهذه متطلبات ضغط، على هذا الشخص أن يتجه إلى أسلوب سريع للحصول على المال، ولكن إذا أصبح له مردود مادي ثابت والدولة لها تقنين معين في حدود للعمل وحدود للاستفادة منهم سيكون هناك أقل مشاكل من هؤلاء.

* ما هي نسبة من يمكن توجيههم لأعمال مفيدة؟

- أي تغير للأفضل لوضعهم سيكون هناك استفادة منهم، و60% عندهم إمكانات في الأمور المهنية والتنفيذية تنظيف شوارع وغيرها، ولكثير من الإمكانيات يمكن نحن نستفيد منهم، أما إذا أهملنا هذه الفئة سيتجهون إلى اتجاهات أخرى.. وهناك مهن ويمكن تستخدم عمالة من خارج المملكة من الأحياء العشوائية يمكن تستفيد منهم في العمل بالدولة بعد... نضمن مرجعياتهم ونضع لهم قاعدة بيانات ثابتة، ولهم رواتب وخدمات صحية واجتماعية وخدمات بيئية وخدمات كاملة، وهذه تضمن (عدم توسع هذا الحي - وعدم اتجاه أفراد الحي إلى الاتجاه العدواني - وهذا لأنهم يحصلون على الخدمات وهذه فرصة.

وفي المملكة أصبح علينا لدينا الحي العشوائي أمرا واقعا أصبح جزءا من التركيبة موجودا ومشكلة والمدن الخفية الموجودة صارت عبئا وجزءا مــــن التركيـــبة لأن الأشخاص الذين لا يعودون إلى بلادهم عندهم مبررا، وهذا المبرر قد يكون غير نظامي ولكنه في المملكة نحاول أن ننظر لهم نظرة الاعتبار والدولة- الحمد لله- لا يوجد منها ضغط كبير عليهم تحاول تحتويهم، ولكن احتواء امنيا ليس احتواء كاملا (والمدن الخفية لو يكون لهم أو يقيمون الحصول على الخدمات المتكاملة سيفتحون أبوابهم لكن المشكلة قد يكون كلامي متناقضا، كما أن عندهم برتوكول داخل المدن ونظام، وهنا لو دخلت شركة أمنية بإدخال خدمات أخرى صحية واجتماعية، وعند دخول هذه الخدمات قد لا تتماشى مع رئيسهم الذي كان موجودا لأن رئيسهم يريد أن يأخذ منهم المصروفات أو الضرائب والحصيلة لأنهم مثل العصابة بعضهم داخل المدن، والمفترض في حالة النية لعمل شامل أو الحل الشامل أولاً لازم يوضع لهم مرجعية لهذا الحي، لابد أن يكون هناك رئيس، ويكون الرئيس يقدر متطلبات المملكة أو الدولة في هذه الحالة، يكون هناك قوة تسيطر عليهم من ناحية شاملة، وليس فقط من الناحية الأمنية.. والشخص المسؤول عنهم ممكن يكون له راتب قوي مجز من الدولة، ففي هذه الحالة تضمن أن الشخص المسؤول عنهم هو من جلدتهم أو قريب منهم وله مميزات لنكسبه ويصبح هو ضابط اتصال بيننا وبينهم.

جهود وزارة الصحة

* ما هي أبرز مجهودات وزارة الصحة تجاههم؟

- وزارة الصحة لها جوانب المفترض أن تقدمها أو الجهاز الوقائي هو الذي يقلل بطريقة مفيدة ومضمونة من الحالات المرضية التي يمكن تظهر في هذه الأحياء أو المدن الخفية. الضمان الوقائي هو تطبيق الكل الموجودين بين التطعيمات الأساسية مثل شلل الأطفال وحسب التطعيمات وحسب الدول لأن كل دولة لها تطعيماتها وأمراضها، ونحن نتحدث بشكل عام ومتطلبات التطعيم يشمل الكل فأي طفل موجود شلل الأطفال يأتي من بعض الدول نطعمه لأنه لا يوجد استبانات ولا تعرف مرجعياتهم وجاؤوا من دول لا نعرفها، ولذلك فرضا دولة انتشار شلل الأطفال من جنوب أفريقيا، فكل الأحياء الموجود أو المدينة هم بالنسبة لوزارة الصحة هدف لتطعيمهم، وهؤلاء يعتبرون فئة مستهدفة لعمل تطعيمات أساسية لهم.. وشلل الأطفال هو التطعيم الأخطر في العالم، لذلك نحن في المملكة عندنا تغطية كاملة لشلل الأطفال.. ووزارة الصحة استعملت أسلوبا يتماشى لوضع المدن الخفية وعمل اتفاقات وترتيبات مع المسؤولين في المدن الخفية لضمان وصول التطعيمات لكل الموجودين علماً أثناء تطبيق هذا البرنامج، وحصل بعض المضايقات لأنهم دائما يتشككون ويتوجسون من الجهات الأمنية.

وزارة الصحة تعمل مع بعض القطاعات في أمور تخصصية، وهناك جهات أخرى تعمل ومسؤولة عن هذه الأمور كوزارة البلدية والقروية لديها مسؤوليات في هذا الموضوع ووزارة المياه، فوزارة الصحة تهتم بالجانب الوقائي، التطعيمات بدأت ونعتبر الأحياء والمدن الخفية الرقم واحد في تطبيق التطعيمات، ولابد من تغطيةكاملة من قبل إدارة الطب الوقائي ومنظمة الصحة العالمية تشهد للمملكة في هذا الموضوع في تغطيات التطعيم ولدينا شهادة من منظمة الصحة العالمية، ونحن لا نتكلم عن المدن الخفية - وموضوعنا سبقنا غيرنا في تغطيات التطعيم خصوصاً وقت الحج حيث لا يدخل في المملكة إلا أن يتم تطعيمه ومتطلبات الحج والحمى الشوكية أو الحمى الصفراء بالإضافة أننا نعطيهم جرعات، كذلك عند وصولهم للمطار بحيث نضمن بألا ينقلوا عدوى من بلدهم إلى المملكة.. وهناك يطعمون في بلدانهم وبعض الدول لا تضمن أنهم اعطوهم التطعيمات، ولا تضر نعطيهم التطعيمات ولضمان التطعيمات ولضمان الحصول على التغطية الكاملة حتى الأطفال نعطيهم تطعيما لشلل الأطفال.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة