Thursday  08/09/2011/2011 Issue 14224

الخميس 10 شوال 1432  العدد  14224

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الأتراك أخذوا العدوان الإسرائيلي على أسطولهم السلمي مأخذ الجد، ثم علقوا كل عملياتهم التجارية والعسكرية مع إسرائيل احتجاجاً على الاعتداء الإسرائيلي على مواطنيهم وأسطولهم، رغم أن الأسطول التركي هو من اقترب - سلمياً- إلى سواحل غزة. لكن العسكر المصريين كانوا في أراضيهم وتعرضوا للقتل الإسرائيلي ومع هذا لم تفعل مصر أي شيء حتى الآن وهذا هو من يسهل الهوان عليه!

ماذا لو أتحدت الرؤية المصرية والتركية على إسرائيل حتى تفقد إسرائيل أصدقاءها في المنطقة؟ ماذا لو لوحت مصر بأن معاهدات السلام في خطر؟ ماذا لو قالت مصر بصريح العبارة إن الدم المصري غالٍ جداً أيها الإسرائيليون، وإن كل علاقاتنا معلقة حتى يتم تقديم العسكر الإسرائيليين القتلة للمحاكمة بحضور مراقبين مصريين، ماذا وماذا..؟ ولماذا يصر العرب أن يكون رأس جندي إسرائيلي واحد يساوي 1000عربي؟ لماذا لا نلوّح، لماذا لا نناور، لماذا لا نتوقف عن السلبية؟

أعرف تماما ضعف الموقف العربي والحاجة الملحة للدول العربية للدعم الأمريكي الواقف بكل صلف مع المصالح الإسرائيلية، لكن لا أحد في العالم يلوم دولة عندما تدافع عن أبنائها خاصة في ظروف كظروف مصر وهي تعيش ثورة لا أحد يعرف أين ستنتهي، بل هناك مراقبين يقولون إذا فشلت محاكمة مبارك ستنقلب الثورة على رأس المجلس العسكري الحاكم!

أعود إلى إسرائيل وغطرستها في المنطقة والموقف التركي، لقد كان حاسماً وحازماً، وتركيا تضحي بانضمامها للاتحاد الأوربي من أجل أن تقول إن الأتراك الذين ماتوا في الأسطول دماءهم لا تذهب هدراً، وليسوا مجرد لحم يُلقى في البحر بل هم أحرار ودعاة سلام، كان من الواجب على إسرائيل أن تفسح لهم الطريق بدلاً من التعنت والقتل والغطرسة ولغة القوة.

وعلى المصريين الاستفادة من الدرس التركي، أو على مصر أن تتنحى من استعراض عضلاتها بالدفاع عن المصريين في الدول العربية إذا كانت فاشلة عن الدفاع عن جنودها في أراضيها أمام عدون إسرائيلي داخل أرض مصر الحرة!

في السياق ذاته، تجدر الإشارة إلى استطلاع أجراه موقع قناة البي بي سي البريطاني، حول الدول ذات التأثير السلبي على العالم، جاءت نتيجته أن 49 % من العينة يعتبرون إسرائيل ذات تأثير سلبي على العالم، ولا يعني أن بقية النسبة ترى العكس؛ إذ إن من ينظر لها نظرة إيجابية لم تتجاوز نسبتهم 21 %، كما ينبغي التأكيد على أن شريحة المستطلعين ليسوا عرباً أو مسلمين، بل هم من كل بقاع العالم، ومن مختلف الديانات والتوجهات الفكرية. في هذا الاستطلاع حسب موقع البي بي سي، فإن 87 % ممن لهم هذه النظرة لإسرائيل هم من مصر. لا يمكن التشكيك أبداً في الدور الشعبي والسياسي المصري في الوقوف أمام إسرائيل إلا أن الدور السلبي الأخير في مرحلة ما بعد الثورة مؤلم للغاية فدماء المصريين ليست مصرية فحسب بل هي عربية أولاً وأخيراً، ولا زال الدور الفاعل المطلوب مع إسرائيل لم يتحقق!

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
الدرس التركي في الموقف المصري الإسرائيلي
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة