Saturday  10/09/2011/2011 Issue 14226

السبت 12 شوال 1432  العدد  14226

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لاغرابة في شيوع مصطلح عنوسة الإنـــاث وكثرة تداوله بيننا وتركيز الإعلام والمؤسسات الاجتمــــاعية والباحثــين عليه حتى خيل لنا أن العنوسة قدر الأنثى لوحدها دون الذكر. السبب يعود في اعتقادي إلى أن المجتمع السعودي ينطلق في هذا الاتجاه من مسلمات دينية كستر المرأة والحفاظ على عفافها كما يأمرنا ديننا الحنيف أو اجتماعية مرتبطة بالأعراف والتقاليد وبعض التصورات الذهنية التي ترفض مبدأ بقاء الفتاة بدون زواج ومحاولة تزويجها ولو كانت صغيرة في السن لأنها حسب الاعتقاد المتشدد سببا في الفتنة والفساد أما الرجل فليس عليه نفس الحرج لأنه وفقا للمثل العامي السلبي الدارج «عيبه في جيبه» قلق المجتمع من عنوسة الفتيات وحرصه على الحلول لم يثمرعن نتائج مبشرة فالعنوسة النسائية لازالت مستمرة في تمددها ليصل سقفها الرقمي حاليا إلى ما يقارب المليونين عانس معظمهن تجاوزت أعمارهن الثلاثين، وعلماء الدين والاجتماع طيلة السنوات الماضية يبحثون في المشكلة ولا يقدمون الحلول، ومع ظهور ما يسمى اليوم تجاوزا بعنوسة الرجال هل سيستمرون في مناقشتها كمشكلة وظاهره؟ أظن أنهم سيسيرون على نفس المنوال لأنهم لا يملكون القدرة على توليد الأفكار الخلاقة ولاطرح الحلول الإبداعية. لم نكن نسمع عن تأخر الرجال عن الزواج إلا في حالات نادرة، ولم يكن أحد يصدق أنها قد تشكل ظاهرة في بلد محافظ ونسبة التدين فيه عالية مثل السعودية وبلد يقع الزواج باحتفالاته الباذخة في عمق تقاليده وعاداته الاجتماعية. الإحصاءات التي أمامي تنذر بخطورة الموقف وتحوله إلى ظاهرة اجتماعية إذ يوجد حاليا مليون ونصف المليون ذكر عانس وهو ما أجاز لي أن أسميها عنوسة الذكور وليست عنوسة الرجال لأن الرجل المكتمل الناضج فكريا وعاطفيا وبدنيا والمتوازن نفسيا وسلوكيا لا يرضى إلا بالعيش في بيئة غنية بالمقومات الطبيعة المساعدة على الاستقرار والمحفزة على العطاء وبناء العلاقات الاجتماعية السوية، وبعودة للإحصاءات نجد أن 55% من الفئة العمرة بين 17-35 سنة عزاب وهي الفئة الأكثر عددا و خصوبة والأكثر احتياجا لبذل الجهود لتوعيته. لوبحثنا عن تنامي هذه الظاهرة لن نجد سببا واحدا سنغرق في بحر متلاطم من الأسباب والمبررات بعضها منطقي ومقبول والآخر خيالي. سنقبل بأسباب تتعلق بالنواحي المادية وارتفاع تكاليف الزواج والعقبات التي يضعها أهل البنت أمام الخاطب والشروط التعجيزية ورفض الأهل للرؤيالشرعية وجلوس الفتاة مع خطيبها ولو لفترة وجيزة، وأسباب قد تتعلق بالضعف البدني أو المرض أو ضعف القدرة الجنسية لكن لن يقبل أحد بأسباب خيالية يرددها الذكر دوما عند فتح الموضوع للمناقشة وأنه لا يريد تحمل المسئوليات ووجع الرأس وصراخ الأطفال والمصاريف اللي ما لها داعي والارتباط أو أنه لا يرغب في تكرار تجربة زميله الذي فشل في حياته الزوجية وخوفه من حالة الطلاق السريعة المتوقعة، والبعض يريد الاستمرار في الحرية التي يتمتع بها كاملة أثناء حياة العزوبية والسفر والعلاقات مع الجنس الآخر وهو ما ينزع من داخله الثقة بالمرأة لأنه يقيس بنات الناس على الجو الذي يعيش في وسطه. عنوسة الذكور واقع صنعوه ليستمتعوا بلحظاته المعسولة دون أن يفكروا في العواقب المستقبلية حين لا يجدون أسرا تؤويهم ولا مجتمعا يقبلهم ليعيشوا وسط مشاعر الندم والوحدة والتشرد والتشتت ثم العزلة والانطواء.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
عنوسة الذكور!
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة