Saturday  10/09/2011/2011 Issue 14226

السبت 12 شوال 1432  العدد  14226

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

في خطبة الجمعة بالحرمين الشريفين
آل طالب: الإيمان يجلب الطمأنينة والسلام وينفي القلق والإحباط أو الإحساس باليأس

رجوع

 

مكة المكرمة - المدينة المنورة - واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عزَّ وجلَّ في السر والعلن.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام:

إن من جميل الهدايات وعظيم الآيات ما خاطبكم به ربكم في كتابه العزيز بقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) سورة البقرة، فقد أمر الله عباده المؤمنين المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره.

وبيّن بقوله: إن هذه الدعوة الكريمة من الله تعالى للمؤمنين تشير إلى حاجة النفوس إلى التذكير بأن تلتزم بجميع شرائع الإسلام، ومع وجود أصل الإيمان في المجتمع المسلم إلا أنه قد يوجد من يحتاج لهذه الدعوة ليتجرد ويستسلم لله وتتوافق خطراته واتجاهاته مع ما يريده الله منه وما يقوده إليه نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تردد ولا تفلت، وهذا هو معنى الإسلام، فهو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة، وحين يستجيب المسلم لهذا النــــداء فإنه يدخل عالم السعادة والسلم والسلام والثقة والاطمئنان والرضى والاستقرار، فلا حيرة ولا قلق ولا نزاع ولا ضلال.

وأضاف الشيخ آل طالب يقول: إنه عندما يفيض السلام على القلب من صحة توحيده لله وإيمانه به ويقينه عليه وإفراده بالعبادة ومعرفة أسمائه وصفاته، يعلم أن الله إله واحد يتجه إليه بكلّيّته وجهة واحدة يستقر عليها قلبه، فلا تتفرق به السبل وتلتبس عليه الأهواء، وتتكاثر عليه الآلهة، فيعبد رباً ونبياً، أو يدعو كل يوم ولياً، فكأن كل مشهد كعبة، وكل ضريح رب يدعى، فهل هذا من الإسلام؟..

إن المؤمن بإسلامه لله وحده يعيش عقيدة صافية وفكراً نقياً وحياة مستقرة، ويعلم من صفات الله تعالى ما تطمئن به نفسه ويسكن به قلبه، فالله هو القوي القادر، والعزيز القاهر، والولي الناصر، فإذا التجأ إليه المؤمن فقد التجأ إلى القوة الحقيقية في هذا العالم، وقد أمن من كل خوف واطمأن بالله واستراح، وعلم أن الله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويفرج الكربات ويشفي الأسقام ويذهب الأحزان والآلام، فالمؤمن في كنف الله آمن وادع يتقلب في الطمأنينة والرضى، يفيض الإيمان بالأسماء والصفات على قلبه برداً وسلاماً.

وأوضح أن الإيمان باليوم الآخر يجلب الطمأنينة والسلام وينفــي القلق والإحباط أو الإحساس باليـــأس إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) سورة يوسف، ذلك أن لجميع العالمين يوماً يجتمعون فيــه: إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا، وَكُلُّــهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا سورة مريم (93، 94، 95)، وهنالك الحساب فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ سورة الزلزلة (7، 8)، ومن كمال عدل الله أن يثيب المحسنين ويحاسب المسيئين ويقتص للمظلوم.

وفي المدينة المنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي: إن عز الإنسان في عبادة الله وحده لا شريك له، وسعادته في التذلل لربه عزَّ وجلَّ بالطاعات مع المحبة الصادقة، وأكد أن ذلك هو الفلاح في الدنيا والفوز في الآخرة، مشيراً إلى أن العبادة التي يتقرب بها المسلم إلى ربه تبارك وتعالى هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.

ووجه إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة جمعة أمس حديثه للمسلمين قائلاً: إن ما يرفع الدرجات ويكفر السيئات أعمال القلوب فهي أفضل الأعمال عند الله تعالى كونها أساس أعمال الجوارح التي هي تبع لها، وقد تعبدنا الله سبحانه وتعالى بأعمال القلوب لتسلم قلوبنا مما يهلكها ويضاد أوامر الله تبارك وتعالى، ولتحفظ من دواعي الأهواء والوقوع في المحرمات، ولتطهر نفوسنا وتزكي أعمالنا، فتعبدنا الله تبارك وتعالى بالتوكل عليه والرغبة فيما عنده من الفضل والخير، والرهبة منه والخوف من عقوبته والرجاء في ثوابه، كما تعبدنا سبحانه بالإخلاص في القول والعمل والاستقامة على هدي سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وأمرنا بالصبر والإخبات والتواضع له عزّ وجلّ وسلامة الصدر من المكر والخداع والنفاق والحسد، وتعبدنا بحبه جلّ وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم وحب ما يحب الله ورسوله وبغض ما يغضب الله ورسوله وبالتوبة والإنابة والرحمة والنصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم إلى غير ذلك من أعمال القلوب التي يتفاضل الناس عند الله بها.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة