Saturday  10/09/2011/2011 Issue 14226

السبت 12 شوال 1432  العدد  14226

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

نعم، أتمنى على الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في هذا الشهر ألا يخاطب مندوبي الدول المجتمعة بلغة المستجدي موافقتهم على إنشاء دولة فلسطينية على حدود 5-6-1967م، وإنما بلغة القانون والجغرافيا والتاريخ وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

أتمنى أن يقول لهم إن هناك شعباً فلسطينياً يزيد عدده عن عدد سكان إسرائيل، خمسة ملايين منهم مسجلون في قوائم «الأونروا» إحدى منظمات الأمم المتحدة كلاجئين في سوريا ولبنان وغزة، وأكثر من مليون مشردين في دول العالم، وعددهم يفوق شعب دولة إسرائيل.

أتمنى أن يقول لهم نفذوا قرار مجلس الأمن رقم (149) القاضي بإنشاء دولتين على أرض فلسطين في حدود عام 1948م.

أتمنى أن يقول لهم نفذوا قرار مجلس الأمن رقم (242) رغم عيوب الصياغة القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.

أتمنى أن يقول لهم طبقوا شرعة الأمم المتحدة وميثاقها الذي يحدد بوضوح سلطات الدولة المحتلة على الأراضي التي احتلتها والتي تمنع الدولة المحتلة من ضم أراضٍ تمّ احتلالها بالقوة.

أتمنى أن يقول لهم بأن إسرائيل الديموقراطية رفضت نتائج انتخابات ديموقراطية أوصلت حماس إلى الحكم، وترفض أي مصالحة بينها وبين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

أتمنى أن يقول لهم إن إقامة جدار للفصل هو عمل عنصري تدينه كل المواثيق الدولية.

أتمنى أن يقول لهم إن المواثيق الدولية تصون حقوق الإنسان في أي مكان، لكن إسرائيل الدولة المحتلة تحاصر الإنسان الفلسطيني وتمنع عنه الغذاء والدواء وتلوث الهواء، أو تقصفه بالقنابل المحرمة دولياً وفي سجونها آلاف الأسرى الفلسطينيين.

أتمنى أن يقول لهم إن المواثيق الدولية تحرم العقوبات الجماعية، وإسرائيل تمارسها ضد الشعب الفلسطيني بعمليات ترقى إلى جرائم حرب كان آخرها «الرصاص المصبوب» على غزة.

أتمنى أن يقول لهم لقد جربنا السلام مع الحكومات الإسرائيلية على مدى خمسة عقود وكلما قدمنا تنازلاً وقبلنا بشروط مجحفة تغيَّرت الحكومة لتطالب بتنازلات أكبر وتضع شروطاً جديدة يعجز السياسي الفلسطيني عن ابتلاعها، فما بالكم بتسويقها لدى الشعب العربي الفلسطيني متعدد الثقافات والأديان.

أتمنى أن يقول لهم، لقد سمعتم ما قاله «نتنياهو» مؤخراً وكرره وزير خارجيته «ليبرمان» من أن الحكومة الإسرائيلية لن تنسحب من الضفة الغربية، وإن انسحبت من بعضها فستبقي المستوطنات التي أقامتها على أرضنا والتي أقيمت على أكثر من 30% من مساحة الضفة الغربية، وأنها لن تسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم رغم قراراتكم أنتم الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنها ستبقي القدس الشرقية تحت سيطرتها وقد احتلتها في عام 1967م. وأن يسألهم بعد كل هذه اللاءات ماذا تبقى لشعب فلسطين من أرض فلسطين ليقيم عليها دولته، وأن يلوّح في كل مرة برزمة القرارات الأممية الصادرة على مدى ستين عاماً والتي عليه اصطحابها معه..

وأن يقول لهم لقد جرّب كل رؤساء أمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا تمكيننا من إقامة دولة فلسطينية حرّة قابلة للحياة، لكنهم فشلوا بسبب التعنت الإسرائيلي الذي يريد لنا نحن الفلسطينيون أن نعيش في مستعمرة يسيطر هو على اقتصادها ومائها وهوائها وحدودها، يحصي علينا أنفاسنا فيقتل وينْفى ويعتقل غير مكترث بحقوق الإنسان ولا المواثيق الدولية ولا قراراتكم الأممية.

وأن يقول لهم إن اعترافكم بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، لن يكون مجاملة لنا نحن الفلسطينيون، بقدر ما هو تفعيل منكم لمبادئ العدل والحرية التي أرسيتم دعائمها عندما أنشأتم منظمة الأمم المتحدة وأصدرتم ميثاقها العظيم.

وأتمنى على الرئيس الفلسطيني ألا يذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ليخاطبهم بدون أوراق ضغط وضجة إعلامية وحِراك مدني شعبي شامل داخل الأرض الفلسطينية وخارجها، انتفاضة سلمية تذكِّر العالم بملايين الفلسطينيين المشردين منذ عام 1948 وملايين أخرى في الضفة الغربية وغزة تعيش تحت الاحتلال والحصار منذ عام 1967م، فحكومات العالم اليوم تحترم ما تفعله الشعوب لا ما تتجشأه الزعامات على الدروب.

info@almullalaw.com
 

مفارقات لوجستية
أتمنى على الرئيس الفلسطيني
د. حسن عيسى الملا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة