Tuesday  13/09/2011/2011 Issue 14229

الثلاثاء 15 شوال 1432  العدد  14229

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

جزماً يفكرُ ويتطلّعُ ويسعى الإنسان جنس الإنسان في امتلاك منزل جميل وواسع يسكنه هو ومن يعول، وغالباً ما يكون هذا الهدف هدفاً عزيزاً يحتلُّ الصدارة في قائمة أولوياتنا الحياتية، ومن الطبيعي أيضاً أن يهتم الأب القادر الملي بتشييد مساكن لأولاده الذكور منهم على وجه الخصوص، تأميناً لمستقبلهم وخوفاً عليهم من تقلُّب الحال وتغيُّر الظروف وتبدُّلها، وإنْ كان من أصحاب الثراء والأرقام المالية الضخمة ومشهود له بالرحمة والوصال، فقد يدعم إخوته من أُمِّه وأبيه حين يشبون عن الطوق ويقررون رغبتهم البحث عن سكن لهم ولأُسرهم، وعدد قليل هم فقط من يفكر خارج هذا الإطار وبدائرة أوسع وأشمل.. يؤذيهم حال الغير فيقررون تشييد «مساكن خيرية»، وجلّ هؤلاء القلّة الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، يتجهون بأنظارهم شطر الفقراء المعدمين الذين لا يجدون قوت يومهم، والدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد من بين هؤلاء، ركّز في مشاريعه السكنية على (المعاقين واليتامى)، وهم جزماً أشدّ حاجة وأعظم ضرورة إذ يجمعون بين الفقر والحاجة والمرض، ولعلّ القارئ الكريم اطلع على التقرير الذي نشرته الجزيرة يوم الخميس الماضي عن مركز الدكتور ناصر الرشيد للأيتام بحائل، وربما قرأ عنه قبل ذلك، أو أنه رآه بأُم عينيه، والفلسفة التي قام عليها هذا المشروع المتميّز - وكما جاء على لسان صاحبه - (... أنّ هذه الفئة التي حُرمت من معرفة الأبوين ما زالت متعطّشة لحنان الأم ورأفة الأب وعطفهما عليها.. ولها في اعتقادي حق كبير علينا وواجبنا تعويضهم ذكوراً كانوا أو إناثاً ولو شيئاً يسيراً مما فقدوه، من أجل أن نشعرهم بالانتماء ونعزّز فيهم روح العطاء، ونؤكد من خلال ما نقدمه لهم الجسدية الإسلامية التي نصّ عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع كل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين جزاها الله كل خير لهذه الفئة الغالية على قلبي وغيرها من الفئات المحتاجة، إلا أنني أرغب شخصياً أن يكون لي يد خير إزاء الأيتام، محبة لهم ورغبة لما عند الله، وتطلعاً للمشاركة الفاعلة والحقيقية في أن يكونوا سواعد بناء في هذا الوطن المعطاء، لا معاول هدم وتدمير لا سمح الله.. لقد أطلت التأمُّل في حالهم، وتفكّرت في مستقبلهم، وقلبت النظر، وأجلت الخاطر في مناهم ومعاشهم ودراستهم ووقت فراغهم وقررت بعد قناعة تامة بأهمية المشاركة الشخصية في توفير سكن متميّز لهم.. أردت أن يسكنوا كما يسكنأولادي تماماً، عاهدت الله عزّ وجل أن أبذل لهم كل ما يمكن من الرعاية النفسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية في هذه الدار بالتعاون وتحت نظر وزارة الشئون الاجتماعية مع جزيل الشكر والتقدير لجميع المؤسسات الحكومية والخاصة التي تعمل في مناطقنا المختلفة وتقدم خدماتها المتعددة لهذه الفئة الغالية. لقد كنت أتابع هذا المشروع بنفسي وكم هي فرحتي حين يكتمل ويسعد فيه هؤلاء الأعزاء.. وما تدري.. ربّ دعوة صادقة من هؤلاء الأيتام تشق عنان السماء فيصبح معها الإنسان وقد حاز أجري الدنيا والآخرة ..).لقد كانت عزيمة الدكتور ناصر الرشيد قوية، إذ رغم التحديات والمعوقات المتعددة والمتنوّعة منذ لحظة الميلاد وحتى النهاية، مضى المشروع حسب ما خطط له، وهاهو يرى النور ليضحي معلماً من المعالم البارزة في حائل، ووجهاً حضارياً مشرقاً لكل مشكِّك في قيمنا المجتمعية إزاء أمثال هؤلاء الذين جعلهم الله بيننا امتحاناً وبلاءً، ولعلّ الله أراد خيراً بالدكتور الرشيد، إذ صار مبنى المركز بعد التعديل بجوار كبري على الطريق الدائري وما أن يرتفع السائر حتى يراه على يمينه وهو متجه جهة الشرق، فإنْ كان يعرف هذا الرجل الخيِّر دعا له بخير وشكر، وإلاّ سأل عنه فذكر له من هو فعرفه وأثنى عليه وثمّن ما قدم..

باسمي شخصياً.. باسم الأيتام.. باسم المنطقة العزيزة على قلبه.. باسم كل محب للخير متطلّع للمزيد.. أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين لدعمها وتشجيعها لمثل هذه المشاريع الرائدة والرائعة، وأثمِّن للدكتور الرشيد هذا العمل العزيز في معناه الفريد في مبناه، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
«يتيم حائل» يسكن بيته الجديد
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة