Tuesday  13/09/2011/2011 Issue 14229

الثلاثاء 15 شوال 1432  العدد  14229

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يخطئ من يعتقد بأن كل البيوت الزوجية بنيت على حب وهيام وغرام، ويخطئ من يظن أن الحب لا وجود له في العلاقة القائمة بين رجل وامرأة، كما يخطئ من يتوقع أن الألفة التي تكون بين الزوجين هي نتيجة حب وعشق، يخطئ كل هؤلاء فليست البيوت الزوجية تعيش في عالم من الرومانسية، وليست كلها تراجيدية، فالحياة لا يمكن أن تكون خالية من هدف ومعنى،

للنظر في الآية الكريمة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم. مودة ورحمة ولم يقل سبحانه وتعالى وهو القادر على ذلك حب وعشق، لعلمه المسبق بأن الحياة الزوجية لا يمكن أن تكون كذلك أبدا.

تواصلت معي إحد الزوجات شاكية من حالها حب تجاه زوجها على الرغم من مرور سنوات وسنوات، وهي تعيش في صراع نفسي مخيف، هذا الصراع يصل في بعض اللحظات إلى تفكيرها إنهاء هذه الحياة الزوجية، ولكنها تكره الفشل، وأن يقال عنها مطلقة، تعيش في صراع يومي أعتقد أنها هي سببه لوجود اعتقاد خاطئ عندها بأن البيوت الزوجية معمورة بحب بين الزوجين، وهي بالطبع ليست كذلك، هي معمورة في أكثرها بما ورد في الآية الكريمة.. (مودة ورحمة) هذه المودة تجعل من كلا الطرفين ينظر للآخر بعين التقدير والاحترام، ينظر الزوج لزوجته بعين الرحمة وهي التي تعمل من أجل تربية أولاده وقبل ذلك مشقة وعناء الحمل والولادة؛ فهذا مبعث فطري للرحمة، كما هي تنظر أيضاً له بعين الرحمة لما يبذله من مجهود في سبيل تأمين العيش الكريم لهم، عوامل رحمة ومودة يجب أن ينظر إليها مجتمعة لتكون المحصلة النهائية هذه الألفة القائمة بين الزوج وزوجته، والتي تعد نتاجا طبيعيا لهذه العلاقة الإنسانية القائمة على أعظم ميثاق بين شخصين.

وقفت متأملاً حال هذه الأخت الشاكية، وأنا من يدرك هذه الحقيقة الواقعة في بيوت الكثير من الناس، ولكنها تبقى مستورة متوارية فتسير الأمور على أحسن حال، وربما حدث ما يحرك العواطف ويكشف مالم يكن لينكشف من حب غير مدرك لدى أي من الطرفين لسبب أو لآخر، وقفت لأقول للكثير من الزوجات وربما من الأزواج: إن الحياة لا يمكن أن تبنى على الأجواء الرومانسية ولا الكلمات العاطفية، كما لا يمكن أن يكون للغزل والتغزل مكان رفيع في حياة يراد منها أن تكون للبيوت عامرة وللأجيال بانية.

إننا بكل تأكيد نتمنى أن تكون أجواؤنا دوماً ذات طابع رومانسي حالم، ولكن الواقع يقول إن هذا الجو يبقى حلماً في الحياة الجادة المنتجة، يكفي أن تكون بيوتاً سليمة معافاة من المشاكل والمشاحنات التي تكون سبباً رئيسياً في تشتت البيوت وضياع البنين والبنات.

والله المستعان..

almajd858@hotmail.com
 

حديث المحبة
هل كل علاقة زوجية مبنية على (حب)..؟
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة