Tuesday  13/09/2011/2011 Issue 14229

الثلاثاء 15 شوال 1432  العدد  14229

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

ذكر الأمير سلمان بن عبدالعزيز (أمير منطقة الرياض) برسالة تاريخية، وذات أبعاد إدارية وعملية كثيرة، كان الملك عبدالعزيز رحمه الله وجهها للناس كافة، ثم أكدها ابنه الملك خالد رحمه الله يوم 2 شوال من عام 1401هـ تقول: «على الوزير، ورئيس المصلحة الحكومية، ووكلاء الوزارة أن يحددوا ساعة على الأقل في كل يوم، لاستقبال المواطنين، وذوي العلاقة، والاستماع إلى شكاواهم المتعلقة بالوزارة، أو المصلحة، إذ من خلال تلك الشكاوى، يمكن التعرف على الإدارات والأقسام محل الشكوى، وبالتالي يتم البحث عن أسباب الشكوى، والعمل على حل ما يعترض تلك الإدارة من صعاب» (صحيفة الرياض 23 رمضان 1432هـ، ص10).

التذكير هنا له أبعاد كثيرة.. الذين يوصدون أبواب مكاتبهم في وجوه المواطنين والمقيمين، ولا يستقبلونهم، ولا يستمعون إلى شكاواهم، ولا يبحثون عن أسبابها، ولا يعملون على حلولها، عليهم التخلي عن مناصبهم، فلم يعد بالمستطاع السكوت عنهم، بعد أن ملّ كثير من الناس من طرق أبوابهم، وعجزهم عن الوصول إليهم، فتعطلت مصالحهم، وتأخر البت في قضاياهم، وهذا الخليط العجيب من عدم الاهتمام، يحتاج فعلا لمن يوقفه، ومن المفيد جداً تحديد أسبابه، ومعرفة بواعثه، والتعرف عن قرب على مكوناته.

لسياسة قفل الأبواب مخاطر كثيرة، ففي ظلها تغيب الرقابة، وينعدم اكتشاف القصور والخلل، وتوقظ الفتن، وتختل عملية تكافؤ الفرص، ويظهر الحيف الاجتماعي، والفساد، والفسدة، والمفسدون، والمهيمنون، والصراع الطبقي، والفئوي، والطائفي، في محاولة لتهديد الوحدة الوطنية، التي ينبغي أن يلتزم بها الجميع، ولا يجوز أن يقفز أحد عليها، أو يتجاوزها، أو يعبث بها، فهي خط أحمر، وملاذ آمن، وحصن حصين، ومن يحاول تهديدها ينبغي أن يقال له: قف عند حدك.

وعلى العكس من ذلك سياسة فتح الأبواب، فهي: تلاحم وطني، وأمن، واستقرار، وبناء للذات، ومواجهة للتطرف، والغلو، والعنف، والإرهاب، وهي في الوقت نفسه عقول منفتحة، وعقلانية في المعالجة وبها يزول الاحتقان الاجتماعي، ويستعيد النظام هيبته ووقاره، وينعدم إقصاء أي فئة من الفئات، وتتقلص الفوارق، وتفقد التصنيفات القديمة أهميتها، ومبررها، ووجودها.

يخطئ المسؤولون الذين يقفلون أبوابهم، ويرتكبون خطأ أكبر وإثما أعظم، إذا لم يدركوا نتائجها، والمجالات التي تتسرب إليها، سواء تعلقت القضية بالأمور المادية، أو بالأمور المعنوية، المحكومة دوما بالأهداف التي يسعى إليها المجتمع، وينبغي ألا تغلق الأبواب، وإنما تتموضع في المكان والزمان، فقد انتهى زمن قفلها، وجاء زمن فتحها على مصاريعها، ومن واجب كل مسؤول تطبيق سياسة الأبواب المفتوحة، التي ذكّر بها» سلمان بن عبدالعزيز.

Badr8440@yahoo.com
 

الأبواب المفتوحة
بدر بن احمد كريّم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة