Thursday  22/09/2011/2011 Issue 14238

الخميس 24 شوال 1432  العدد  14238

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

يوم وطني.. وحُكْم رشيد.. وأمن شامل
د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نحمد الله - عز وجل - أن جعل للأمة الإسلامية عيدين مباركين لا مثيل لهما؛ لما ينطويان عليه من تحقيق لأهداف تعبدية واجتماعية وإنسانية.. وإن المملكة العربية السعودية بحُكْم كونها حاضنة للحرمَيْن الشريفَيْن وتُحكِّم في كل أمورها مقتضيات العقيدة الإسلامية السمحة التي تتسم بالوسطية والاعتدال، لذلك فهي تخص الاحتفال بالعيدين الكبيرين، وهما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك، بكل ما يستحقانه من اهتمام وما يتطلبانه من ترتيبات واستعدادات؛ ليبرزا على النحو الشرعي، ولتؤدي واجباتها بالصورة المثلى التي يجب أن تكون عليهما.. وإلى جانب هذا التوجُّه الإيماني الطيب هناك احتفاءات بالأيام التي تشكِّل مفاصل على مفترق طرق في تاريخ البلاد مما يندرج في العادات الاجتماعية والإنسانية الحسنة المتعارف عليها؛ ما يدعم حب الوطن والدفاع عن مكتسباته.. ويأتي في المقدمة الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني المصادف لليوم الأول من فصل الميزان المصادف هذا العام الجمعة 25 شوال 1432هـ الموافق الثالث والعشرين من شهر أيلول - سبتمبر 2011م.

ولا شك أن هذه الذكرى الماجدة التي يُحتَفَى بها ليست من باب التقليد والمحاكاة، ولا من باب مجرد الاحتفاء، وإنما تأتي أيضاً في إطار القول المأثور بأن حب الوطن من الإيمان. وانطلاقاً من هذا المفهوم تقام الفعاليات ذات الصلة بهذه المناسبة الخالدة؛ لتكون واضحة المعالم في أذهان الأجيال المتعاقبة ومستقرة في وجدانهم ليقدِّروا ما تعنيه وما ترمز إليه، وما تحقق من منجزات بشأن واقع الحال ماضياً وحاضراً؛ ليعرف كل مواطن منذ نعومة أظافره ما له وما عليه؛ لكي يكون مواطناً صالحاً؛ لأن المواطنة الصالحة لا تتحقق بمجرد رفع الشعارات والإشادة بها، وإنما من خلال الولاء والانتماء والأداء المتقن، كلٌ في موقعه؛ لتتواصل العطاءات الخيّرة الرسمية والشعبية، وليكمل بعضها بعضاً على درب ما يجب اعتماده وتخطيطه ورسم سياساته وتنفيذه؛ ليرتفع صرح الوطن شيئاً فشيئاً على أسس متينة منطقية وموضوعية وفي إطار الشورى والبعد الإسلامي الذي يعتمد لغة الحوار الهادئ البناء والتكاتف وتضافر الجهود وإيجاد البدائل واختيار الأكثر ملاءمة واستيعاباً للطموحات وملبياً للاحتياجات.. وطنياً وعربياً وإسلامياً ودولياً.. وهذا ما درجت عليه المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - وخلفائه الذين ساروا على نهجه ونسجوا على منواله - رحمهم الله - حتى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -.

وهكذا نجد الملك المفدى، وبمؤازرة من عضديه، يضرب أروع الأمثلة، لا من أجل كيف تتحقق التنمية الحقيقية للوطن والمواطن، ولا من أجل التمكين للغة الحوار الهادئ البناء، وتفعيل التكافل وتضافر الجهود فحسب، ولا من أجل كيف يرسخ الأمن الشامل.. فكل ذلك - ولله الحمد - ماثل على أرض الواقع، وتزخر به بلادنا من أقصاها إلى أقصاها في أبهى صوره وسماته.. ويتضح ذلك بجلاء من خلال المشاريع العملاقة، ويأتي في المقدمة بناء المساجد لإقامة الصلاة وفي طليعتها المسجد الحرام بمكة المكرمة؛ حيث تمت توسعة المسعى بين الصفا والمروة ورفع طاقته الاستيعابية لأكثر من الضعف ووضع حجر الأساس لتوسعة جديدة للمسجد الحرام بتكلفة (80) مليار ريال، وإنشاء مصنع تعبئة ماء زمزم المبارك وفق أحدث المواصفات؛ ليكون في متناولي قاصدي الكعبة المشرَّفة، وتدشين منشأة جسر الجمرات، ومشروع قطار المشاعر المقدَّسة لنقل نحو خمسمائة ألف حاج، ومشروع وقف الملك عبدالعزيز المكوَّن من أبراج عدة، ومشروع ساعة مكة المكرمة واعتماد التوقيت العالمي الذي تمثله، وتوسعة الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والمضي قدما لإقامة مركز لرصد الأهلَّة وعلوم الفلك.

وفي هذا السياق فإن ما أعرض له لمجرد التذكير للخطوط العريضة بشأن التوجه الخيِّر الذي يتبناه العاهل السعودي لتحقيق الوفاق والاتفاق والمصالحة بين الدول الشقيقة والصديقة وشد أزرها وبذل الجهد لإزالة الخلاف وكل ما يعكر الصفو؛ لأن ذلك مشهود له ومدون في سجلاته.. كما أن هذه الجهود الطيبة تنطلق بقوة إلى آفاق أرحب وأوسع من أجل التمكين أكثر وأكثر للاستقرار العالمي لمصلحة الإنسانية جمعاء، وبدافع إيماني لا يفتر، وذلك عبر المؤتمرات والندوات والمناسبات المختلفة والمتابعة وفي إطار مفهوم الحوار البناء، ولعل خير مؤشر على ذلك الترتيبات التي تُجرى حالياً على قدم وساق بشأن بدء أعمال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بوصفه منظمة دولية يهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وتشجيع التفاهم والتعاون بين الناس، ودعم العدالة والسلام والوئام، ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمع الدولي والحد من الفقر والعوز بما يعكس سماحة الدين الإسلامي الحنيف ووسطيته واعتداله ومناصرته للحق والعدل وتقديم العون للشعوب المحتاجة بدون مَنٍّ ولا أذى.

ولذلك ليس بمستغرب أن تكون المحصلة هذه المكانة السامية والمنزلة الرفيعة للمملكة العربية السعودية التي تتبوؤها بكل جدارة واستحقاق؛ لأن رائدها دائماً وأبداً هو إعلاء كلمة الله وللقيام بالمهام الجسام على الصعيدَيْن الداخلي والخارجي، مع الأخذ بالأسباب، وذلك بكل حكمة واقتدار.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة