Saturday  24/09/2011/2011 Issue 14240

السبت 26 شوال 1432  العدد  14240

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

واجهت بلادنا تحديات عصيبة, لان الله قدر لها أن تكون في مفاصل الممرات المائية وداخل الجغرافيا والأطالس الإستراتيجية, لكونها جزءا من الجزيرة العربية فهي إحدى الروابط المهمة لقارات آسيا وإفريقيا وأوروبا عبر الممرات المائية البحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط وبحر العرب وبالتالي الربط بين المحيطين الأطلسي والهندي...

عاش الملك عبد العزيز المؤسس يرحمه الله صراعا طويلا مع مخاطر وتحدى التكتلات القبلية والتخندق الإقليمي واستمر صراعه مع هذين المحورين حتى تم توحيد المملكة ومعظم أقاليم الجزيرة العربية في دولة واحدة وأذاب العصبية القبلية والإقليمية ليحقق الوحدة...

الملك سعود يرحمه الله واجهته التحديات التي لا تقل خطورة عن صراع الداخل، هي الضغط والتدخلات الدولية عبر دول الاستعمار الأوربية التي مازالت في ذلك الوقت مهيمنة على بعض البلاد العربية،حيث بدأت دول الاستعمار السابقة بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا في الضغط السياسي وإثارة المشكلات من اجل شركاتها النفطية ومصالحها في الاستحواذ على منابع النفط...

الملك فيصل يرحمه الله واجهته التحديات منوع كلمة حق أريد بها باطل عندما رفعت شعارات القومية العربية والتحرر والخلاص من التبعيات وهيمنات الغرب فتم تجييش أنظمة ومنظمات ودول ضد المملكة واستطاع الفيصل امتصاص تلك الصدمات وقادنا إلى حيث الأمان...

الملك خالد يرحمه الله تعرضت بلادنا إلى تيارات الصحوة الدينية ذات التوجهات السياسية ونشطت الجماعات والمذاهب وتحولت بلادنا إلى ساحة للصراع الخفي عبر قيادات دينية جاءت تحت غطاء الصحوة الدينية وسعت إلى الزعزعة والقلاقل والفتن...

الملك فهد يرحمه الله واجهته أخطار مفزعة عندما غزا صدام حسين الكويت واحتلها وبدأت محاولات الإطباق من أنظمة وشعوب عربية بالجوار هي: العراق واليمن وسوريا ودول عربية بعيدة تونس والجزائر وليبيا والسودان. وشكلت محاور سياسية لخنق السعودية والخليج...

الملك عبد الله حفظه الله واجهته أخطر هذه المراحل بسبب الاضطرابات التي اجتاحت العالم في الانهيار الاقتصادي وتفكك الحكومات العربية في فترة قصيرة: العراق, تونس، مصر، ليبيا, اليمن، سوريا.

لكن الملك عبد الله جنبنا بإذن الله تلك الأزمات الاقتصادية والسياسية بالتعامل السريع معها وسعى إلى زحزحة خطورتها. لكن الخطر ما زال قائما لأن العالم يجهل وسائل الحلول أو كيفية التعامل مع المتغيرات الجديدة الاقتصادية والسياسية حيث تحول التغيير أشبة بالعاصفة وكتل الأمطار الثقيلة التي لا أحد يحدد أين ستضرب حتى أوروبا التي كانت تعتقد أنها بمنأى عن أي هزات اقتصادية أو سياسية بدأت تعيد حساباتها، وكذلك أمريكا نفسها شرطي العالم أعادت ترتيب أوراقها وبقائها في العراق الطويل أو في المحيط الهندي وشرق آسيا في أفغانستان، فقد بدأت تظهر طروحات مثل انكفاء أمريكي على نفسها أو إعادة النظر في أولوياتها...

والمراقب السياسي للأحداث يمكن أن يلحظ في خطاب الرئيس الأمريكي أوباما مساء يوم الخميس الماضي في الأمم المتحدة أن الرئيس كان وجلا وخطابه حديث المتقدم المتراجع, ليس بلغة «الكاوبوي» الذي يقتل خصومه بدم بارد، ولا بلغة الديمقراطي الحقوقي الذي يحمل ميزان العدالة, لذا سرد الأحداث وأطال في الربيع العربي رغم حضور دول العالم وتعدد شعوب الأرض، لذا فالعالم العربي في أخطر المراحل نتيجة تلازم الأزمة الاقتصادية وربيع العرب الذي لا أحد يتكهن بما يخبئه هذا الربيع, أو أين يتجه, لكن تبقى ثقتنا بالله ثم بقيادتنا كبيرة لتجنبنا ويلات وهزات الأزمات الحالية.

 

مدائن
بلادنا والمتغيرات
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة