Saturday  24/09/2011/2011 Issue 14240

السبت 26 شوال 1432  العدد  14240

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 81

      

اليوم الوطني احتفال بذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وذلك في عام (1351هـ) ففي هذا العام التأمت أجزاء المملكة: جيزان ونجران وعسير والحجاز ونجد والأحساء والقطيف لتكون دولة اسمها المملكة العربية السعودية ولم يحدث التئام أجزاء المملكة في يوم وليلة، وإنما امتد في اثنتين وثلاثين سنة، أي من سنة (1319هـ) إلى سنة (1351هـ) ففي هذه السنين الطويلة عالج القائد الوسائل التي تجمع البلاد بأقل ما يمكن من سفك الدماء، وكانت الحاضرة والبادية تسنده بالمال بما يعرف بالجهاد وبالسلاح، فكان الفلاح والراعي والحرفي يدفع للقائد من قوت يومه، ولا تزال المدونات تشهد بذلك، فقوائم الجهاد تحمل نصف ريال وريالا وريالين ووزنة تمر وصاع عيش، ومن الموسرين من يفرض عليه دفع ناقة، والناس راضون بهذه المشاركة مع قلة ما في اليد، حتى إن أحدهم باع دلته ليدفع قيمتها لمن يجمع الجهاد، وهذه المشاركة تنم عن رغبة أكيدة في بناء دولة قوية، قوامها أمن المواطن وتأمين عيشه وتعليم أبنائه، فالمواطن في الجزيرة العربية ذاق مرارة انفلات الأمن، ومن يشاهد اليوم أسوار القرى يقف على المعاناة التي عاناها سكان القرى، فالقرية لها سور يحيط بها وله أبواب تغلق ليلا، وفي كل باب حارس يعرف الداخل والخارج، وإذا خرجت الإبل والأغنام للمرعى رافقها مسلحون، والسفر من قرية إلى قرية لا يتم إلا عن طريق جماعة، وقافلة الحج يرافقها مسلحون للحماية، فالأمن مطلب جماعي، ولا يستقيم الأمن إلا بقيام دولة قادرة على ردع الظالم والقبض على السارق وقاطع الطريق، فاستجابة الناس عامة لتوجه الملك عبدالعزيز لجمع البلاد تحت راية واحدة هي استجابة المصلحة العامة، ولذلك التقت رغبة القائد ورغبة الناس عامة مما سهل الوصول إلى الهدف وهو توحيد البلاد وإعلان اسم المملكة العربية السعودية.

وقد أنعم الله على البلاد في آخر حياة الملك عبدالعزيز باكتشاف النفط، واستغلاله، مما ساعد على نشر التعليم في الحجاز وبعض مدن نجد وعسير والأحساء، وبعد وفاة المؤسس شرع الملك سعود في نشر التعليم ومحاربة المرض والفقر، وقد خطت البلاد خطوات غير مسبوقة في التقدم في مجالات التعليم والصحة ومحاصرة الفقر، وتميز عهد الملك فيصل بافتتاح مدارس البنات وإنشاء التلفزيون، أما عهد الملك خالد فقد تميز برغد العيش وسعة الرزق ومضاعفة رواتب الموظفين، واتسم عهد الملك فهد بتقنين القوانين فخرجت أنظمة الحكم والمناطق ونظام الوزراء والممتازة ونظام مجلس الشورى.

وبعد وفاة الملك فهد وتسلم خادم الحرمين الملك عبدالله زمام الأمور سار بالبلاد في مسار التقدم والرقي، فتوسعت وزارة التعليم العالي في ابتعاث أبناء المملكة إلى مختلف جامعات العالم في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والصين والهند وباكستان، حتى إن المبتعثين في عهد الملك عبدالله تقدموا على أعداد المبتعثين السابقين، وعند عودة هؤلاء المبتعثين إلى الجامعات السعودية والمؤسسات الحكومية والأهلية ستنتقل الخبرات الأمريكية والكندية والفرنسية والبريطانية والأسترالية والصينية والهندية إلى بلادنا، بحيث تتفاعل مؤسساتنا مع المؤسسات العالمية وترتبط بها، فنحس عند ذاك بالتقدم أو التأخر، إن الاتصال بالعالم هو السبيل إلى التقدم والرقي، فالتفات الملك عبدالله إلى هذا الجانب سيدفع البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، إن الاستثمار البشري هو الاستثمار الثابت وما عداه قابل للنفاد أو التغير، وبجانب البعثات الخارجية توسعت وزارة التعليم العالي في افتتاح الجامعات فافتتحت جامعات جيزان ونجران وتبوك والجوف وعرعر والخرج وشقراء والمجمعة والباحة، بالإضافة إلى النشاط العمراني في بناء الجامعات المذكورة، فمن يشاهد المدن الجامعية في سعتها وشموخ بنيانها يدعو للملك عبدالله بطول العمر والتوفيق في مسعاه إلى نهضة البلاد، وبجانب النشاط العمراني في الجامعات المذكورة وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود تبرز جامعة نورة بنت عبدالرحمن في مدينة الرياض تحفة معمارية اكتمل بناؤها في خلال سنتين، منذ التأسيس إلى النهاية، وهذه الجامعة تثبت عزيمة الرجال وأن المال يحقق العجائب، ومما يتميز به عهد الملك عبدالله تشييد المدن الاقتصادية في كثير من مدن المملكة، فالمدينة الاقتصادية في مدينة الرياض أوشكت أن تنتهي، وبذلك ستسهم إلى حد كبير في حل أزمة السكن، بالإضافة إلى أنها مدينة حضارية متكاملة المرافق، ومما يفخر به خادم الحرمين الشريفين خدمة بيت الله والمشاعر في مكة المكرمة، فقد افتتح يحفظه الله في العشر الأواخر من رمضان من هذا العام (1432هـ) أكبر توسعة للحرم الشريف، وقد أنجزت توسعة المسعى، وتوسعة الجمرات في منى، وسهل قطار المشاعر التنقل في حج السنة الماضية، وسوف يخدم الحجاج في هذه السنة إن شاء الله خدمة أفضل، واهتمام خادم الحرمين بمكة المكرمة يمتد إلى الطرق والأنفاق وسكن الحجاج والمعتمرين، وتنقلهم، وهذا ما صرح به أمير مكة صحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، والاهتمام بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة من أولويات اهتمام خادم الحرمين الشريفين، فتوسعة الساحات وتظليلها مستمر، مما أتاح للمصلين الصلاة في المسجد في أيام الحج والزيارة وأيام الأعياد، ففي أيام الزيارة قبل الحج وبعده تزدحم الشوارع المحيطة بالحرم، وقد أتاحت الساحات المظللة للمصلين والقارئين الظل والراحة.

إن خادم الحرمين الشريفين يؤازر المسلمين في كل مكان فمساعدة المملكة للصومال في هذه الأيام من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم، فقد أمر يحفظه الله بالتبرع لفقراء الصومال، فتبرع الناس بتبرعات كثيرة، نقلتها المملكة في جسر جوي متتابع، حتى حطت بجانب الأفواه الجائعة من أطفال وشيوخ ونساء وعجزة، وقد جاءت التبرعات في شهر رمضان المبارك، حيث تضاعف فيه الحسنات.

ويحس خادم الحرمين الشريفين بمسؤوليته العربية، فيسهم في تهدئة الأمور في اليمن وسوريا، فلم يجد استجابة من حكام سوريا، ومع ذلك فهو ساعٍ في كل وقت إلى ما فيه كرامة العربي، فسفك دم العربي لا يمكن السكوت عنه، إن قائد السفينة في المملكة العربية السعودية في خضم ما عرف بالربيع العربي يعرف المسالك المنجية، وبذلك سلكت البلاد الطرق الصلبة وابتعدت عن الوحل، فنجت السفينة بمهارة القائد.

وثبات المملكة على المبادئ التي انتهجتها من أيام المؤسس جنبها الانزلاق في اليمين أو اليسار، فالمملكة ثابتة المبادئ، وقد جلب لها الثبات احترام العالم في المحافل الدولية، حتى إن المملكة تعد من القوى الفاعلة في تثبيت السلم العالمي، وإرساء قواعد الاقتصاد، ومحاربة التطرف أياً كان نوعه.

إن الاحتفال باليوم الوطني هو احتفال بأمن البلاد وسلامتها وصيانة مكتسباتها، جنب الله بلادنا كل شر، وسدد خطاها إلى سبيل الخير والرشاد.

 

ثبات على المبادئ في اليوم الوطني
أ. د.عبد العزيز بن محمد الفيصل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة