Tuesday  27/09/2011/2011 Issue 14243

الثلاثاء 29 شوال 1432  العدد  14243

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 81

 

دور الجامعة في يوم الوطن
د. حامد الوردة الشراري*

رجوع

 

ما أجمل الأيام وما أجمل أن يتزامن مع ذكرى يومنا الوطني، افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى والذي يلقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رعاه الله - فيه الخطاب الملكي السنوي يتناول فيه السياستين

الداخلية والخارجية للدولة، وهو اليوم الذي تمكَّن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بفضل الله أولاً ورجاله الأوفياء ثانياً من إقامة دولة بحجم قارة قبل 81 عاماً، تُسمى المملكة العربية السعودية، بعد أن كانت تعيش البلاد في انعدام الأمن وتشتت وفقر وجهل في أرجائها، فقضى على ما كان سائداً من قتل ونهب وسلب وجهل يحارب بيد ويبني بأخرى.

وعمل الملك عبد العزيز على نشر العلم والمعرفة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف بين الناس منذ بداية سيطرته، وقام بفتح المدارس بالمدن والقرى والهجر حتى أصبحت البلاد بفضل الله ثم بفضل قيادته الرشيدة مضرب المثل في الأمن والأمان والعلم والتقدم بين الأمم. وبعد رحيله (رحمه الله) تسلَّم المشعل أبناؤه الأوفياء لدينهم وشعبهم، فواصلوا البذل والعطاء وضاعفوا الجهد مستثمرين ما أنعم الله به على البلاد من خيرات وفيرة فأنشأوا المدارس والمعاهد والكليات المتوسطة والتقنية والجامعات، في سبيل تنمية المواطن وتوفير الحياة الكريمة له.

أما في عهد الملك عبد الله - رائد التعليم العالي- وسلطان الخير وأمير الحكمة فقد عاش التعليم العالي عصره الذهبي، فأنشئت المدن الجامعية المتكاملة والمتطورة تقنياً، حتى شارف عدد الجامعات السعودية ثلاثين جامعة حكومية موزعة على مناطق المملكة خلال فترة وجيزة، إضافة للجامعات الأهلية وإنشاء الهيئات والمراكز التي تُعنى بالبحث العلمي وضبط جودة التعليم (بشقيه العالي والعام) والتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد... إلخ.

إن هذا اليوم هو منعطف للتاريخ وتاريخ التعليم العالي في المملكة، حيث إن هذا العام يتزامن مع حدثين مهمين بالنسبة للتعليم العالي، الأول افتتاح جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، أكبر جامعة نسائية في العالم، التي هي رؤية قائد وحلم أجيال، برعاية خادم الحرمين الشريفين وبحضور مجموعة من القيادات وأصحاب الفكر والعلم والثقافة، هذا الصرح العلمي العملاق، الذي سيكون - بإذن الله - منارة للإشعاع العلمي الذي تستفيد من ثماره بنت الوطن، والثاني موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية، الذي هو قرار تاريخي ونقلة نوعية في مسيرة التعليم العالي في سبيل التيسير على راغب العلم مستفيدة من التوجهات العالمية الحديثة والتقدم الحاصل في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.

واستمراراً لنهجها منذ تأسيسها، حرصت الدولة على الاستثمار في المواطن، وهو أغلى ثروات الوطن، ومن مبدأ أن الأمم لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها، جاء برنامج خادم الحرمين الشريفين لابتعاث آلاف الطلبة إلى الخارج لنيل درجات علمية مختلفة (بكالوريوس وماجستير ودكتوراه) في تخصصات ومجالات متنوعة، من أجل توفير كوادر وطنية متخصصة ومؤهلة على أعلى مستوى في مجالات تثري التنمية الوطنية وتواكب التطورات العلمية العالمية ومخلصة لوطنها.

إن غرس الشعور الوطني في الطالب الجامعي هو مسؤولية أساسية للجامعات وواجب وطني، وذلك بأن تعد العدة لهذا اليوم (اليوم الوطني) بوقت كافٍ لربط الطالب بالوطن وأهميته من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والمعارض والمهرجانات، التي تبين تاريخ البلاد قبل التوحيد وبعده وما تعيشه البلد من رغد في العيش. ومن منطلق أن غالبية أبنائنا وبناتنا يلتحقون بالمرحلة الجامعية، التي هي مرحلة النضج وتحمل المسئولية، ولأن الطالب هو المستهدف وهو المرتكز الرئيس للجامعة، فأرى التوسع بالأنشطة المقامة باليوم والوطني وإعطاء الفرصة لأكبر عدد من الطلبة بإدارتها وتنظيمها، وبإشراف ومتابعة من إدارة الجامعة، لأن الطالب أقرب لزميله من ناحية التفكير والتأثير، وبالتالي سيرسخ أهمية العمل للوطن. إن إدخال حب الوطن كجزء في الرؤية والأهداف للجامعة أو تُعاد صياغتها لكل جامعة بحيث تكون ترسيخاً لحب الوطن، الذي هو صدق في الولاء وجد في العطاء، أرى أنه أمر مهم بجانب الرؤية والأهداف المتعارف عليها.

ختاماً في يوم كتب التاريخ نصراً للمواطن السعودي ليقف شامخاً يشق أكبر المحافل الدولية بعزة ومجد أجدها فرصة بأن أتقدم بالتهنئة لولاة أمرنا الأوفياء (حفظهم الله) والأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي الوفي، وأسأل الله أن يديم علينا خيره وأمنه في ظل قيادتنا الرشيدة.

*عضو مجلس الشورى

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة