Sunday  02/10/2011/2011 Issue 14248

الأحد 04 ذو القعدة 1432  العدد  14248

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تحقيقات

 

الملحق الثقافي السعودي في أمريكا الدكتور محمد العيسى لـ(الجزيرة):
النظام الإلكتروني يتيح للطالب إنجاز معاملته بنفسه بمتابعة مباشرة من الوزير ونائبه

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

تحقيق - حاسن البنيّان - أيوا - أمريكا:

* مبتعثون يصطحبون أمريكيين للمسجد لتعريفهم على الإسلام الحقيقي

* إشادة بسلوكيات الطلاب السعوديين وتفاعلهم مع المجتمع الأمريكي

* مبتعثون يتحدثون لـ(الجزيرة):

- مبارك اليامي: لا أجد صعوبات في تعاملي عبر البوابة الإلكترونية

- محمد عثمان: خلال 72 ساعة قبلت للانضمام إلى البعثة

- عامر الذيابي: رؤساء الأندية لا نعرفهم إلا في الحفلات..!

- عبدالله الأسمري: تمنيت لو سبق تدشين النظام الإلكتروني فترة تجريبية

- عائض العتيبي: إيجابيات دور الملحقية أكثر من سلبياتها

- حامد الشراري: الملحقية تؤدي دورها كما هو مطلوب

يبدو أن تداعيات مشكلة تشغيل النظام الإلكتروني الأخيرة في أكبر ملحقية ثقافية سعودية في الخارج قد استغلت لتشويه حقائق التجربة الناجحة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي من فئات توحي باهتماماتها لمصالح الطلاب وهي في حقيقتها لا علاقة لها بذلك وإنما هي تعمل ضد ايديولوجية الابتعاث، ومحاولة الحكم على فشل التجربة واتهام بعض العائدين من المبتعثين بالتنصير والعودة إلى الوطن بعادات سيئة، رغم أن المشكلة كانت محدودة جداً ولم يتضرر منها سوى 435 مبتعثاً من بين 65 ألف مبتعث، وقد تم تجاوز الخلل الذي حدث وتسبب في البداية بنوع من الإرباك لسوء توقيت تشغيل النظام وهو ما اعترف به في لحظتها الدكتور عبدالله العيسى الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يحمد له اعترافه واعتذاره لأبنائه الطلبة المتضررين الذين تأخرت مكافآتهم واستعداد الملحقية لتعويضهم، وقد تم بالفعل تصحيح الوضع الذي عاد سليماً الآن.. ويؤكد د. العيسى في حديث لـ(الجزيرة) أن تشغيل النظام الإلكتروني الجديد الذي يطبق لأول مرة هو الآن في مرحلة انتقالية وستدخل عليه بعض التعديلات لضمان نجاحه، مشيراً إلى أن هذا النظام هو نظام شفاف وضع لخدمة الطالب ومتابعة معاملته بنفسه، حيث لن يحتاج لمراجعة الملحقية، كما سيتيح النظام للملحقية ولوزارة التعليم العالي محاسبة المقصرين وسيكون للوزير ونائبه في الوزارة الدخول مباشرة على النظام والاطلاع والمتابعة على إنجاز المعاملات أولاً بأول.. وقال: حقيقة أنا لا أريد أن أتحدث عن عملنا وما نقدمه لأبنائنا وبناتنا المبتعثين، فهذا واجبنا وأساس تواجدنا لخدمتهم وتوفير كل المتطلبات والسبل التي تكفل لهم الراحة والاستقرار والاطمئنان لاغتنام هذه الفرصة الثمينة التي أتاحها لهم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لمزيد من التأهيل العلمي والأكاديمي والعودة مجدداً إلى بلادهم لخدمة وطنهم.. واستطرد في حديثه: صدقني فأنا أكون سعيداً ومسروراً عندما أتابع شخصياً وأتعرف على أحوال أبنائنا وأطمئن على استقرار أوضاعهم وأكون شد فرحاً لتقدمهم وتفوقهم في دراستهم.وقال: نحن بشر، من يعمل لا بد أن يخطئ، ونعترف بأن التوقيت لتشغيل النظام لم يكن موفقاً. وأضاف: الوضع سليم الآن تماماً وتمت معالجة المشكلة التي كانت محدودة جداً ولم يتضرر منها سوى أقل من 1% من مجموع المبتعثين الذين تأخرت مكافآتهم، وأنا أعتذر لأبنئي الطلبة لما حدث لأننا في مرحلة انتقالية وسنجري بعض التعديلات لضمان نجاح التطبيق.. وقال: للأسف هناك من بالغ كثيراً في تضخيم أبعاد تشغيل النظام الإلكتروني ونحن نعرف نواياهم التي ليس من بينها خدمة مصلحة المبتعثين.. ومضى في القول: أنا رجل أحب الوضوح والصراحة والكثير من الشفافية واستقبل بصدر رحب ملاحظات وشكاوي أبنائي المبتعثين وهي دائماً تلقى مني ومن كافة زملائي المسؤولين في الملحقية كل الاهتمام والحرص وأنا شخصياً لا أتردد في قول الحقيقة وليس في عملنا ما نخفيه، لكن الذي يزعجنا هو محاولة بعض كتّاب الرأي في بعض صحفنا المحلية تشويه الحقائق والإيجابيات التي نعمل من أجلها في الملحقية وتوجيه النقد والتجريح دون أن يتثبت الكاتب من مصداقية ما يكتبه، فمثلاً تصور أن كاتباً مرموقاً في إحدى صحفنا استعجل دون توثق نشر مقالة عن وجود اعتصام للطلبة أمام مقر الملحقية وهذا الأمر لم يحدث في حقيقة الواقع مطلقاً.. وليت هذا الكاتب اتصل بنا لمزيد من تحري الدقة لمعرفة الحقيقة، لكنه لم يفعل وقد أرسلنا توضيحاً للصحيفة بهذا الشأن، وهنا كاتب في صحيفة أخرى ينتقدنا وينشر مغالطات ومصدر معلوماته هو ما يتداول في (الفيس بوك)!! وأضاف د. محمد العيسى: نحن نعرف أن هناك من يحاول الإساءة لعملنا ولجهودنا لسابق تجربة فاشلة له معنا، لكنني أعتب على بعض كتّابنا عدم تواصلهم مباشرة مع الملحقية للتوثق مما قد يروّج عنا من إساءات فنحن لا نستجدي الإطراء والمديح فالذي نقوم به هو واجب علينا وما نؤديه هو ضمن مسؤولية مكلفون بتنفيذها من قيادتنا الحكيمة، لكننا فقط ننشد الإنصاف وإبراز الحقائق كما هي.. ويجمع معظم المبتعثين في جامعة شمال أيوا (University of Northern lowa) على التجارب والمتابعة الإيجابية للملحقية وتسليم مكافآتهم في حساباتهم بانتظام وتزويدهم ببطاقات الضمان الصحي والضمان المالي وتذاكر السفر، لكن البعض يحمّل بعض المشرفين تأخير وبطء اتخاذ الإجراءات، ويرى آخرون أن الملحقية لم توفق في توقيت تدشين البوابة الإلكترونية الجديدة قبل أيام معدودة من إجازة عيد الفطر المبارك وسفر الموظفين للإجازة وعودة الطلبة السعوديين من الإجازة الصيفية وبدء الدراسة في أمريكا.. وكانت (الجزيرة) قد التقت مجموعة من المبتعثين وخرجت بانطباع عام يصف تعامل الملحقية بـ(الإيجابي) وتوفير كل متطلباتهم، في حين يرى البعض وهم قلة وجود بعض العناصر العاملة منير السعوديين من شأنه التقليل من إيجابية تعامل الملحقة لقيام بعضهم بممارسة أدوار سلبية كعدم الاستجابة العاجلة لمطالبهم..ومن المبتعثين الذين التقتهم (الجزيرة) عامر الذيابي من الرياض (بكالوريوس طب بشري) الذي يصف تعاون الملحقية بـ(الراقي) على حد قوله، ومن أنها تتعامل مع المبتعثين بكل شفافية وأريحية فهي وفرت الضمان المالي والتأمين الطبي والتذاكر والمكافآت في وقتها المحدد.. وأضاف: حقيقة أجد تعاوناً إيجابياً من المسؤولين السعوديين في الملحقية لكنني عانيت من وجود سلبيات من خارج الملحقية، وأقصد من الموظفين غير السعوديين الذين يعملون كمشرفين الولايات ومن يتولى السكرتارية في الإدارة الطبية والإدارة المالية، معظم هؤلاء يهملون الرد على اتصالات الطلبة سواء كانت مباشرة عبر الهاتف أو حتى عبر البريد الإلكتروني.. ويواصل الذيابي حديثه: الذي أتمناه من المسؤولين في الملحقية أن يواصلوا بأنفسهم متابعة أوضاعنا وقضايانا، وألا يتركوننا لغير السعوديين الذين لا يهمهم أمرنا.. وانتقد الذيابي دور رؤساء الأندية الطلابية ووصفه بـ(الدور الضعيف والسلبي)، وقال: معظم دور هؤلاء يتوقف على تنظيم الحفلات والمناسبات الرسمية والإشراف عليها، لكنهم يهملون أي دور آخر يعود بالصحة لمتابعة مشاكل وقضايا الطلاب إلا في حالات محدودة ونسبية قد لا تتجاوز لـ40% من دورهم الرئيسي.أما المبتعث حامد الشراري من القريات (ماجستير في التطوير المهني للمدرسين) فهو يرى أن الملحقية تؤدي واجبها كما هو مطلوب، لكن ما أعانيه هو تسويف بعض الموظفين في الملحقية من غير السعوديين وبخاصة ما يتعلق باستقبال شكاوينا.. في حين يؤكد المبتعث مبارك محمد اليامي من نجران والذي شارف على استكمال دراسة اللغة أنه لم يواجه أي مصاعب في تعامل الملحقية معه، كما أنه لا يجد أي معوقات في تعامله مع الموظفين غير السعوديين.. واعتبر اليامي أن خطوة الملحقية في التعامل مع المبتعثين عبر البوابة الإلكترونية (إنجاز موفق للغاية) شارحاً أن كل تعاملاته مع الملحقية كان يمر عبر البريد الإلكتروني واصفاً التجاوب على اتصالاته بأنه في (غاية السلاسة والإيجابية)..وشدد على القول إن هذا الأسلوب المتقدم في التعامل عبر البوابة الإلكترونية ساعد على اختصار الوقت وإنجاز المعاملات والإجراءات في وقت قياسي من خلال المتابعة إلكترونياً بين الطالب والملحقية.ووصف انتقال الملحقية إلى مبنى جديد أنهنقلة توسعية موفقة) سيكون من شأنها استقطاب وتوظيف عدد أكبر من الموظفين لخدمة الطلبة ومواجهة الحاجة للتعامل مع متطلباتهم واحتياجاتهم المتزايدة.وحول شكوى بعض زملائه المبتعثين وتذمرهم من صعوبة التعامل مع الموظفين غير السعوديين رد قائلاً: أنا لم أجد أي صعوبة تذكر، حيث إن تعاملي يتم مباشرة عبر البريد الإلكتروني، والأمور أراها في نظري ميسرة.وأضاف: أنا مرتاح للغاية، فمنذ وصولي على حسابي الخاص إلى واشنطن العاصمة قدمت أوراقي لمندوب الملحقية في المطار طالباً الانضمام للبعثة، وكانت الاستجابة سريعة فبعد مضي شهرين من تقديمي للطلب جاءت الموافقة وصادف ذلك وجود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله هنا في أمريكا للعلاج وصدر قراره السامي أعتقد في 19-5-2010م بضم الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص للبعثة وكنت من بينهم. وعلى النقيض من كلام اليامي ينتقد المبتعث محمد غازي عثمان من جدة والذي يحضّر للماجستير في إدارة المخاطر في الأعمال التجارية، تعامل الموظفين غير السعوديين وخص منهم المشرف من قِبل الملحقية على الدارسين في ولاية (أيوا). وقال: المصادفة العجيبة هي أنني بعد أن جئت هنا للدراسة على حسابي الخاص بـ72 ساعة صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بضم الطلبة الدارسين على حسابهم للبعثة وكنت أحدهم. ويواصل: بعض الطلبة يواجهون ممارسات تعسفية وأسلوب ابتزاز من قبل بعض هيئة التدريس إلى درجة تعمد رسوب بعض الطلبة لأسباب معروفة تعود بالمصالح المادية للجامعة ونأمل في تدخل الملحلقية لايقاف هذه التصرفات. أما المبتعث عبدالله بن سعيد الأسمري من جدة الذي يحضّر الماجستير في الاتصال الإنساني فقال: تمنيت لو أن تشغيل البوابة الإلكترونية بدأ بفترة تجريبية تسبق البدء الفعلي لضمان نجاح تطبيق النظام رسمياً كما تمنيت أيضاً أن يسبق ذلك تأهيل وتدريب موظفين سعوديين للتعامل مع مخرجات هذا النظام لضمان كفاءة التطبيق وكفاءة العاملين عليه، كما أقترح على الملحقية تعيين مشرفين ومراقبين سعوديين من الذين درسوا في الجامعات الأمريكية لمعرفتهم وإلمامهم بلغة البلد وقوانينه وأنظمته وتجربتهم مع معاناة الطلبة.أما المبتعث عائض بركي العتيبي من الرياض الذي يدرس اللغة حالياً وينوي دراسة البكالوريوس تخصص حاسب آلي فهو يرى من خلال تعامله الشخصي مع الملحقية أن إيجابيات دورها في خدمة المبتعث أكثر من سلبياتهالتييراها تنحصر في سلبية واحدة دون غيرها وهي وجود مشرف غير سعودي من قبل الملحقية على المبتعثين في ولاية (أيوا) وهي من الجنسية العربية الذي يقول إنه يهمل الرد على الاتصالات الهاتفية للطلبة في أحيان كثيرة قبل إنشاء البوابة الإلكترونية والاستجابة العاجلة للمشاكل التي تعرض عليه ويتمادى في التسويف والتأخير والتهاون. وقال: أشهد الله أن الملحقية استقبلتنا في مطار واشنطن العاصمة بحفاوة كبيرة أنا وعدد من زملائي عندما وصلنا قبل 7 أشهر من الآن وأخذونا إلى الفندق وفي اليوم التالي اصطحبونا لمقر الملحقية واستلموا منا ملفاتنا وطلب انضمامنا للبعثة. ومضى قائلاً: بعد شهر من انضمامنا للبعثة تعاملت الملحقية إيجابياً مع وضعنا واستلمنا المكافأة مع استحقاق الأيام التي سبقت بدء الدراسة وكذلك وصلنا الضمان المالي وبطاقات التأمين الطبي.

مسجد يخلو من المصاحف

مما أثلج صدري وخفف من معاناة غربتي في بلدة سيدر فولز بولاية أيو (Cedar Falls, lowa) في الوسط الغربي للولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت مع إطلالة شهر رمضان المبارك الفائت، أن من كان يؤمّ المصلين في مسجد المركز الإسلامي بهذه البلدة هم من الشباب السعودي المبتعثين للدراسة في جامعة شمال أيوا. عندما استعددنا لصلاة التراويح، اقترب مني المبتعث السعودي محمد غازي عثمان الذي يحضّر لدرجة الماجستير في إدارة المخاطر في التجارة وهمس في أذني: هذا الذي سيؤمّ المصلين الآن شاب من الرياض يدرس الطب اسمه عامر الذيابي. استمتعت والمصلون بصوته الجميل وتلاوته المتمكنة، حتى أنني حسبته أحد خريجي جماعات تحفيظ القرآن الكريم، وقد شكرته بعد الصلاة وهنأته على عمله الطيب، أما المبتعث الآخر والذي صلّى بنا التراويح معظم الأيام فقد كان المبتعث عبدالله الأسمري من جدة الذي يدرس لنيل درجة الماجستير في تخصص الاتصال الإنساني وهو الآخر كان موفّقاً للغاية في تلاوته وعذوبة صوته، وفي الصلوات الأخرى تشارك 3 إخوة من دول عربية في إمامة المصلين وهم: الأستاذ إبراهيم زغار من الجزائر والآخران هما: د. أمير حساني (سوري)، ود. إسلام طافش (مصري) طبيبان متخصصان في الأعصاب وكلاهما من الكفاءات العربية المهاجرة العاملة في أحد مستشفيات مدينة واترلو (Waterloo) القريبة من سيدر فولز. ويصل عدد المسلمين في هذه المدينة حوالي 6 آلاف مسلم وهم أغلبية بوسنية وباكستانية وتركية وعربية، وقد أسهم الأطباء المسلمون بتمويل 70 % من تكلفة إنشاء المسجد. وصبيحة العيد، كان يوماً مشهوداً إذا امتلأ المسجد بحشود من المصلين من الجنسين أتوا من مختلف الضواحي والبلدات المجاورة، وأحضر المصلون معهم من منازلهم مأكولات وحلويات ومشروبات ليتشاركوا جميعاً رجالاً ونساءً في تناول إفطار العيد في صالتين منفصلتين مثل أطباق تقليدية من مختلف الأقطار العربية والإسلامية، وتحولت الطاولات المتجاورة إلى ملتقى أخوي إسلامي جمع كل الأجناس والألوان واللغات والأزياء، وكان يوماً تقاربت فيه القلوب كما اجتمعت فيه المحبة والألفة الواحدة وهي الحب في الله واللقاء في بيت من بيوت الله. والزائر لمسجد المركز الإسلامي يلحظ ندرة وجود نسخ من القرآن الكريم، وقد سألت د. حساني أحد الممولين في تكاليف إنشاء هذا المسجد عن سبب ذلك فرد بالقول: كان عشمنا في تجاوب السفارة السعودية التي وجهنا لها خطبات نطلب منهم الدعوة والعون وكنا نتوقع على الأقل أن تصلنا كميات من المصحف الشريف وبعض الكتب الدعوية، ولكن لم يصلنا شيء.

تفاعل المبتعثين مع المجتمع الأمريكي

وعلى ذكر الطلبة المبتعثين للدراسة هنا في هذه الجامعة والذين يقدر عددهم بحوالي 120 طالباً وطالبة، فمن علاقاتي واتصالاتي بأبناء الجالية الإسلامية وبعض الأمريكيين لمست صوراً مشرفةً عنهم وانطباع جيد لسلوكياتهم وإعجابهم بأخلاقهم الإسلامية، حيث لم تسجل عليهم أية مخالفات تذكر أو تجاوزات غير سوية، ويصطحب بعضهم أمريكيين إلى مسجد المركز الإسلامي لتعريفهم على الصورة الحقيقة للإسلام، ويمتدح آخرون إسهامات وتفاعل الشباب السعودي وانصهارهم مع المجتمع الأمريكي من خلال الدراسة والاشتراك في مناسبات ولقاءات الأندية الطلابية السعودية، كما تنظم الملحقية بين فترة وأخرى من برامج توعوية، وقد أشادت منظمات وجمعيات أمريكية بإسهامات وتفاعل الشباب السعودي في الخدمة الاجتماعية داخل المجتمع الأمريكي في الوقت الذين هم متفوقون في دراستهم في أفضل وأرقى الجامعات الأمريكية. وقد حضرت أخيراً الاحتفال الذي أقامه نادي الطلاب السعوديين في جامعة شمال أيوا لمناسبة ذكرى اليوم الوطني وكان بحق حفلاً بهيجاً رغم بساطته، حيث امتلأت القاعة بالمبتعثين السعوديين ومرافقيهم وزملائهم وأصدقائهم من الأمريكيين وأساتذتهم في الجامعة.. ومثّل الحفل الذي أسهم في الإعداد له ولإنجاحه كل من نواف الغباري، رئيس النادي، ونائبه محمد الزاير والأعضاء: عبدالله الأسمري، حسين الجشي، سلطان الحارثي، عبدالله بابيضان، عبدالسلام الفيفي، محمد شبّان، في جمع شمل المبتعثين من كافة المناطق السعودية تحت شعار: حب الوطن والفرح بالولاء له ولقيادته الرشيدة.وقد استشعر من تابع الحفل حماسة وتفاني العاملين في النادي وجهودهم التطوعية لإبراز الصورة المشرفة لقيم وعادات وتاريخ وحضارة بلادهم.ويتطلع أعضاء النادي إلى زيادة الدعم المادي من الملحقية لمساعدتهم في تحقيق طموحاتهم لتفعيل أنشطة النادي وأهدافه بتوثيق علاقات الطلبة وتفاعلهم مع المجتمع الأمريكي وإبراز الصور الحقيقية لدينهم وسلوكياتهم وقيم وعادات ومنجزات بلادهم.

مرت الذكرى دون مضايقات..!

** وفي الوقت الذي مرت فيه أخيراً ذكرى مرور 10 سنوات على (غزوة) نيويورك!! إلا أن أحداً من حوالي ستة آلاف من أبناء الجالية المسلمة في (سيدر فولز) والبلدات القريبة لها لم يتعرض لأية مضايقات أو أساليب استفزازية عرقية أو عنصرية من السكان الذين يبلغ عددهم حوالي 40 ألف نسمة معظمهم من الأمريكيين البيض فهم ينتقلون بكل حرية ويؤدون شعائرهم الدينية بكل راحة واطمئنان وزوجاتهم وبناتهم متحجبات في المدارس والجامعات والأسواق دون أي تضييق أو تحرشات، رغم مظاهر التعاطف للسكان مع ضحايا الحادي عشر من سبتمبر وذلك من خلال الشعارات واللافتات.والملفت أن الأمن مستتب في هذه البلد بشكل يدعو لكثير من الاطمئنان بين السكان كما أن الحركة المرورية سهلة وهادئة أما حوادث السيارات فهي منعدمة تقريباً ويلاحظ أن مكتب منح رخص قيادة السير يتشدد كثيراً في منحها، فالبعض من المتقدمين وبخاصة من الشباب السعودي من الجنسين لا يمكنه الحصول على الرخصة قبل 3 - 5 جولات اختبار للقيادة نظرياً وعملياً.

سكان وديعون..!

** ومعظم سكان (سيدر فولز) يغلب عليهم طابع الوداعة والود، ويبدو أنهم اجتماعيون (وعشريون) - من حب العشرة - بعكس معظم الأمريكيين في المدن الكبرى الصاخبة، فأنت لا تستغرب أو تتفاجأ بتحية عابرة أو هزة رأس أو وجه مبتسم أو توقف قائد سيارة من مسافة بعيدة قبل عبورك الطريق، فالأمر طبيعي يدلل على سلوكيات وتعامل مميز لسكان هذه البلدة مع (كل الأغراب)!!في أول يوم لي مع أسرتي وصلت بسيارتي إلى المسكن مع توافق وصول جاري الأمريكي (كينت Kent) مع عائلته، حقيقة استغربت حفاوتهم وترحيبهم بي وبعائلتي قبل أن يدخلوا منزلهم وعرفت ابنتي لحظتها أن ابنة الجيران الكبرى هي زميلة لها في الجامعة التي تدرس بها. وفي صباح اليوم التالي، وكان جارنا يعتني بحديقة منزله وهي الثقافة الأمريكية المتعارف عليها والتي لا نعرفها نحن، تفاجأت بهذا الجار يحمل بين يديه كمية من طماطم حديقة منزله يقدمها لي هدية كعربون تعارف، ويؤكد لي أن بإمكاني في أي لحظة قطف الكمية التي احتاجها مباشرة فشكرته.

** ومما أدهشني من خلال تعاملي اليومي مع السكان الوضوح والشفافية والمصداقية المتناهية فعندما هممت بشراء سيارة اتجهت لأحد معارض بيع السيارات، وعندما وقع اختياري على سيارة مستعملة وجربتها وراقت لي، اتفقنا على سعرها، وأثناء عملية دفع ثمنها، فاجأني الموظف بسرد عيوب خافية في السيارة قبل إتمام عملية المبايعة ونقل الملكية، فالتفت إلى عائلتي قائلاً: هل تتوقعون أن مثل هذا الموظف يوجد له مثيل في معارض السيارات عندنا؟!

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة