Monday  10/10/2011/2011 Issue 14256

الأثنين 12 ذو القعدة 1432  العدد  14256

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

بعد فشل الإرهاب في مخططه.. كتّاب ومثقفون لـ (الجزيرة):
الفكر الضال يعيش في الظلام والإعلام السعودي كشف مخططاتهم بكل قوة وجرأة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

متابعة - فهد بن نومه

انفردت «الجزيرة» بنشر تفاصيل ما يُسمى (عملية قطع لسان الدولة) الذي خطط له تنظيم القاعدة والذي يستهدف الإعلاميين في الدرجة الأولى ومنهم رؤساء تحرير الصحف المحلية والقنوات الفضائية والكُتّاب لبث الرعب في قلوب الجميع وخصوصاً الوسط الإعلامي.. في هذه التغطية نستعرض مع عدد من الإعلاميين والكتّاب هذا الموضوع الخطير والمخطط الفاشل.

في البداية أوضح الأستاذ قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق (حالياً) - ورئيس التحرير المؤسس لصحيفة الوطن السعودية (سابقاً) أن الإرهاب والإرهابيين أكثر ما يغيظهم وما يضايقهم هو الضوء, لأنهم يعملون في الظلام والإعلام أكثر وأهم وسيلة ضوئية ممكن تتسلط عليهم وعلى أفكارهم ومخططاتهم وقد يكون مسانداً قوياً للأمن واستهدافهم للإعلام والإعلاميين أعتقد أنه أمر طبيعي بالنسبة لفلسفتهم الظلامية التي تعتمد على التخفي والعمل بعيداً عن الأنظار.

ويضيف «قينان» قائلاً: «آمل من الإعلام عموماً والإعلام السعودي بصفه خاصة بكل أدواته التلفزيونية والإذاعية والإعلام الجديد والصحف الورقية أن يستمر في كشف خطط هؤلاء وأفكارهم وأهدافهم من أجل تنوير المجتمع وأن لا يحصل أي ردة فعل سلبية من جراء كشف هذه العملية».

ويؤكد «قينان» على أن هذه العملية لن تحجب أصوات الإعلاميين الذين يسعون لوحدة هذا الوطن لأن الأصوات الإعلامية المميزة لديها هدف وطني لخدمة وطنهم وخدمة شعبهم فانهم - إن شاء الله - مدعومون بقوة الوطن والمواطن والدولة في حمايتهم، فهم «وطنيون» ولا أعتقد كشف مثل هذه الخلية التي تستهدفهم أن تحجب أصواتهم لأنهم أولاً مؤمنون بالله وبالقضاء والقدر.. «ولن يموت أحد ناقص عمر.»

«الوطن يستحق أن

نضحي من أجله»

مضيفاً والأمر الآخر الوطن يستحق أن نضحي من أجله وأن نخدم في هذا الإطار الذي يفضي لحمايته وحماية منشآته ومقدراته وكيانه ومواطنيه فأصحاب الأصوات الإعلامية المميزة لن تتوقف بإذن الله.

وعن المضايقات التي كان يتلقاها قينان الغامدي أثناء رئاسته لتحرير صحيفة الوطن من قبل هذه الفئة كشف أنه كان يعرف سبب هذه المضايقات وقال: «كنت أعرف منشأ هذه المضايقات لأن هذه الفئة تحب العمل في الظلام ولا يحبون أن تكشف خططهم وأفكارهم وأهدافهم وأن تناقش علناً».

«وأنا كنت أنادي أن عليهم أن يعلنوا ما لديهم من أفكار وأن يناقشوها لكن هذا الشيء كان يزعجهم كثيراً وكنت أقصد المخططين والمفكرين وليس الضحايا لأن الذين ينفذون هم ضحايا مغرر بهم مخدوعون، ولكن أصحاب الفكر الأساس هؤلاء يكرهون ويرفضون المناقشة علناً».

من جانبه قال الإعلامي الدكتور سعود المصيبيح والمستشار الأمني بوزارة الداخلية: «المملكة العربية السعودية لديها رسالة دينية ووطنية ويقوم بتنفيذ هذه الرسالة إعلاميون شرفاء، تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام ممثلين وزير الثقافة والإعلام والمسؤولين في الوزارة ثم الشرفاء من إعلاميين هذا البلد الذين كان لهم موقفهم الوطني الصادق المخلص المنطلق من وطنيتهم وإيمانهم بخدمة الرسالة التي وجهتها الدولة لمحاربة الإرهاب، فكانت الصحف السعودية ممثلة برؤساء التحرير والكتّاب والصحفيين على قدر من المسؤلية واستطاعوا تفنيد شبهات هذا التيار التكفيري الخارجي وفتح التغطيات الإعلامية الناجحة، وبالتالي فإن الفئة الضالة كانت حريصة على محاربة الإعلاميين وإرهابهم وتخويفهم حتى لا يؤدوا رسالتهم وهناك من يناصر مثل هؤلاء لإطلاق مسميات سيئة جداً على الكتّاب الشرفاء والتشكيك بهذا الإعلام وزعمهم بأنه إعلام ليبرالي أو علماني والمحاولة للتشكيك في توجاهاته وحتى لا يأخذ المجتمع بأقوال الكتّاب والإعلاميين».

وأبان المصيبيح رغم أن رؤساء التحرير ينطلقون من مؤسسات صحفية ترعاها الدولة وفق السياسة الإعلامية بالمملكة ولا يصدر منها إلا ما يُمثل دستور هذه البلاد القائم على الشريعة الإسلامية.

وهذا هو الهدف الأساس لنزاهة الإعلام في السعودية وصدقه ولقيامه برسالة على أكمل وجه لمحاربة الإرهاب وفضحه لهذا التيار التكفيري الخارجي، ومن يقف من ورائه من أحزاب غير خارجة لكنها مسيسة تلبس لبوس الإسلام وتقف في خندق واحد مع هذا التيار الخارجي الذي يقوم بالجوانب العسكرية لإرباك الأمن.

ويُعول سبب محاربة المتطرفين للإعلاميين لنزاهة الإعلام وأن ما يقومون به من تشكيك بالإعلاميين عبر منتديات التنوير أو عبر الخطط الدعوية بحيث يوضع الإعلاميون على أن لهم توجهات ضد الدين أو لتغريب المجتمع بهدف أن لا يقوم برسالة الإعلام الوطنية الصادقة بعد أن تصدى هذا الإعلام وبقوة للأفكار النشاز برسالة الدولة وقيمها وأمنها.

ومن جانبه قال الدكتور محمد بن عبد الله آل زلفة القحطاني عضو مجلس الشورى: «الجزيرة أوضحت الأمر بشكل واضح جداً من خلال تفردها بنشر تفاصيل هذه الخلية، وأنا أعتقد وبكل أسف أن هذا التطرف وهذا التشتت ومن يخلق هذه الثقافة، أنهم يدفعون بمثل هؤلاء ليتجرؤوا على عمل أهداف وصموها معادية للدين وهذا حسب توجهاتهم المتشتتة والمتطرفة».

وأكد آل زلفة على أهمية الكشف عن تفاصيل هذه العميلة الإرهابية التي كانت تستهدف الإعلاميين والمثقفين ورؤساء التحرير وأنه يجب أن لا تتوقف القضية عند ذكر خبر فقط!! ولكن يجب أن تكون بداية للحديث عن نوايا هذه الفئة لأن هذه أهدافهم وهذه آراؤهم ومحاربتهم لمعارض الكتاب والمسرح ولأي شيء لا يتفقون معه يكشف معارضتهم لأي ارتقاء أو رؤى تنويرية.

ويبين: «إذاً السكوت عنهم في ما يحملونه من هذه الأفكار وهذه الرؤى بأي شكل من الأشكال أو يغذيهم إنسان في أي موقع لمثل هذه الأفكار سيستمرون بتهديد أمن المجتمع والمثقفين وأمن الدولة والإعلام».

«محاربة الأفكار الجديدة»

وبيَّن آل زلفة أن من الأسباب التي دفعتهم لمحاربة الإعلاميين: «أعتقد أنهم يرون الإعلاميين والكتّاب والمثقفين ومن يحملون الأفكار التنويرية لأجل مصلحة المجتمع وإنارة الطريق للمجتمع أكبر مشكلة تواجههم في بث أفكارهم المتشددة المتطرفة.»

ويضيف: «هم يخافون ويهابون من أي فكر جديد ويخافون من أي انفتاح على العالم ويصفون أن من يحمل مثل هذه الرؤى أنه هدف لهم ليسكتوه ولا يقولون شيئاً».

ويردف آل زلفة في حديثة: «الفئة الضالة الغريبة لا يريدون صوتاً غير صوتهم بأي شكل من الأشكال. وأنه يتوجب عليهم أن يرسلوا سهامهم وعقابهم على الكتّاب والإعلاميين، وباعتقادهم أن أي انتقاد لأي مؤسسة تناصر لتفكيرهم وتوجههم وتشددهم لبعض الممارسات هو انتقاد للدين، وكأن الدين لهم وحدهم وخاصاً بهم».

وشعارهم: «إذا لم تكن معي فأنت ضدي» وحديثهم دائماً هو كيف إسقاط (الإعلام) وكيف نجعله إعلاماً يمشي على طريقتنا وعلى ما نريد أو أن يصبح عدواً لنا».

ويرى الباحث والكاتب الدكتور عبد الرحمن الحبيب إذا كان هناك كتّاب تراجعوا عن الكتابة الجريئة بسبب الخوف من الإرهاب سيحل محلهم أضعافهم وبرهن ذلك قائلاً: «النشر عموماً هو تنوير للعقول.. وهو كشف لمعلومات مهمة، والمعلومات قوة. وإذا كان هناك من سيتراجع عن الكتابة الجريئة خوفاً من الإرهاب فهناك أضعافهم سيحلون محلهم. وفي الدول التي مرت بمثل هذه التجربة الأليمة كالجزائر ونوعاً ما مصر، لم تؤد الاعتداءات على الكتّاب والصحفيين إلى أي تأثير على حجم الكتابة الجريئة بل على النقيض زادت الأقلام الغاضبة على التطرف من ناحية، وزاد عدد الكتّاب من ناحية أخرى، رغم أن هناك قلة من الكتّاب أعلنوا توقفهم».

ويبين «الحبيب» الهدف من الخلايا الإرهابية الموجهة ضد الإعلاميين بقوله: «الهدف الإستراتيجي من عمليات الإرهاب هو إثارة الارتباك في نظام الدولة مع إحداث البلبلة والفزع في المجتمع من أجل إيجاد ثغرات في النظام، وفي تكتيكات هذا الهدف يتوجه العمل ضد المجتمع من خلال الاعتداء على الأفراد الفاعلين في المجتمع ومنهم الكتّاب والإعلاميين لإحداث مزيد من البلبلة».

ويضيف: «وثمة أهداف فرعية كتخويف المثقفين وكالانتقام والتشفي الشخصي من أفكارهم التنويرية وفرض ما يرونه حكم شرعي على المفكرين، إلا أن أغلب التنظيمات الإرهابية تتجنب العمل ضد الكتّاب والمثقفين لأنه جاء بنتائج عكسية في التجارب السابقة في الدول التي مرت بها، وأصبح هذا النوع من الإرهاب نادراً جداً. ويبدو لي أن من يحاول استخدامه هو يعيش في حالة بؤس ويأس فيقوم بهذا العمل بعد أن فقد كل أمل بأي فعالية في عمله الإرهابي فينجز عمله الانتحاري الثأري غير مفكر بالجدوى».

الإعلامي والكاتب الدكتور محمد العوين أوضح أن استهداف الإعلاميين والكتاب والمفكرين ليس إلا هدفاً واحداً من أهداف وغايات كثيرة ترمي إلى تقويض المجتمع وتطويعه وتركيعه لقبول هذا الفكر المريض العفن الضال.. وأن هذا الفكر الظلامي الكهفي لا يستهدف العقول المشرقة النيرة في المجتمع من الكتاب والمثقفين فحسب؛ بل يستهدف «الحياة» و»الأحياء»! إنه عدو للإنسان كل بني الإنسان أينما وجدوا.

وأضاف: «نعلم أن هؤلاء الشرذمة من التكفيريين كانوا يخططون لاغتيال كتاب وإعلاميين ومثقفين سعوديين! شيء طبيعي جداً، ولا غرابة فيه؛ لأن الكاتب الإنسان الحر الوطني هو أول من يقف أمامهم؛ يفضح فكرهم، ويكشف خواءهم، ويقزمهم، ويبين خطل منطلقاتهم.. ألم يتل الشيخ الذهبي في الزاوية الحمراء بالقاهرة؟ أليس هو عالم دين وفقيه وأحد نخبة الأزهر المميزة؟! فلِمَ قتلوه إذن؟! ولم وجهوا رصاصاتهم الضالة لعالم دين؟ لم يكن علمانياً ولا حداثياً ولامستغرباً متنكراً لأمته؟ فلم؟! فقط لأنه لم يسلم لهم بما ذهبوا إليه في عقيدتهم التكفيرية. إذن الشأن هنا بالاستهداف ليس محصوراً على الكتاب والإعلاميين؛ بل هو شامل وعام كل من أظهر اختلافاً بيناً مع الفكر التكفيري».

ويوضح الدكتور العوين تجربته التي مر بها والتهديدات التي تلقاها في فتره من الفترات من قبل الإرهابيين: «لقد واجهت من خلال تجربتي الإعلامية ومما كتبته من مقالات عنتاً شديداً معهم، وأرسلت إلي تهديدات، وحدثني كثيرون منهم من أرقام غير معروفة وكبائن هاتفية، هم أو أنصارهم وتابعوهم بداية فتنة التطرف والتكفير وبعد أن أحرقتهم إعلامياً وكشفت سوءاتهم من خلال علماء دين ومحللين وباحثين ومؤرخين ومفكرين، فرأوا أن فكرهم الضيق لن يجد قبولاً في المجتمع والأصوات والعقول الحرة تفضحه على النحو الذي كنت أقدمه بالحوارات الإذاعية والتلفازية؛ فما تركوا وسيلة للإيذاء وإضعاف العزيمة والتخويف والتهديد إلا اتبعوها إلى أن حاصرهم الأمن والمجتمع بكل أطيافه، فهاجر هذا الفكر مهزوماً مدحوراً إلى الجبال والأودية والكهوف في اليمن وأفغانستان، هارباً من المجتمع الذي لفظه ورماه وحاربه».

وأريد أن أقول: «إننا لن ننهزم بحول الله، ولن نتراجع عن مسيرة التنوير والانفتاح، ولن نستسلم لتخرفات وضلالات التكفيريين أبداً، ولن يجد هذا الفكر له مكاناً بيننا، فقد انكشفت طلاءاته الخادعة الكذبة لأبناء هذا الجيل وللجيل الناشئ الشاب، فما عاد له سبيل لكي يستقطب ويتبنى أتباعاً جدداً على شاكلة من انخدع به في السابق قبل مرحلة مواجهته واستئصاله.

والتهديد والترهيب لن يخيفنا، فنحن أبناء عقيدة إسلامية نقية، نشد عليها بالنواجذ، وندافع عنها بدمائنا وأقلامنا وأصواتنا، وقد تشربنا بقيم هذا الدين السمح وتعلمنا من آبائنا وأجدادنا معنى التسامح، ومعنى المحبة، ومعنى الولاء للوطن، ودولتنا قامت على مبادئ الدين واحتذت المنهج السلفي الناصع والبين والمتسامح، فلا نعادي لمذهبية ضيقة، ولا نضيق بمن نختلف معه، ولا تميل بنا السبل وتتخطفنا الطرائق؛ بل نحن نعلم منهجنا وغاياتنا السامية النبيلة، ومذ قامت الدولة السعودية المباركة وهي تحمل مشاعل النور والإيمان، وتنشر قيم المحبة والخير والتسامح، وتوطد صلات وعلائق التواصل الإنساني مع الشعوب والأمم، ولذا بنت دولتنا وطناً متحضراً وحمته، ونشأ في هذه الصحراء مفهوم دولة ولأول مرة في شبه الجزيرة العربية، وقامت حضارة جديدة تُذكّر بأمجاد الحضارات الإسلامية الزاهية في دمشق وبغداد وقرطبة، فلن يضيرنا شواذ فكر، ولن يهزمنا مرضى عقول، ولن يفت في عضدنا أو يوقف مسيرتنا الحضارية الخيرة منحرفون عن الدين الإسلامي».

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة