Monday  10/10/2011/2011 Issue 14256

الأثنين 12 ذو القعدة 1432  العدد  14256

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

لغة رجال الدولة تكشف أخلاق النظام

 

لغة الخطاب السياسي التي يستعملها قادة الدول ووزراؤهم والمستشارون وحتى السفراء عادةً ما تكون مترفعةً ولا تحرج للطرف الآخر بالابتعاد عن الإساءة حتى التلميح لا يلجئ إليه. الكثير يصف هذه اللغة بالدبلوماسية التي تعني أن مستعملها ليس ملزماً أن يفصح عن رأيه ومواقفه تجاه الزعيم الآخر أو الدولة الأخرى حتى وإن كان يختلف معه ويعارض سياسة تلك الدولة، إذ إن هناك أساليب أخرى ولغة يفهمها المتخاطبون توصل ما يريدون إرساله إلى الطرف الآخر دون أن تسيئ لهم، فهم في النهاية (علية القوم وقادتهم ولا يُصح أن ينحدروا بلغتهم إلى مستوى منحط).

هذا القول لا ينطبق على الأنظمة التي أستولت على مقاليد الحكم بأساليب غير طبيعية كالانقلابات العسكرية، والانقلابات التي تُرتَّب في الخارج بتحريك الشارع السياسي، والتي عادة ما توصل إلى الحكم شخصيات غير مؤهلة للحكم تصدر عنها أفعال وأقوال غير متزنة، وهو ما يلمسه بوضوح المتابعون لأداء وتصريحات نفر غير قليل من حكام طهران وبالذات مستشاري المرشد العام للثورة الذين يتحدثون فيما يشبه الهذيان، كالذي صُدر عن مستشار خامنئي للشؤون العسكرية اللواء رحيم صفوي، والذي ذهب في هذيانه بعيداً في تهديده المباشر لتركيا، واصفاً قادتها بأنهم أتباع لأمريكا وأنهم ينفذون إملاءات واشنطن، وأنهم يسعون إلى نشر علمانية إسلامية.

هكذا بلا ذوق ولا احترام ولا حتى أدلة وزَّع صالحي الاتهامات والتهديدات لدولة جارة هي بالمقاييس الإستراتيجية أقوى وأهم كثيراً من إيران التي تراجع موقعها بعد حكم ملالي طهران.

المهم لتركيا رجالها ومفكروها للرد على هذا المستشار المتفلت والذي يتوافق على أخلاق وعقلية نظام طهران، إلا أن هذا الهذيان يؤكد أن الأنظمة المارقة التي يأتي نظام طهران على رأسها، أنظمة لابد من عزلها والتخلص منها، لأنها أنظمة ضارة مثل الأوبئة المرضية التي يجب أن تحصار وتستأصل حتى لا تصيب المنطقة الموجودة فيها بالضرر وتنقل المرض إليها، ولهذا فليس غريباً أن نجد ابتعاد الدول الأخرى عن هذا النظام الذي يعاني العزلة والحصار لأن الجميع كشف حقيقته.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة