Wednesday  11/10/2011/2011 Issue 14257

الثلاثاء 13 ذو القعدة 1432  العدد  14257

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

سبق أن ذكرت في مقالة سابقة بالعدد 14138 الصادر في رجب 1432هـ أن المؤسسات الصغيرة (رغم أهميتها) لا يوجد من يمولها أو يعتني بها وأن الأجهزة الممولة الحكومية والخاصة لا تمول إلا الأغنياء، طبعاً وكالعادة لن نجد من الأجهزة الحكومية أو الخاصة من يقول نحن نقوم بذلك فما بالك بتمويل بالفقراء. إلا أنني اطلعت على مقالة سعادة الأخ مهنا أبا الخيل بفكرة إنشاء شركة الفقراء. وهي فكرة ممتازة إذا أحسن إدارتها سواء كشركات أو بنوك. وهنا يجب ألا ننسى أن هناك تجارب فردية ناجحة جداً من قبل بعض رجال الخير والإحسان وسبق الإشارة إلى بعضهم في مقالة سابقة نشرت بالعدد 14167 شعبان 1432هـ حول الجمعيات الخيرية وأهمية تطويرها لخلق فرصة عمل (مبادرات) بدلاً من العمل على تكريس استمرار المحتاجين واعتمادهم على ما يصرف لهم من الضمان و / أو الجمعيات الخيرية، مما يكرس ويزيد عدد المتسولين، حتى أن من يراهم في المساجد أو عند إشارات المرور يظن أننا بلد فقير رغم تصريحات بعض المسؤولين أنه لا يوجد فقراء في المملكة وهذا غير صحيح، فالفقر موجود في أغنى دول العالم ففي الولايات المتحدة نحو 10% من السكان فقراء وتدفع لهم الدولة إعانات شهرية، وقد عرف التاريخ الإسلامي عدم وجود فقراء في فترة الإسلام الأولى، وذلك لتطبيق نظام الزكاة بدقة.

بداية يجب تحديد تعريف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وللمؤسسات الأصغر وتعريف من هو الفقير في الاقتصاد السعودي. وهذا التعريف يختلف من بلد إلى آخر حتى أن البعض يقول إن دخل الخريج الجامعي الحكومي في المملكة مقارنة بتكاليف المعيشة ومتطلبات الحياة الحديثة ونصيب الفرد من الناتج المحلي الوطني يعتبر فقيراً.

من التجارب المحلية الرائعة تلقيت قبل أيام ما كتبه الأخ محمد الأحيدب ووصلني بالإيميل من الأخ عبدالعزيز العباد وعنوانه (مضيعة الوقت إلى عنيزة) حيث ذكرت تجربة إحدى المواطنات (أم خالد) التي قامت بعمل فردي أتحدى أن تقوم به جهة حكومية بهذه الدقة والسرعة في خلق فرص عمل ومساعدة المحتاجين فقد أنشأت في منزلها مصنعاً خاصاً للفحم وصرفت عليه 150 ألف ريال فقط لتعمل فيه أسر محتاجة والاستفادة من ربحه. وأكثر من هذا أنها أنشأت (في بيتها أيضاً) عيادة نفسية لمعالجة المشاكل الأسرية والإحباطات الاجتماعية وبالتعاون مع أستاذ متخصص بعلم النفس هو الدكتور صالح الخلف. الشاهد من هذه التجربة أن يتم إنشاء مؤسسات تقوم بمثل هذه الأعمال بكل مدينة وقرية بمساعدة كل من الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي وبنك التسليف ورجال الأعمال. ومن التجارب العربية تجربة بنك الفقراء بمصر الذي يهدف تقديم التمويل الأصغر، حيث قدم أكثر من مليار دولار. ويوجد في مصر نحو 400 مؤسسة تمويل أصغر تمويل أكثر من مليون ونصف مليون مستثمر صغير. ومن التجارب الدولية الرائدة في تجربة التمويل متناهي الصغر تجربة الدكتور محمد يونس من بنجلاديش بإنشاء بنك الفقراء والتمويل متناهي الصغر (بنك جرامين) ليقدم القروض لأصحاب المشاريع الصغيرة جداً غير المؤهلين للحصول على القروض المصرفية التقليدية (وما أكثرهم في بلادنا) حيث إن بنوكنا حتى الحكومية لا تضع مثل هؤلاء في اعتبارهم. وفي تصريح للدكتور محمد يونس يقول (بنكنا أصبح يملكه الفقراء الآن لأنهم هم المساهمون والأرباح هي للتكلفة ولتدوير المال للآخرين).

إن هذه التجارب تدعونا للتساؤل، لماذا لا نقوم بإنشاء مثل المؤسسات للتمويل الصغير والأصغر بتسهيلات وشروط تناسب هؤلاء المحتاجين ولتفتح لهم مجال رزق حلال وبدون تدخل من الروتين الحكومي القاتل على أساس خيري وبالمشاركة بالربحية برسوم مخفضة تستخدم لإدارة هذه المنشآت وتحقيق الربح على أساس المشاركة بالربح لمن يرغب، أو إلى تحويل ربحه إلى عمل خيري لمن يرغب (صدقة جارية) فعلى سبيل المثال نستطيع أن نخلق فرص عمل لآلاف المواطنين ومستثمرين مستقبلاً في مجال التسويق الزراعي البيع بأسواق الخضار بشرط إبعاد من لا يمارس العمل شخصياً وحمايتهم من منافسة غير المواطنين من بنغاليين وغيرهم.

لقد ذم رسول الله على الله عليه وسلم التسول وأن عليه العمل ليكسب قوته وأن يخلص في عمله ويتقنه (لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خيراً له من أن يسأل الناس) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). فالعمل في الإسلام واجب.

- تساؤل متى نعرف قيمة الأخلاق الإسلامية والتعامل مع الآخرين وفي المجتمع، لخلق مجتمع منضبط فعال ومنتج.

- من الإعجاز العملي بالقرآن قول تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} (4) سورة القيامة، وما يسمى حالياً بالبصمات فقد أشار القرآن الكريم إلى البصمة قبل نحو 14 قرناً ولم يكتشف سر البصمة إلا في بداية القرن التاسع عشر منذ نحو مائتي عام فقط.

- إلى من يغتابون الناس هذا البيت الرائع من الشعر للإمام الشافعي رحمه الله يقول:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ * * * فكلك عورات وللناس أعين

والله الموفق؛؛؛

مستشار إداري واقتصادي

musallammisc@yahoo.com
 

نحو العالم الأول
مؤسسات تمويل الفقراء
محمد بن علي بن عبدالله المسلم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة