Wednesday  11/10/2011/2011 Issue 14257

الثلاثاء 13 ذو القعدة 1432  العدد  14257

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما الذي تريده المرأة المواطنة من وجود المرأة في المجالس؟

ببساطة؛ ما يطلبه المجتمع من أي عضو يصل إلى مقعده انتخاباً أو تعييناً: أن يمثله بصدق ولا يعده بوعود انتهازية تلقى جزافا بلا نية أو قدرة لتحقيق الوعود. أي أن العضو مطالب بأن يطالب ويوصي بما هو في صالح الجميع وليس لخدمة نفسه الفردية. أو حتى فئته الخاصة.

هذا في التوقع المثالي؛ لكن رياح الواقع لا تأتي غالبا كما تشتهي السفن. الذي يعرف واقع الانتخابات والحملات الانتخابية حتى في التجارب المخضرمة في الجوار القريب والبعيد يدرك كم تأتي النتائج والأداء مخيبة للآمال.

ولا أجزم بل أحلم بأن تجربتنا القادمة ستختلف عن الواقع سواء نظرنا إلى الجانب الرجالي أو النسائي. فالوعي الانتخابي سواء عند الناخبين والمرشحين ليس بالمستوى المطلوب للنجاح المؤكد لا في الحملات ولا في الأداء، وينطبق هذا على الرجال والنساء مع إضافة تحيز المجتمع وتحرزه في التعامل مع المرأة وحجبه الثقة فيها.

ومع هذا فإن فتح المجال للانتخاب ولمشاركة المرأة هو خطوة إيجابية تلقي بالمسؤولية في النجاح أو الفشل على عاتق المجتمع وليس على عدم إتاحة الفرصة. وهي تجربة ستعلم الأجيال القادمة التعامل مع ثقافة التمثيل والترشيح والانتخاب .

أما مجلس الشورى كما هو فلا يتطلب فيه الانتخاب, إذ يعمل بنظام أن المستشير يتخير مستشاريه. وقد ارتأت الحكمة أن يأتي أعضاؤه من شتى المناطق والمشارب لتشمل التوصيات صالح كل الفئات. والمجلس ضمن هذا المفهوم يعمل بأكثر من جبهة : الأولى توصل له ما يبعثه مجلس الوزراء من قضايا مجتمعية ويطلب منه تقديم المشورة والتوصيات تمر بمجلس الخبراء ثم يتخذ فيها القرار الأخير!. والثانية أن يتقدم عضو من الأعضاء بطرح قضية للبحث -قد تكون أصلا وصلت كرسالة إلى إحدى اللجان المتخصصة تطلب طرحها - ويعتمد قبولها أو تأجيلها أو رفضها من قبل رئاسة المجلس.

حتى الآن كل القضايا تطرح وتبحث من وجهة نظر وتفهم وقناعات أحادية - ولن أقول ذكورية فهو مصطلح سلبي الإيحاءات - سواء تعاطفوا كأفراد مع معاناة المرأة أم لا لسبب بسيط هو أن كل الأعضاء رجال. والآن بانضمام النساء رسميا لعضوية المجلس سيتاح لوجهة النظر النسائية أن تشارك في الطرح والحوار وصيغة التوصيات حيث لاشك أن زاوية النظر الآن ستكون أكثر شمولية في الطرح وبالتأكيد أكثر تمثيلا لموقف المرأة ولهموم المواطنات إذ تأتي مباشرة وليست بالإنابة.

على هذا ما تريده المرأة من المرأة العضو في المجلس هو أن تكون صوتاً يوصل معاناتها واحتياجاتها وطموحاتها إلى مرصد هذا المجلس الجليل الذي يقع على عاتقه بحث القضايا التي تطرح عليه ودرسها وتقديم التوصيات حولها إلى هيئة الخبراء ومجلس الوزراء.

وما الذي يريده الرجل من المرأة في هذه التجربة الجديدة؟ حقيقة لا يمكنني التكهن لكوني امرأة لكن تصوري أن الجميع رجالاً ونساء يطالب من ستتشرف بالعضوية ما يطالب به أي عضو بغض النظر عن جنسه، أي أن تحمل مسؤوليتها بجد وتراها تكليفا لا تشريفا ولا تلميعا للذات أو تسخيرا للمصالح. ثم ان تتصرف بما لا يلقي ظلالاً مشككة بمشاركة المرأة فهي ليست هناك للتسلية ولا للاستعراض ولا لاستقطاب الأضواء , بل للمشاركة في تقديم توصيات لحل مشكلات مجتمعية مصيرية آنية كانت أو مستقبلية.

هل ستستفيد المرأة عموما من طرح قضاياها بمجلس الشورى؟ وإلى أي مدى ستوفق المرأة (العضو) في نقل قضايا المرأة؟

في الحالتين أتمنى أن التجربة ستأتي إيجابية النتائج. والأمر يعتمد على حسن الاختيار قبل التعيين, وعلى التأهيل العلمي والتخصص وحسن المشاركة في النقاش وتقديم المرئيات واقتراح الحلول. إذا كانت العضو مؤهلة لمناقشة الموضوع فسيكون وجودها ومشاركتها مفيدا ومثريا في طرح القضايا وتوضيح الحيثيات واقتراح الحلول وصياغة التوصيات. وكلنا يرجو ألا يكون اختياراً عشوائياً أو ترشيحاً يعتمد على العلاقات والانتماءات الخاصة!! بل تخيرا بكل معنى الكلمة وبناء على تمحيص في ما ستقدمه لأداء المجالس من إثراء معنوي.

ثم هو تكليف بمهمة رسمية لمدة معينة محددة مسبقاً بقوانين المجالس, ثم تتاح الفرصة لمشاركة فريق جديد من الرجال المؤهلين والنساء المؤهلات. فادعوا لهم ولهن بالتوفيق.

 

حوار حضاري
مسؤوليتها في المجالس.. 2-2
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة