Sunday 23/10/2011/2011 Issue 14269

 14269 الأحد 25 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

ندرك جميعاً أن هذه الحياة الدنيا حياة مؤقتة، وأن الإنسان وُجد فيها لعبادة الله - عز وجل - بما في ذلك بذل أعمال الخير، وأن الموت هو مصير كل إنسان مهما طال عمره أو قصر؛ قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء 35)؛ فقد مات الرسل والأنبياء والملوك والرؤساء والعلماء والأمراء والأغنياء والفقراء والرجال والنساء والشيوخ والأطفال.. ولكن المهم ما يقدمه المسلم في هذه الحياة من أعمال الخير التي تقربه لله وتضمن له مكاناً لائقاً في الحياة الحقيقية.

لقد تميَّز الأمير سلطان - رحمه الله - بحُسْن الخلق وبشاشة الوجه والابتسامة الدائمة، كما تميز سموه بإخلاصه لقيادته؛ فقد سُئل الملك فيصل - رحمه الله - ذات يوم عن سر مرافقة الأمير سلطان له في جميع رحلاته خارج المملكة فكان جواب الملك فيصل «لأنه رجل يعينني على نفسه». وجمعينا شاهدنا سموه - رحمه الله - عند عودته من رحلة علاجه الأولى وهو يترجى الملك عبدالله - حفظه الله - الذي كان في استقباله في المطار أن يقبل يده؛ وذلك تقديراً منه لخادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وهو يقول باللهجة المحلية «بس ها المرة»، ولكن الملك عبدالله اعتذر لأخيه عن عدم تقبيل يده تمسكاً منه بالمبدأ الذي التزم به في عدم رغبته في تقبيل يده.

من جانب آخر بذل الأمير سلطان - رحمه الله - كل جهوده في خدمة دينه ووطنه؛ فسموه رئيس المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية الذي يهتم بنشر دين الله في الخارج، كما أن لسموه اليد الطولى في تطوير الجيش السعودي بأفرعه الأربعة (القوات البرية والقوات الجوية والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوي) حتى وصلت قواتنا المسلحة إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدُّم وتطوُّر؛ حيث تمتلك بلادنا - والحمد لله - قوة عسكرية ضاربة، تتمثل في قوات الحرس الوطني وقوات الجيش وقوى الأمن الداخلي رغم أنوف الحاقدين والحاسدين.

كما عُرف عن الأمير سلطان - رحمه الله - حبه للخير ومساعدة المحتاجين؛ لذلك استحق سموه لقب (سلطان الخير). كما أنشأ سموه - رحمه الله - مؤسسة سلطان الخيرية، التي يتكون رأس مالها مما لدى سموه من أموال عينية ومنقولة، وهي مؤسسة نعرف جميعاً مهامها وأهدافها النبيلة.

وإننا في هذه المناسبة الأليمة لنرجو من المولى - عز وجل - أن يتقبل سموه برحمته وعفوه، وأن يكون ما قام به من أعمال جليلة زيادة في حسناته وتكفيراً لسيئاته.

و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

asunaidi@mcs.gov.sa
 

وداعاً سلطان الخير
د. عبدالله بن راشد السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة