Sunday 23/10/2011/2011 Issue 14269

 14269 الأحد 25 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

الحمد لله الذي قدّر على خلقه الموتَ والحياةَ والنشوَر، وجعل لكل منهم أجلاً لا يستقدمون فيه ساعةً ولا يسْتأخرون.. وبعد،

* فقد فقدت بلادي الغالية، المملكة العربية السعودية، فجرَ أمس السبت، ومعها العالمان الإسلامي والعربي بأسرهما، فقدتْ ابنهَا البار، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولَيّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، بعد معاناة طويلة مع المرض، وهذه مشيئةُ الله وقضاؤُه وقدرُه لا محيدَ عنه ولا فرار.

* لقد كان أبو خالد سلطانَ الإنسانية، غيثاً للفقير، ونصيراً للمظلوم، ورافداً للمحتاج، وسنداً للمريض والعاجز وابن السبيل، اقترن اسمُه في الأفئدة بحبّ الخير والبذل في سبيله، والمبادرة إليه، ولذا، سُمِّي صدقاً وعدلاً (سلطان الخير)، فنِعْم القرين لهذه الفضيلة ونِعْم الرفيق!

* لقد فقدنا في رحيل سلطان الخير منظومةً من القيم السامية والصفات النبيلة والسجايا الكريمة هذه بعضها:

- فقده أخوه العملاق الكبير وخليله ورفيق دربه الطويل، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله، فقد كان له بعد الله سنداً وساعداً وعضداً أميناً!

* وفقده إخوانُه جميعاً، الكبير منهم قبل الصغير، ومعهم أبناؤه وجميع آل بيته الكرام، ذكوراً وإناثاً، فقد كان المثل الأعلى في كل درب يدل إلى الخير، ويقود إليه، بدءاً ونهاية.

* وفقدت برحيله حكومتُه وشعبُه قائداً ورائداً موجهاً بالخير وفاعلا له في شتى المجالات على مدى ستة عقود تقريباً.

* وفقده شعبُه الوفي الأمين، الذي رسم في وجدن رجاله ونسائه وشيوخه وشبابه وأطفاله عبر السنين معاني البر والشهامة والسخاء بذْلاً بلا حدود عَوناً لفقيرهم، وعلاَجاً لمريضِهم، وإقالةً لعثرة المديون منهم، وذي الحاجة، بلا مِنّةٍ ولا أذى.

* وفَقدتْهُ قطاعاتُ الجيش المظفرَّ في كلِّ شبر من أرض هذا الكيان الكبير، فقد سهر رحمه الله عقُوداً طويلةً على بنائها وتنميتها وتجهيزها بأحدث الوسائل والتقنيات لتُحقِّقَ البطولاتِ وقتَ المحن، وتكسبَ في كل مرة الرهانَ على تفوّقها كونها بعد الله الحارسَ الأمينَ لهذا الوطن، في سلمه وحربه.

* وفقدته الإدارة والتنميةُ في المملكة، لأنه كان منذ القدم مشاركاً في بنائها وموجِّهاً ورائداً ومنظماً لها، فتحقق كثير مما تمنته وتمناه هو ومعه المعنيوّن بها في كل مكان.

* وفقدته أمته الإسلامية والعربية، فقد كان راية عالية، ورمزاً غالياً من رموز الحكمة والعدل والسلام في كل مراحل عمره.

* وبعد،

* فرحم الله سلطانَ العزِّ والبر والرأيِ السديد.

* وعزاؤنا الأكبر لوالدنا العظيم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولإخوانه وأبنائه وآل بيته الكرام. والعزاءُ موصولٌ إلى كل أبناء وبنات الشعب السعودي الأبي الأمين، وإلى محبِّيه في كل أرجاء العالمين العربي والإسلامي، والحمد لله من قبل ومن بعد.

 

سلطان الإنسانية .. في ذمة الله!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة